الشّيطان بداخِلِه؛ المجدُ أمِ الخلود.
لقدّ أحبّت الحياة دوماً فنّ المفاجأة.. متَى يكونُ ألمُكَ أشدّ قتلاً؟ متى يمكِن لجراحِك أنّ تنزِف وأنّ لا تندمِل أبداً؟ ومتَى يكون الشّفاء تحديداً سقّماً؟!
متَى تكون النّجاة الفاجِعة التِي لنّ تتخطّاها أبداً.. وذنبك الذِي لن تغفِره لنفسِك مهما صغُرت رغبتك فِيها.
يُصبِح فِي الرحلة الأبدِيّة الفقدان ألماَ ضئيلاً، وتتحوّل حقيقة بقائِك على الحياة بعّد أنّ خسِرت أكبر أحِبّائِك تذكرة موتِك الأكيدة ونهاية تربّصت بِك طويلاً لتأتِي بثِمارِها وفيرة..
ينتهِي الفراقُ من كونِه موجِعاً، وتتوقّف الخيبة عن كونِها مرارة تقِف كآهة مكتومة فِي مكان متورّمٍ فِي داخِلِك مازِلت تفتقِد الشّجاعة لإيجاده أو شِفائِه حقّاً..
بين الموتِ مع من خسِرتهم، بين التخلّي عنّ كلّ الأشياء التِي فقدوها بموتِهم ومازِلت تملِكها ببقائِك بعدهم.. يتقاطع وهم السعادة الكاذِبة التِي وعدوك بِها بعد صبرٍ طوِيلٍ لا تملِكه، وحقيقة أنّك فقدت للأبد ولنّ تستعيد من الفقدِ شيئاً سِوى خسارة أخرى تولّد أكبر منها بعد انقِضائِها، سِوى أنّك ستعيشُ على الذّاكرة التِي ستكون من اليوم خلاصك وضغينتك الأبدِيّة..
لقدّ أتى موته يوما كالصّاعِقة، مُهلِكاً، فادِحاً مهّما تيمنت بقدومِه وأدركته قبل حدوثِه ككلّ الأمور المفجِعة الأخرى التِي رأتها قبل حدوثِها لكِنّها لمّ تستطِع يوماً إيقافها، وربّما كان ذلِك بيت آلامِها جميعاً، ربّما كان ذلِك ألمها الذِي لمّ يشفِها منه أحدٌ مهّما بلغوا فِي حبّها..
لقدّ كان جرحها دوماً أنّها رأت الخيبة قبل إتيانِها، أنّها تذوّقت المرارة قبل وقوعِها وتجرّعتها من بعدِها لأنّها لمّ تستطِع إيقافها كما سبق وحدّقت فِي وجهِها.. وكان عزاءُها الوحيد لنفسِها أنّها تحت كلّ هذِه القِوى الإلهِيّة، وأسفل كلّ هذا الخرابِ الكونِيّ الذِي دُفِنت أسفله لأنّها كانت دوماً أكبر من هذِه الخليقة وما فِيها فراحت تُدفن أسفلها لئلا تعمِي بنورِها من عليّها.. عزائُها كان دوماً أنّها داخِل هذا الجسدِ الذي لا ينتمِي إليّها، بشرٌ يقِف إلى شرّ الأمور التِي تفوق قدرته ويتحمّل ثِقلها لا يردّها
أنت تقرأ
الشّيطان بداخِله | المجدُ أمِ الخلود
Fanfiction« لم أستطِع أن أتيقّن منكِ أبداً، كلّ الأمور كانت تحرص على أن أظلّ على غفلتِي بكِ.. أنتِ، تلكَ التي ما عدتُ أدرِك السّبيل لتفكيكِ ابتسامتِها هذِه، أقوِيّة كنتِ؟ أم أنّ ما تعاضد عليكِ من غرورٍ أنهاكِ! أنتِ التي كنتِ لا تُجابهين في شيء، ولا تكادِيّ...