تحذيرالمشاهد القادمة قد لا تلائم بعض القراء!
•••••
لطالما كان رجلا صادقا و أمينا. لا يهتم أبدا بالمظاهر و لا يتردد في مساعدة الضعفاء. وظيفته كانت تُكمل شخصيته بطريقة مثالية كلوحة زيتية وضع عليها الراسم آخر لمساته. و على الرغم من ذلك، فإن الدافع الأول و الرئيسي في اختياره لمهنته كان منبعثا من شقوق جدران الماضي. تلك الشقوق التي تتسع مع الزمن و تتباعد فيما بينها تاركة ضوءا غير مرحب به ينساب داخل غرف روحه المظلمة. و تستمر الذكريات بتعذيبه و حفر نذوب بعمق لا متناهي كبئر قديم في صحراء قاحلة... لن يتوقف الحفر حتى يجد هو الخلاص.
في سن مبكرة جدا وجد على عاتقه مسؤولية تثقل كتفيه حد اعوجاجهما. تعلم ألا يعتمد على شخص آخر غير نفسه. فلم يكن أحد يأبه بالحياة الجديدة التي فُرِض عليه عيشها هو و شقيقه الرضيع.
لقد أقسم لنفسه ليلة مقتل والديهما أن يكون أفضل أخ أكبر يمكن لشقيقه أن يحظى به. و عبر زجاج نافذة سيارة الشرطة المركونة أمام منزل العائلة" لي"، نظر دونغهي ذو العشر سنوات إلى شقيقه سانغ جون النائم بسلام بين ذراعيه الصغيرتين، ثم أشاح بناظريه نحو القمر النصف مكتمل يتخيله يبادله النظرات. تسربت دمعة على خد الطفل و سرعان ما مسحها بكتفه، رافضا أن يضعف تحت أنظار القمر المراقب .
و بينما كان رجال الشرطة يتحركون في جميع أرجاء المنزل و نواحيه بحثا عن أدلة حول مقتل الزوجان الغامض، يتهامسون فيما بينهم عن عدم وجود أدلة تشير إلى القاتل ، أقسم دونغهي أن يجد قاتل والديهما و يجعله يدفع الثمن... كنوع من الخلاص الأبدي.و في هذه الأثناء ، يتحرك دونغهي من غير إرادته تحت أوامر أصوات تعيش داخل رأسه و تتحكم به. يسير كجسد بلا روح متتبعا الطريق الملتوي أمامه. على ظهره يحمل سولغي النائمة إثر السائل الذي حقنته بها أيرين قبل دقائق. هذه الأخيرة التي تقود الطريق بخطوات رشيقة. فستانها الأبيض القصير يرُدّ لجسدها الفاقد للوعي و الإرادة روحا من خلال تحركاته مع تيار الهواء البارد القادم من الوجهة التي يتجهان إليها. شعرها الأسود المنسدل يتلاعب بحرية في الهواء، و في بعض الأحيان، يلامس قناعها الأبيض الذي يغطي نصف وجهها.
المصابيح الطويلة المضاءة فوقهما تنير مجال رؤيتهما فيستمران بالسير في صمت.
و في ثانية كلمعة برق، تستنجد ذكريات دونغهي من سجن حُبِست فيه لمدة طويلة تشبه الأبد. ضربة الرأس التي تلقاها من سنغجاي حركت شيئا ما داخل عقله. جعلت الذكريات تصطف أمامه. تظهر و تختفي ثم تليها الأخرى.
احتفظ دونغهي بنفس وقع أقدامه خلف أيرين في الوقت الذي تُعرض مَشاهدُُ عديدة أمام ناظريه. في بعض الأحيان تكون غير مكتملة و مشوشة، و أحيانا أخرى تكون واضحة كأشعة الشمس في يوم حار.
غريبة هي مدى قوة تخزين تلك المنطقة من الدماغ البشري للذكريات. فحتى لو فقد الإنسان وعيه بذاته و تحكمه بالأنا التي تحدث عنها ديكارت، فإن تلك المنطقة العجيبة تلجؤ إلى تخزين أدق التفاصيل في مكان يسمى اللاوعي. المكان الذي يعتبره أغلب الفلاسفة أقوى من الوعي بحد ذاته، فتأتي مقولة " الطفل أبو الرجل " لتثبت هذه النظرية.
أنت تقرأ
BLANKA || Red Velvet
Terror" لم يشعر أحد بالأسف لرؤيتها تُقتل... باستثنائي " تأليف : Hala Hyomin( @BaoziGirl99 ) تنبيه ⚠ بعض المشاهد قد لا تلائم جمهورا من القراء ( عنف، قتل، تعذيب، دماء...) بدأت : 03-06-2018 انتهت : 10-09-2018 1st Cover by the artist: @leesuzy09 ( IG ac...