الشّيطان بداخِلِه؛ المجدُ أمِ الخلود.
ينتهِي الموتُ من كونِه مُرعِباً حين تُدرِك أنّ الوجهَ الضاحِك الذِي أرتك إيّاه الحياة أوان السّعادة لنّ يتغيّر حِين تحِلّ الخيبة..
وأنّ الحياة مُساومة، خاسِرة مهّما كبُرت الأوراقُ الرابِحة التِي جادلتَ بِها
ربّما كان عليّه أنّ يتذكّر ذلِك وهو يُقدِم على مجادلة على هذا القدرِ من الخطورة..
ربّما كان عليّه أنّ يتذكّر أنّه سيخسر أمامها مجدّداً مهما ظنّ أن مجدَ التحقيق سيغطّي على التّكلُفة.
لا ريبَ فِي أنّه الآن يجلِس ضريراً، ظهرُه إلى السّياجِ الحديدِيّ خلفه ورِمالُ الصّحراء تشوّه ما بقِي فِي بصرِه من سلامة.
تقِف فِي حلقِه غصّة.. ثقيلة كأنّها صخرة جلمودٌ لضخامتها، لثِقلِها على حنجرتِه وعلى صدرِه حيثُ تقبع أنفاسه حبيسة، حيثُ تهرُب من شِفاهِه المتفرّقة زفراتٌ يأتِي معها صفيرٌ كأنّه صافِرة النّهاية..
فِي مثلِ هذا الممرّ تعانقت وإيّاه خسارته الكبيرة، فِي مِثلِه ماتت بينَ يديّه المرأة التِي كانت دوما مِفتاح حياتِه وحبيبته الوحيدة؛ ربّما لذلِك خطَى داخِل هذِه الممرّات مع أنّه يعلم أنّ كل من يعبُرها هالِكٌ لا محالة، ربّما شجّعه الجنون وحرارة الذّكرى أنّ يغامِر علّه يراها مجدّدا وللمرّة الأخيرة حتّى لو كانت بين ذِراعيّه ميتة!
لقدّ كان رجلاً فِي ظلّ الغياب قد عهِد انتِظارا ً واحِداً يتِيماً، انتظاراً آثِما للموتِ لمّ ينلهُ مهما استحقّ الموت لخطاياهِ الكثيرة...
لقدّ كان كمن أنجبته المعصية ليموت أولاً ثم يحيى ينتظِرُ ميعاد اللقيا بخشوعٍ لمّ ينافِسه فِيهِ قدِيسٌ قبلاً؛ كان يقدّم القرابِين لإلهٍ فقدَ فِي حقّه الإيمان.. طلباً للموتِ بدل المغفِرة بعّد أنّ أجهش بكاءً صاخباً في حرمة الفقدِ والخيبة!
وكان يُدرِك أنّ أكبر الآثمِين لنّ يحظوا بخلاصٍ كهذا بعد أنّ رفضوا التوبة جزاء حبٍ كان محكوما بالهلاكِ دوماً، كان يُدرِك ويعلمُ لكِنّه توسّل وتجدّل بالألمِ علّ رحمة إلهِه تسبِق غضبه وعلّ كِبرِ خساراتِه يشفع برحمة إلهِيّة حتّى لو ثقُلت ذنوبُه فِي الجهة الأخرى..
أنت تقرأ
الشّيطان بداخِله | المجدُ أمِ الخلود
Fanfiction« لم أستطِع أن أتيقّن منكِ أبداً، كلّ الأمور كانت تحرص على أن أظلّ على غفلتِي بكِ.. أنتِ، تلكَ التي ما عدتُ أدرِك السّبيل لتفكيكِ ابتسامتِها هذِه، أقوِيّة كنتِ؟ أم أنّ ما تعاضد عليكِ من غرورٍ أنهاكِ! أنتِ التي كنتِ لا تُجابهين في شيء، ولا تكادِيّ...