الفصل العاشر....
لعنة حب....
... جلس شريف وعادل يستمعون لما يقصه زياد عليهم عما حدث معه منذ أن وجدته مريم مغشي عليه وفاقداً للذاكرة، فراح يتذكر كيف نقلت إليه جزءً من روحها وقواها بطقوس شعواذتها الغريبة لتصنع منه خادمها دهار فأصبح كالدمية بين يديها يخدم مصالحها الشخصية، فيغزو أحلام العاشقين يسممها حتي يحولهم الي كارهين للحب ولعنين له فتستمد مريم من أرواحهم المشوهة قوتها لتمنع مارزين من السيطرة علي جسدها، وهنا أخبرهم بما اخبرته به مريم عما حدث منذ قرون بعيدة بينها وبين أمجد وهو ما أوصلهم لما هم به الآن، ثم أكمل حديثه عما مارسه أمجد من طقوس ليزيل عنه سحر مريم ويعيد له إرادته الحرة، كل ذلك وسط صمتاً تام من شريف وعادل الذين اكتفوا بنظرات الذهول مما يستمعون إليه علي لسان زياد الذي توجه بحديثه نحو أمجد قائلاً
- لا أعلم كيف أشكرك عما فعلته لي ...
- لا يوجد ما يدعو للشكر زياد، فأنا لم أفعل شيئاً يستحق الشكر، فعلي مدار قرون كانت أنامثيا تستعبد الكثيرين مثلك حتي تصل إلى غايتها وما ان يبداؤ بالمشيب كانت تمتص منهم ما اعطته لهم من قواها فتقضي عليهم ثم تبدء بالبحث من جديد عن غيرهم ، وانا بكل مرة لم أستطع أنقاذ اياً منهم.
... هنا سأله عادل في اهتمام وقد غالبه طبع ضابط المباحث
- ولكن سيد أمجد هناك ما لا أستطيع أن أفهمه
- وما هو ذلك؟!
- ما الذي حدث لك بعد تلك الليلة التي وجهت بها أنامثيا بقاعة خوسيار لتمتلك قواك الحالية ويصل بك الامر الي هنا؟
... أبتسم أمجد قليلاً بعدما أستمع إلى أسئلة عادل قبل أن ينهض متجهاً نحو ذلك الكتاب الجلدي الموضوع علي الطاولة ليحمله بين يديه وهو ينظر إليه مبتسماً قبل أن يلتف نحو عادل قائلاً
- حسناً عادل سوف أخبركم بما حدث بعد ذلك اليوم،.... ذلك اليوم وبعد ما حدث بقاعة خوسيار، رحت اجوب الأرض دون هدي معتقداً انني قد تخلصت من أنامثيا، وكنت ابحث عن من يساعدني عن التخلص من لعنة أنامثيا التي تمنعني حتي من الإنتحار والتخلص من حياتي حتي ألحق بحبيبتي مارزين،..... وبعد ان مرت عدة قرون حين غزت الجيوش الأوربية القارة الأمريكية وكنت أنا أحد الجنود الأوئل الذين اتجهوا الي هناك، وبعد معركة شرسة مع السكان الأصليين هناك، أنفصلت أنا عن كتيبتي وسط المعركة ووقعت أسيراً بيدهم بوقتها وعندما إصطحبوني الي قابيلتهم كادوا أن يفتكوا بي لولا أن أوقفتهم ساحرتهم التي يحترمونها جميعهم، ثم أخذتني الي خيماتها في عدم فهم مني لما تريده، حتي أخبرتني أنها تعلم باللعنة التي أحملها وتعلم أيضاً بالمشعوذة التي ألقت بها عّلي، فأخبرتها انني قد تخلصت منها، ولكنها أخبرتني أنها مازالت حية وأنها تجوب الأرض بحثاً عن أجزاء الجوهرة التي تكمل قوتها، وأخبرتني أيضاً لما تحتاج أنامثيا الي تلك الجوهرة بشدة، فأنامثيا فيما مضي كانت إحدى وصيفات أفروديت المخلصين حتي وقع كيوبيد الابن المدلل لافروديت بحب باسكي وحاولت أفروديت أن تنهي تلك العلاقة بين طفلها المدلل إله الحب وبين تلك البشرية ولكن كل محاولاتها قد بائت بالفشل، حتي طلبت افروديت المساعدة من هاديس اله العالم السفلي، والذي أتي بخطة خبيثة ليفرق بين كيوبيد وباسكي، وكانت الخطة قائمة علي نقل روح أنامثيا الي جسد باسكي وروح باسكي الي جسد أنامثيا حتي تستطيع أنامثيا المتجسدة بجسد باسكي من أن تجعل كيوبيد يكره باسكي ويتخلي عن حبه لها، ولكن أنامثيا وقعت بحب كيوبيد وهي بجسد باسكي ولم تستطع أن تتخلي عنه، بينما نفت افروديت باسكي الي تلك الجزيرة المنعزلة لتكبلها داخل كهفها الكبير هناك تملأها لعنة حب كيوبيد المختلط بالكراهية لافروديت وأنامثيا اللذين فرقاها عن كيوبيد، وقد زاد ذلك الحقد بداخلها حتي شوه روحها تماماً، فتحول ذلك الحب الذي ملئ قلبها بعد أن أصابها سهم كيوبيد الي لعنتها التي دمرتها وشوهت روحها، حتي وصل أحد المشعوذين ذات يوم إليها ليجدها مكبلة داخل ذلك الكهف، وقد أخبرته بكل ما حدث لها وعما تحمله بقلبها من كراهية وحقد نحو الآلهة وحبها الذي تحول الي لعنتها، فعقد ذلك المشعوذ معها اتفقاً علي أن يحررها ويعطيها قوي عظيمة علي شرط أن تدله علي مدخل جبل اوليمبس الخفي حيث كانت تتسلل لرؤية كيوبيد، ولم تتردد باسكي حيناها في الموافقة علي ما طلبه ذلك المشعوذ، وبالفعل حررها ذلك المشعوذ وأعطاها كل قواها التي اصبحت تملكها، ولكنه لم يكن يعلم أنه سوف يكون ضحيتها الأولى، فقد فتكت به علي غرة منه لتمتص منه كل قواه وعلمه، ثم توجهت الي جبل أوليمبس هي لتباغت أنامثيا والتي كانت ترقد بجسدها في ثبات بفراش كيوبيد، فيستبد بها الغضب اكثر فتحيلها الي رماد من شدة ما فعلته بها، ولكنها حين انتهت منها وجدت كيوبيد قد عاد ولكنه لم يتعرف عليها بجسد أنامثيا وقد تحطم قلبه عندما رأي ما فعلته بجسد حبيبته باسكي، فحاولت أن تخبره بما فعلته والدته وهاديس ولكنه لم يستمع لها وحاول أن ينقض عليها وبحركة رد فعل لا إرادية منها قتلت كيوبيد لينتهي بذلك كل ما هو حي بداخلها، لتموت باسكي تماما ولا يبقي سوي جسد أنامثيا تسكنه روح مشعوذة شريرة لتكن بذلك ضحية لعنة حبها، ومنذ ذلك الوقت وهي لا تسعي سوي للتفرقة بين العاشقين وقتل الحب بقلب كل عاشق لتغزي روحها المشوهة بالكراهية والحقد، وقد استطاعت ان تقسم روحها بين صخور جزيرتها لتحولها لتلك الجواهر التي تحمل كل واحدة منهم جزءً منها، وعندما كانت تسمح لأحدهم بأخذ احدي تلك الجواهر الي حبيبته كانت تدعه يفعل ذلك لتستطيع ان تبث الكراهية بينهم بذلك الجزء من روحها المتواجد بالجوهرة دون أن يعلم العاشقين ما يحدث لهم، ولكن الجزء الأهم من قوتها وروحها يوجد بالجوهرة الكبيرة داخل ذلك الكهف المتوسط للجزيرة، وهي الجوهرة الوحيدة القادرة علي تدمير أنامثيا وقتلها، ولكنها أيضا بلا مفعول حتي تكتمل كل الجواهر التي تحمل روح أنامثيا، فيجب أولاً ان تكتمل تلك الجوهرة التي دُمرت حتي يتم تدمير الجوهرة الأساسية والكبري فيتم تدمير أنامثيا ودون ذلك لا جدوي من مقاتلة أنامثيا،.... ثم أعطتني تلك الساحرة هذه القطعة من الجوهرة وهي الوحيدة التي لم تصل إليها أنامثيا، وقد أعطتني أيضا ذلك الكتاب وعلمتني كل ما أستطيع أن اتبع أنامثيا به وما اواجه به قواها ولعانتها، حتي يأتي اليوم الذي أستطيع أن أدمرها به.
أنت تقرأ
لعنة_حب... بقلم أدهم الجيزاوي
Fantasyلعنة_حب... الجزء الأول.... بقلم أدهم الجيزاوي ... جميع الحقوق محفوظه للكاتب.... - الحب؟!!.. ما هو الحب يا روساك؟!!...لا.. لا تجب، أنا سوف أخبرك،... الحب هو لعنة يا روساك، لعنة تصيبك لتجردك من عقلك، فتصبح لا تري او تسمع سوي ما يمليه عليك قلبك دون تف...