الفصل الثالث

2.7K 73 3
                                    

الفصل الثالث....

لعنة حب.....

  ...أهلا بكم بجزيرة باسكيت، التي سميت تيمنن بحبيبة كيوبيد باسكي التي أخفاها كيوبيد عن بطش والدته افروديت بتلك الجزيرة وكان يتسلل اليها كل ليلة ليراها بعيدا عن اعين والدته الهة الجمال افروديت التي رفضت تلك العلاقة وغضبت منها؛ ونحن الآن في القرن الثاني قبل الميلاد بعد عدة قرون منذ ان اجتمع كيوبيد بحبيبته باسكي علي تلك الجزيرة، الآن قد تحولت تلك الجزيرة الي مدينة عظيمة، بديعة المنظر، محاطة باسوار يعتريها انعكاس ألوان زهور التوليب التي تحيط بها، بداخلها كل شئ يسر الناظرين، طرقاتها نظيفة، منازلها بسيطة ومنظمة، رائحة العطور والزهور منتشرة بكل اركان الهواء بها؛ تخلو الطرقات من الضوضاء والعبث علي الرغم من انتشار كل البائعين لمختلف السلع، نسائها شديدة الجمال يرتدون كل الوان الاوشحة حول اجسادهن، ورجالها ذو قوة وبائس يملكون الوسامة والقوة، لن اطيل بوصفها عليكم فلكم بخيالكم حياة.
... انطلقت مارزين تسبقها ضحاكتها بين طرقات المدينة يتهلل وجهها بالسعادة، مهرولة نحو البوابات الامامية للمدينة حالها كحال الكثيرات من نساء المدينة الذين انتفضوا لاستقبال احبائهم عند عودتهم من أنامثيا، وأنامثيا هو أختبار علي كل الشباب المقبلين علي الزواج ان يقوموا باجتيازه ليثبتوا جدارتهم للفتيات اللواتي اخترهن؛ رست السفينة التي تحمل هؤلاء الشباب الذين استطاعوا اجتياز أنامثيا، ورحوا يهبطون عنها واحدا تلو الاخر، وظلت مارزين تبحث بعينها بين كل ذلك الزحام المحيط بها حتي وقعت عيناها علي ضالتها، انه هو روساك حبيبها وخاطبها ها قد عاد مع من عادوا بعد ذلك الاختبار اللعين، وقعت عين روساك علي حبيبته مارزين بين الفتيات فراح ينادي باسمها في سعادة وهو يرفع جوهرة خضراء في الهواء يلوح بها لها، فندفعت نحوه مارزين مهرولة كما فعل هو بدوره ذلك حتي ارتمت عليه هي تضمه بكل قوة يبدلها اياها روساك قبل ان تلاتقي شفاهم في شوقا غالب، ولكن ذلك الاشتياق الجامح والحب الساطع قد تلاشي مع علو الصراخات والانات حولهم من الفتيات التي لم يعودوا خطابهم من ذلك الإختبار، نظر روساك ومارزين حولهما في شفقة وحزن وقد تبدلت ملامحهم في أسى، كادت ان تسقط دموع روساك لولا ان مارزين ربطت علي يده، واخذت تسير نحو داخل المدينة مصطحبة روساك ليرتاح من عناء رحلته مبتعدين عن كل ذلك الصراخ والنحيب.
... غابت الشمس وغطي الليل الجزيرة ولكن ليس الظلام فكل مكان مضاء بفعل تلك القناديل المعلقة بكل مكان، يجلس روساك حول نيران ذلك الحطب المشتعل ينظر الي النيران المتصاعدة شارد الذهن فجسده هنا ولكن عقله مازال معلق بما رأه بأنامثيا، مازالت تطارده صرخات اصدقائه حتي في يقظته، ظل يتذكر حتي انتشلته مارزين من شروده وهي تتجه نحوه حاملة إناء فوخاري بداخله بعض الطعام له قائلة في لغة غريبة

- لقد أعددت لك بعضا من طعامك المفضل.

= حقاً؟!!، لقد اشتقت الي طعامك كثيراً.

- وهو أيضاً قد اشتاق اليك، ولكن ليس بمقدار اشتياقي لك.

... نظر روساك نحوها مبتسماً ابتسامة لم يستطع اخفاء حزنه وانشغال عقله بها، تنبهت مارزين ان هناك ما يؤرق عقل حبيبها روساك فسألته في حيرة واهتمام

- ما بالك روساك؟، ما الذي يشغل عقلك.

= لا شئ عزيزتي، انه فقد ارهاق الرحلة.

- حدثني عنها.

= عن ماذا؟!!!

- عن رحلة أنامثيا

= ولكنك تعلمين ان ذلك محرم، فلا يجب علي من عاد من
أنامثيا ان يتحدث او يخبر احد بما مر به.

- اعدك انني لن اخبر احد، ولكن اخبرني من فضلك، ارجوك.

= لا.

- ارجوك روساك، ارجوك، ارجوك، ارجوك، ارجوووووك

= حسناً حسناً، ولكن لا احد يجب ان يعلم بما سوف اخبرك به
مهما حدث، حسناً؟!!

- أعدك، لك ذلك.

= حسناً، أنامثيا يا مارزين هي جزيرة.

- حقاً؟!!!

= نعم، ولكنها ليست مثل جزيرتنا باسكيت، فأنامثيا جزيرة يحيطها الظلام والدخان من كل مكان، تسكنها الارواح الشريرة، والساحرات.

- ماذا؟!!!!!!

= نعم، كما أخبرتك تماما، هي جزيرة ملعونة بكل انواع السحر والاشباح.

- وماذا حدث لك هناك.

= عندما توقفت السفينة بنا علي مسافة قريبة من الجزيرة، شرعنا بانزال القوارب الي الماء متجهين نحو شاطئ جزيرة أنامثيا، كان اختبارنا ان نأتي بجوهرة من الجزيرة من اجل الزواج، فجزيرة أنامثيا مليئة بالكنوز والجواهر، فكان علينا ان نصل الي الجزيرة ونحصل علي جوهرة ثم نعود سريعا الي السفينة، وذلك هو أختبار أنامثيا الذي اخبرونا عنه بالسفينة، ولكنهم لم يخبرونا عما سوف نواجهه علي تلك الجزيرة الملعونة؛ كنا عشرون شاباً يملؤهم الأمل والشجاعة، نجدف بقوة وسعادة لكي ننهي مهمتنا سريعا ونعود اليكم لنتزوج، ولكن عندما رسونا بشاطئ تلك الجزيرة تبدل كل شئ.

- ماذا حدث ؟!!!!!!.  

ادهم الجيزاوي....

لعنة_حب... بقلم أدهم الجيزاوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن