الفصل الثالث
شغلوني
شغلوني وشغلوا النوم عن عيني ليالي ...
ساعة ابكي وساعة يبكي عليا حالي ..
كنت طوال فترة غيابه اكتب له رسائل .. وانتظر رسائله بلهفة ... اتذكره عندما اسمع اغاني عبد الحليم في بداية كل رسالة اكتب اليه مقطع اغنية ...
اتذكر تلك الرسالة التي جعلتني اطير فرحا ...
كتب الي فيها :
يأخذني الحنين لمدينتي .. الى ذاك الطريق الضيق الذي في نهايته بيتها ... احلم كل ليلة بطرق ذاك الباب ... لتفتح هي لي بأبتسامتها المعهودة ...
اتذكر ملامح وجهها فأبتسم ... ارتباكها عندما تراني ... حتى ان ارتباكها يربكني ...
ارغب كثيرا بأن اخبرها بحقيقة شعوري نحوها ... ولكن الكلام يضيع مني ... فلم اجد سوى القلم ليخبرك بما اريد قوله ...
احبك .
قبلت الرسالة ووضعتها على قلبي ... تنفست بصعوبة .. بيد مرتجفة اخرجت ورقة وبدأت اكتب له ...
ربما عبر القلم عن ما يجول في خاطرك .. لكن تمنيت ان اسمعها من فمك .. بصوتك ... تتضارب طبلة اذني بذبذة تلك الكلمة التي نطقت بها انت ..
سرت عينياي عندما قرأتها وتراقصت حواسي ... ساكون جريئة .. ساكون مجنونة واخبرك انني لست احبك بل اعشقك ... لا باس قل عني ما تشاء فليست العادة ان تبوح فتاة بحبها ... ولكني فعلتها ...
اخاف ان يفرق بيننا القدر ... انت من عالم وفي عالم .. وانا من عالم وفي عالم اخر بعيد عنك ...
بعد اسبوعان وصلتني رسالة منه :
كوني مجنونة ... كوني متهورة فالعشق لا يعرف العقلاء ...
عندما كتبت احبك .
انهيت الرسالة بنقطة بعد هذه الكلمة ... يعني اني احبك فل يكون ما يكون ... لا يهم ... فلا شئ سيكتب او سيقال بعدها ...
سأعود الشهر القادم ... لا اطيق الانتظار لرؤيتك ...
مارأيك ان تدعيني للغداء في منزلكم ... اريد ( دولمة ) ...
ضحكت عندما قرأت الرسالة ... كنت كل يوم اعد الـ دولمة... لأظمن انها ستكون لذيذة ...
كنت في بيت جدتي امسح المنزل عندما خرج الجميع فاليوم دوري في التنظيف ...
كنت ارتدي ( دشداشة ) رفعتها لتصل لركبتي ... اربط شعري بشال لكي لا يعيقني عن التنظيف ...
كنت امسح الارض واغني ... سمعت صوت ينبعث من امامي ..
: احم احم .
رفعت رأسي لأرااه !!... نهضت بسرعة وانا مندهشة ...
كان موقف محرج كنت في اسوؤ حالاتي ... احرااج !!...
ندى : أأ..يــ ...ا ..د .
كان ينظر الي بشوق ...
قلت بحرج : روح اقعد بالحديقة البيت كله مناشف تروح تزحلق .
ابتسم وقال : اوكي انتظرج برا .
بسرعة اتجهت الى الغرفة خلعت ما كنت ارتديه وارتديت ثياب من بنت خالي ... رتبت نفسي وخرجت ...
سرت اليه بخجل وفرح ...
نهض عندما وصلت اليه ...
كان يتحدث وتبدو الابتسامة على شفتيه ...
- مشتاقلج .
بلعت ريقي بخجل : اني همين .. اقصد الكل اشتاقلك .
- انتي مو قلتي اني جريئة وعبر عن مشاعري ومعلية من احد ؟.
- اي .
- لعد ليش متقولين اشتاقيتلك ؟.
- ممممم ... اشتاقيتلك كومة .
- زين باوعي بعيني .
- ليش ؟.
- داقولج فد شغلة بس باوعي بعيوني .
نظرت الى عينيه ...
قال : احبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــج ... ندى اني عمري محبيت احد بقد ما حبيتج ... انتي الوحيدة الي اريدج تصيرين ام بيتي وام جهالي حبيبتي وزوجتي .
بجرائة قلت : اني همين انت الوحيد الي حبيتك ومرح احب غيرك ومرح اتزوج غيرك ... ومرح اجيب اطفال الا منك يشبهونك .
كانت اجمل لحظات حياتي .. بل كان اجمل يوم في حياتي ...
عندما كان يسافر كنت اذهب لمنزلهم كي احاول ان اسمع اخباره واتقرب من اهله ...
رغم انهم اقاربنا الا انني كنت اشعر انهم لا يطيقوني ... الجميع يعلم بعلاقتي به ... الجميع يتمنى لك الخير ويتمنانا لبعض ...
كنت اجلس امام اخواته ووالدته ... يتحدثن عن الماركات ... عن الطبقة الراقية بالمجتمع ... اما والدته تقول : ياربي هذيج المرة كومة بنات عوائل ماشاء الله من شافوا اياد بالعزيمة تخبلوا عليه .
قالت اخته وداد : اي ماما بس بنت الاستاذ محمد صالح مو مناسبة تعرفين صح اغنياء بس مو بمستوانا متنفع .
ام اياد : اي مستحيل اخذ وحدة مو من مستوانا .
نظرت الي عندما كانت تقولها ... تحاملت على نفسي ..
قلت : يلا خالة اني استأذن اتأخرت .
ام اياد : زين حبيبتي وياج فلوس تكسي ؟... لو نخلي السايق يوصلج ؟.
ندى : لا شكرا خالة عدي مع السلامة .
خرجت وانا بكي ... بقيت اسير واسير ... بل عدت الة منزلنا سيرا على الاقدام ...
من المؤكد انه سيقنع والدته فيكفي انه يحبني ...
كان دائما يحضر الي الهدايا ولا اعلم لم يكلف نفسه كثيرا ويحضر الي مجهورات ....
تخرجت من الجامعة وعملت مدرسة انجليزي في احدى المدارس ... اجمل شعور عندما استلمت اول راتب شهري لي ... ذهبت لأشتري له هدية...
اشتريت له ربطة عنق ...
بلغت الخامسة والعشرون اما هو فقد عاد للتو للاستقرار في الوطن عمل وكيل وزارة ...
في احدى مقابلاتنا قال لي : رح افاتح امي حتى نجي نخطب ولو اشك انها تدري الكل يدرون .
- مرح توافق احس .
- لا ليش هيج تقولين .
- لأني فقيرة .
- لتقولين هيج .. انتي مو فقيرة مستواكم عادي وميهمني الفقر والغنى .
- امك يهمها .
- واني ميهمني الا انتي .
ابتسمت له ... امسك ذراعي وقال وقد بدا الخوف عليه : دير بالج تعوفيني اني ماعوفج للموت ابدا وابقا احبج لأخر يوم بعمري .
الفصل الرابع
كان في زمان
كان في زمان قلبين .. الحب ثالثهم ..
فردوا الهوا جناحين ... والدنيا ساعتهم..
ضحكت لهم يومين .. وفي ليلة خانتهم ..
اتفرقوا الاتنين .. في عز فرحتهم ..
كانوا اتواعدوا مع الفرحة .. في ساعة والزمن غفلان ...
وبعد الفرحة اتعاهدوا ... يعيشوا في امل وحنان ..
زمن خاين غدر بيهم ... كانوا فاكرينه ناسيهم..
ذات يوم كنت خارجة من المدرسة بعد ان انهيت عملي ... وجدته ينتظرني بسيارته خارجا ...
ركبت معه واتجهنا الى احد المقاهي التي تطل على ضفاف النهر ...
كان يبدو الضيق على وجهه ...
قلت له بحيرة : خير شصاير ؟.
- صار شهرين داحاول اقنع بامي ... طبقية كلش والمشكلة كلما افتح الموضوع تنيه ببجي وتعب وتقول متتزوجها الا بعد موتي .
قلت بألم : مو قتلك مرح تقبل .
- بس اني وعدتج ومستحيل اخلف بوعدي .
- شتريد تسوي مثلا ؟.
- نتزوج وبعدين هي تقتنع ويا الوقت .
- واذا صارلها شي من الصدمة كله بسببي .
- ان شاء الله ميصير .
- اياد هاي امك ميصير تزوج بدون رضاها .
- عمري 35 سنة وفوق هذا تقوليلي ماقدر ؟... اني لأن احبها اريد رضاها بس بالاخير هاية حياتي وهذا اختياري ميصير تبقى تدخل بقراراتي واني بهالعمر .
- بس اني ماقدر اتزوجك وامك مو راضية .
نظر الي بأستغراب : ندى .. ليش متقدرين ترا اهلج كلهم يحبوني ويعرفون اني شنو وماعتقد يرفضون .
ندى : بس اني حرفض .
قال بصدمة : ترفضيني !.
- ماقدر اتزوجك وامك ماتقبل بية اهم شي امك... انتظرتك شوف شقد صار عمري كل الي بقدي تزوجوا واني بعدني انتظرك ... لشوكت .
- انتي الي مراضية .
- اي مارضا ... كومة خطاب رفضتهم ومن بعد اليوم مرح ارفض .
- احس الي قاعدة قدامي وحدة ماعرفها .
نهضت وتركته .. امسك يدي وقال : ندى اذا رحتي معناها دتنهين كلشي بينا .
سحبت يدي وغادرت ...
ببساطة لا اريد ان اكون بطلة في قصة كتب الفراق نهايتها ... لا اطيق الدخول في مواجهات فاشلة مع اهله ... ولا اريد ان يقال علي انني تزوجته طمعا ...
اخ صديقتي اسمه حسن .. رأني ذات مرة ففاتحتني انه يريد ان يتقدم لي ...
وافقت ...
اتى ليخطبني من خوالي ... بعد ان قرأ الفاتحة معهم وخرج ... كان يبدو على خالي الاسف ...
قبل رأسي وقال : مبروك بس ماجنت اتمناج غير للي ببالي ... عموما الله يوفقج ويسعدكم .
الفصل الخامس
في يوم من الايام
في يوم من الايام .. كان لي قلب ..
ويا المحبة هام ... وياريت ماحب ..
قسوة حبايبي مغلباني .. اوعى ياقلبي تحب تاني ..
في يوم من الايام
اياد :
سافرت بمجرد سماعي انه خطبت .. لا اطيق ان ارى تزف لغيري ...
لا اعلم كيف بأمكانها تقبل رجل غيري ... وانا الذي لا اطيق ان ارى امراة غيرها ..
بعد ستة اشهر عدت الى بغداد حاولت والدتي ان تفتح معي موضوع الزواج في هذه المرة وافقت
@farahsabri_
