الفصل السادس

1.6K 64 2
                                    

الفصل السادس....

لعنة حب.....

  ... وقف روساك ينظر نحو ضوء القمر المختلط باضواء القناديل المنعكسة علي مياه البحر الممتد علي مرمي البصر حول الجزيرة بينما اقتربت منه مارزين لتحتضنه من ظهره في حنان جارف وقد تبللت وجنتيها بالدموع بينما يقول روساك

- وهكذا عدت أنا، بعد أن ضحي هيستوس بحياته من أجلي، ها أنا أقف أمامك اليوم كجسد بنصف روح، بنصف قلب، فهيستوس لم يكن فقط صديقي، كان هو رفيق عمري، كنا دائما نحمي احدنا الآخر، نحن الاثنين في مواجهة وحشية هذا العالم.

... ثم استدار روساك ليمسك بايدي مارزين يحتضنها بين يده وهو يقول بينما تخونه احدي دموعه هاربة من بين اهدابه الي وجنته

- والآن يا مارزين اصبحت انا وحدي في مواجهة العالم.

... نظرت مارزين نحو روساك في أسى مختلط بالشفقة علي حاله، وقد تجمع حزن العالم بين دموعها وهي تقول

- لا روساك، لا،... انا هنا، حبيبتك مارزين هنا، وانا لن أتركك ابدا، حتي الموت نفسه لن يبعدني عنك.

= لا، لا يا مارزين لا تذكري الموت ثانيةً، أنا لن أسمح للموت بأن يسرق مني النصف المتبقي من روحي وقلبي.

... قال روساك جملته وقد اعتصر رأس مارزين بين يديه ليضمها ضمة قوية الي صدره قبل ان يتركها ويسير مبتعدا وقد تبدلت لهجته الي تحدي مخلوط بالغضب وهو يقول

- وأيضاً لن أسمح لذلك الاختبار ان يستمر بأي ثمن.

= روساك، لا أنتظر، روساك أرجوك، روساااك.

... انطلق روساك يملؤه الغضب نحو مقر الملك خوسيار، فيبدو ان اعادة سرده للاحداث لمارزين قد جعلت الغضب يبلغ به مبتغاه، وقد حسم أمره علي إنهاء ما قد بدأه خوسيار الآن، وقد عاد وهو الوحيد الذي يعلم حقيقة ذلك الاختبار الملعون، وبينما هو يسرع بين طرقات المدينة التي انقسمت بين من يحتفلوا بعودة ابنائهم واحبائهم وبين نحيب وأحزان من من فقدوا ابنائهم واحبائهم في مشهد درامي أسود جعل غضب روساك كالجحيم المستعر بداخله بينما تهرول خلفه مارزين محاولة ان تمنعه عما عزم علي فعله، قبل ان تظهر احدي فتيات المدينة امامها تترنح بقوة من كثرة الشراب وهي تقول

- الي أين يا مارزين؟، لما أنتي مسرعة هكذا أيتها الجميلة مارزين؟

= سيسيل ؟!!!

- نعم سيسيل يا مارزين، سيسيل التي لم يعد حبيبها هيستوس ليتركها وحيدة منكسرة، بينما صديقه الذي لم يفارقه يوماً قد عاد الي حبيبته، الجميلة مارزين، لماذا يا مارزين؟، أخبريني لماذا عاد حبيبك بدون هيستوس؟.

= اهدائي سيسيل، انتي لستي بوعيك، حاولي ان ترتاحي الان وسوف نتحدث مع سطوع الضوء.

- حقاً؟!!، وهل العزيزة مارزين سوف تجد الوقت لبائسة مثلي بعد ان عاد حبيبها يحمل جوهرة زواجها؟!.

لعنة_حب... بقلم أدهم الجيزاوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن