Any%

682 93 131
                                    


تحذير:

المشاهد القادمة قد لا تلائم بعض القراء!


****

في مكان بين الزمان و الظروف... كانت ضائعة.
تجرفها التيارات بقوة نحو القاع. تقاوم مجددا و ترتفع إلى الأعلى. القمر الشبه المكتمل يسطع ضوؤه على مياه البحر السوداء . تضرب المياه الباردة بيديها كي تبقى في السطح لأطول مدة ممكنة. تنقطع تنفساتها و هي تحاول الصراخ لطلب المساعدة، إلا أن لسانها يأبى أن يتحرك. تجمد بفعل البرودة، أو ربما هو لم يعد يردخ لصاحبته. موجة أخرى مفاجئة اعتلتها لتغرق في بحر النسيان. جذبها العمق المظلم بينما كانت ترفع يدها عاليا نحو ضوء القمر الساطع على سطح المياه المتلألئة. ثَقُل جفناها و استسلمت لقدرها. لا صوت و لا ضوء و لا حركة. كانت هادئة كمعزوفة الصمت لبيتهوفن.
جرفتها الأمواج نحو رمال الشاطئ المهجور لتستلقي عليها كحورية بحر فُطِر قلبها. فستانها الأبيض المبتل بالمياه السوداء صار ملتصقا بجسدها النحيل. بشرتها شاحبة و تبدو بعينيها المغمضتين كما لو كانت ترقد في نوم أبدي.
في السماء التي يسطع فيها القمر الوحيد ، همس صوت نقلته الرياح إلى آذانها:

" استفيقي... بلانكا تنتظرك "

×

بعد ثوان وجيزة، تمكنت عينا ويندي من استوعاب الظلام الدامس للغرفة الرابعة. وقفت حاملة الأرنب الأبيض بين ذراعيها تنظر أمامها مباشرة. أخذت وقتها تقترب بتمهل حتى توقفت أمام ما يشبه مدخلا لمتاهتين يفصلهما عشب رفيع بأشواك.
المتاهة الأولى شبه عتمة تحلق داخلها خنافس مضيئة. و في الجهة الأخرى متاهة يمكن سماع وَطّ الخفافيش.
ظلت ويندي برهة واقفة دون حراك تلامس فراء الأرنب بأصابع يدها، متساءلة أي الطريقين ستختار.

نطق الصوت الآلي قائلا:

" Change your ways "

ارتعش جسد ويندي من تدخل الصوت الآلي. كررت الجملة في نفسها حائرة ، تجهل المغزى منها.

" ماذا يفترض بهذا أن يعنيه؟ هل الطريق الذي سأختاره... لا يجب أن أختاره؟ "
زفرت ويندي الهواء كتعبير عن الإرهاق.

" ما هذا الهراء الذي أصبحت أتلفظ به؟! بلانكا تحاول استهلاك طاقتي. فهل يمكن الوثوق بها؟ "

انسلت الأرنب الأبيض من قبضة ويندي و قفز إلى الأرض. تحركت أذناه و هو يديرهما من أجل الإنصات. أنفه الوردي الصغير يتحرك بطريقة لطيفة كأنه وجد جنّته من الجزر. قفز مجددا ليدخل إلى المتاهة اليمنى.
ظل الأرنب الأبيض مبهورا بالخنافس المضيئة التي بدأت تحلق حوله في دوائر. و فجأة هاجمته ليختفي الأرنب في رمشة عين، مخلفا عظامه.

BLANKA || Red Velvet حيث تعيش القصص. اكتشف الآن