عزيزي القارئ، أودّ إخبارك الآن وأنتَ على أبوابِ هذا الركن من الرواية أني لم أستدعِك إليهِ إلا وقد انقطعت كلّ السّبل أمامي لِقاء كلّ هذِه الأسئلة المتكررة التي أجبت عنها مِرارا وتكراراً.
لقد كتبتُ بالفعل ملحوظة في مكانٍ ما بالمدخل آمِلة أن يعِي كلّ من يتعثّر بِها أنّ هذِه الرواية تخضع للتغيير والتنقيح إزاء دواعٍ طارِئة؛ دواعٍ لم أستطِع تجاهلها هذِه المرّة كما سار الحال خلال السنتين الفارِطتين من الكفاح في خضمّ الكتابة..لقد استهلكت بالفِعلِ وقتاً كافِياً وقاطِعاً في الهروب من حقيقة أن هذِه الرواية لا مستقبل لها ما دمت لا أصلّح ما فيها من عطبٍ وأسابِق الرياح فقط لأنهيها؛
ورغم أن الأوان قد فات في مرحلة ما من أجلِها إذ أنّ كلّ من كان مُحباً لها أصابه الغِياب أو السأمُ منها ومن غيابي المتواتِر الذي دام طويلاً هذِه المرّة بعكسِ ما سلف.. إلا أن عِنادي الدائم في كل ما أفعله قد وقف لحسن وسوء حظي في الآن عينِه أمام فرصة التخلّي عنها.لقد قضيت وقتاً لا بأس بِه أفكر ماذا سأفعل بشأنِها، فلقد أعطيت هذِه الرواية ثلاث سنواتٍ من عمرِي جزاءًا لكتابتها، وقضيت معظم أوقاتي وساعاتي أنسجها خلال السنة الفارطة ظنا مني أني أخيراً وضعت أكبر خطواتي فيها ولم يبقى لختامها سوى خطواتٍ صغارٍ ولو كُن في الحقيقة بحجمِ مجرّة بحالِها.. إلا أني لم أضع في الحسبان أبداً أن تتدهور صِحتي بين ليلة وضحاها ويعتلّ جسدي بمرضٍ عضالٍ كلّفني وقتي وتركيزي ووقف عائقاً أمام حتى دراساتي. لقد جاءني في أكثر أوقات عمري قطعية وانا على أبواب آخر سنة جامعية فيها من الضغط والتعب ما يستهلِك البدن وهو سليم فما أدراك بحاله وهو معتلّ لا يقوى..
ولقد كان على سبيل الحقيقة عامِلا فاعلا في غيابي إذ أن القليل من الطاقة التي أبقى عليها هذا المرض استثمرتها كلها في تأمين تخرّجي بنجاح.. لأن لا تضيع السنوات الأربعُ الماضية سُدًى كما ضاعت سابقاتها في كتابة هذه الرواية دون أن أُحصّل منها ما أردته حقاً..حتى هذِه النقطة أتمنى أني قلت كفاية لأبرّر لقارِئاتي القدامى ما الذي أبقاني حقاً عرضة لِكلّ هذا التأخر والغياب لما يقارِب العام من الزّمن، والذي لا أريد منه حقا سوى أن يدركوا أني لم أتخلى عنهن وعن الرواية يوماً بل وقفت فقط بيننا ظروف لا تقهر..
أما بالنّسبة للقارئات الجدد التي جاءت كل الأسئلة من طرفِهنّ وكلّ الامتِعاضِ أيضاً.. القارِئات اللاتي لم تتسنّى الفرصة لهنّ بعدُ لمعرفة كيف تمضي الأمور قُدماً في رواياتي ولا اعتدنّ بعدُ تعقيدي وتشابك أفكاري ولحُسنِ حظّهنّ أيضاً تأخُّري وغِيابي.. فأتمنى أن تعلمن وأنتنّ تنجحن بالوصول حتى هذه الفقرة أن الفُصول غير المنشورة تخضع إما للتعديل أو إعادة الكتابة، بسبب الأسباب الوافية التي أتمنى أني أحسنتُ تصويرها قبلاً حتى ولو لم أذكُرها كلها حقاً..
وتِبعاً لذلك، فإني مُلزمة بإخباركن سواسيةً القدامى والجدد منكنّ، أنّ بعض الأحداث ستعرِف غياباً لا مسبوقاً من الرواية، وقد تُحذف أو تُعدّل أو تُنَكّهُ على حسب الحاجة، وستبقى الرواية إلى حينِها موجودة لكن قد يصعب عليكنّ التعرّف على بدايتها ما إن أنهيها؛ لأني صراحة أنوي حذف فصول برمتها وقشعِها عن الوجود لأنها لا تتناسب ومنظوري لملامح القصة وأبطالِها، وتشوّه ما أريده أن تكون عليهِ حقّاً..
والفصول المنشورة هي الناجية نسبياً من رغبتي المُلحة في إصلاحها، وإن حدث وقررت التعديل فيها سأخبركنّ كي لا نظلّ عن الطريق بعد أن احتجت قدرا كهذا من الشجاعة كي أجركن معي لنخوض فيه معاً؛
ستبقى هذه الفصول منشورة كما سيبقى التحديث بفصول جديدة سارٍ في نفس الوقت الذي سأنشغل فيه بكتابة الفصولِ الأولى..بيتُ القصِيدِ هنا أن الفصول الأخيرة من الرواية ستبقى قيد الكتابة والنشر ولن تتأخرّ بسبب انشغالي بإعادة أساسات الرواية لأنّه نهايةً قراري أنا ولا أحد ملزمٌ بتحمل تبعاتِه معي ظلماً.
أما بالنسبة لموعد نشرِ الفصول الأولى الجديدة فلا أستطيع الجزم لأني حد الساعة أنهيت كتابة أول واحد منها فقط وشرعت في كتابة الثاني، وصراحة لا أنوي التعجل فيها تفادياً للأخطاء التي جاءت قبلاً ولِيدة حماسي ليس إلّا..
حتى ذلك الحين سأبقيكنّ على عِلم بأي جديد قد يطرأ على هذا الجزء من القِصّة، وحتى ذلك الحين أيضاً أتمنى أنّ تستحِقّ النتيجة فقط عناء كلّ هذِه التخبّطاتِ المتواتِرة التي أمر بِها من أجلِها..
إلى هنا وفقط ودُمتنّ في رعاية الله وحفظه ❤️
أنت تقرأ
الشّيطان بداخِله | المجدُ أمِ الخلود
Hayran Kurgu« لم أستطِع أن أتيقّن منكِ أبداً، كلّ الأمور كانت تحرص على أن أظلّ على غفلتِي بكِ.. أنتِ، تلكَ التي ما عدتُ أدرِك السّبيل لتفكيكِ ابتسامتِها هذِه، أقوِيّة كنتِ؟ أم أنّ ما تعاضد عليكِ من غرورٍ أنهاكِ! أنتِ التي كنتِ لا تُجابهين في شيء، ولا تكادِيّ...