Revive

622 116 119
                                    

•••••••

"  لقد حضّرت بعضا من المعكرونة.  لا بدّ  أنكما جائعان "

وضع دونغهي ثلاثة صحون فوق مائدة المطبخ .

"   لستُ  جائعا  " أردف سنغجاي و هو يتفحص شاشة هاتفه.

انضممتُ إلى الضابط و ساعدته في توزيع أعواد الأكل لكلينا فقط.

"   أشكركِ . يمكنكِ الجلوس "

جلستُ على الكرسي المقابل له أنتظر حصتي من الطعام. بعد أن أنهى تقسيم الحصتين باشرنا في تناول المعكرونة الشهية.

لقد مرت ساعتان منذ رحيل ويندي.  كنا قد استغللناهما في التأكد من عمل الأجهزة كاحتياط ليس إلا.
و مع تحرك عقارب الساعة و تدفق الوقت ببطء،  كنت أشعر بضيق في صدري و شعور أشبه بالغثيان.
تشنجات أسفل بطني تمنعني من الاستمتاع بالمعكرونة.  صارت توجعني أكثر من ذي قبل. 
ضيقتُ حدقتاي واضعة عودا الأكل على الطاولة. انتبه دونغهي لصحني الذي لا يزال ممتلئا فسألني:

" ألم تعجبك؟  "

اصطنعتُ ابتسامة و أنا أجيبه:

"   بلى.  إنها لذيذة... و لكن... أستسمحك عذرا. أحتاج الذهاب إلى المرحاض "

هز دونغهي رأسه قائلا:

"  تفضلي "

سرت نحو البهو حيث يجلس سنغجاي و أخذت حقيبة يدي.  رمقني بنظرة تحقّقِِ  و أنا أصعد الدرج إلى الطابق العلوي.
توجهت مباشرة إلى مكان الحمام دون إرشادات إذ سبق و وقفت خلف بابه منتظرة أن يغسل دونغهي عيناه من رذاذ الفلفل الذي رششته على وجهه آخر مرة.

كنتُ أتمنى من كل أعماقي ألا تُصيبَ تنبؤاتي في سبب تشنجات أسفل البطن...  لكن تنبؤاتي لم تخطئ أبدا.

"  لقد جاءت قبل ميعادها بأسبوع ! ألم تجد وقتا مناسبا سوى اليوم تحديدا ؟! "
تنهدت ألعنُ حظي السيء.  رغم ذلك كنت محظوظة كفاية بوضعي لمستلزمات الحماية داخل حقيبة يدي. 

رفعت شعري المنسدل و قمت بتصفيفه ككعكة.  و بعد التأكد من سلامة الوضع،  حدقت نحو أسفل ظهري أمام المرآة مخاطبة نفسي:

"  لو كنت ُ اخترت البنطال الأسود بدلا من هذا الأزرق الفاتح... الآن لا أستطيع الشعور بالراحة."

زفرت الهواء و خرجت من الحمام متجهة نحو الدرج.  و قبل أن أضع قدمي على أول درجة،  سمعتُ صوت سقوط شيء ثقيل كحجم كيس رمل داخل  إحدى الغرف القريبة.
استدرت ُ و مشيت نحوها.  توقفت نحو بابها المقفل و وضعت أذني عليه بهدف التنصت. 
لقد كانت الغرفة هادئة و بإمكاني استشعار البرودة القادمة منها. 
حركتُ يدي نحو مقبض الباب و قمت بإدارته، غير أنه كان مقفلا. 

BLANKA || Red Velvet حيث تعيش القصص. اكتشف الآن