الفصل الرابع....
لعنة حب.....
... اقترب روساك نحو مارزين ليضع رأسه علي قدمها بينما تمرر هي اصابعها بين خصلات شعره ليغلق عينه ويذهب في بحرا بعيد من الذكريات ليراها كما لو كان يعيشها من جديد.
... وصل روساك ورفقائه علي القارب الي شاطئ أنامثيا، وبالرغم من ان الشمس كانت تتوسط السماء الا ان الضباب كان يحاوطهم من كل جانب، هبطوا عن القارب يتحسسون موضع اقدامهم، تقدمهم شاباً يافع قوي البنية خصلات شعره تنسدل نحو اكتافه غير مرتبة وقد كان اكثرهم جرأة وتحمس، فهبط عن القارب مسرعا ينظر نحو الغابة الكثيفة امامه في تحدي ولا ينتظر احد من رفقائه حتي استوقفه روساك وهو يعدو خلفه ليمسك به قائلاً- هيستوس، أنتظر، مابالك يا رجل؟
= لا أستطيع الإنتظار روساك، يجب ان احضر تلك الجوهرة واعود الي سيسيل سريعا.
- حسناً هيستوس، ولكن تمهل قليلاً حتي لا نفترق عن بعضنا، فنحن لا نعلم ما الذي تخفيه لنا تلك الجزيرة الغامضة.
... تقدم الاخرون نحوهم وراحوا جميعا يتخذوا خطوتهم الأولى داخل تلك الغابة كثيفة الاشجار التي تبث الخوف في نفوسهم، راحوا يبحثون بكل الارجاء عن تلك الجواهر التي أخبرهم ربان السفينة عنها، ولكن مرت ساعات طويلة دون أن يعثروا علي شيء، بدائت حماستهم تخبو، وبدأ الانهاك يعتاريهم، فقرر روساك ان يجلس قليلاً كي يلتقط أنفاسه وهو ما حمس كثيرا منهم لكي يفعلوا مثله، فجميعهم قد اعتراهم التعب، جلسوا قليلاً يرتشفون بعض الماء ويقتضمون بعض كسرات الخبز السميك، بينما جلس هيستوس بجوار روساك قائلاً
- لقد شارفت الشمس على المغيب ولم يعثر احداً منا علي شيئاً بعد يا روساك.
= اصبر قليلاً يا هيستوس فنحن لم نبحث الا بجزء صغير من الجزيرة بعد.
- ولكنني لا افهم، اذا كان الامر هو بتلك السهولة لما يمنع علي من يعود من أختبار أنامثيا ان يتحدث عنه، هل تفهم ما اقصد؟، حتي وان كانت رحلة البحث عن الجواهر شاقة قليلاً ومرهقة ولكنها عادية جداً فلماذا كل ذلك التكتم حول الأمر ؟.
= لا اعلم يا صديقي، ولكني اعلم هذا،... نحن مازلنا ببداية رحلتنا ولم نعثر علي شيئاً بعد ولا نعلم ما تخفيه تلك الجزيرة بعد ،.....
... لم يكمل روساك حديثه حتي علت اصوات من معهم يصرخون في غضب وشجارا قوي يدور بينهم، فهم يحاولون ان ينتزعوا شيئا من احدهم، فهرول روساك وهيستوس نحوهم يبعدوهم عن بعضهم البعض وهم يصرخون بهم ليتوقفوا، ثم يبعد روساك احد الرجال الممسك بكل قوته برقبة اخر فيقذفه بعيدا بلكمة قوية، لينهض الرجل الغضب في اندفاع نحو روساك لولا ان منعه هيستوس من الوصول اليه وهو يمسك به، ليهداء الجميع قليلا بينما ينهض الشاب الذي دار حوله الشجار ليجاهد واقفا بجوار روساك قبل ان يقول لهم روساك
- إهدؤا قليلاً، ما بكم؟، لما تفتكون ببعضكم؟.
... رفع الشاب يده نحو روساك وهو يحمل جوهرة قرمزية اللون رائعة الجمال وهو يقول في انهاك شديد من كثرة الضربات التي تلقاها.
- عندما جلست لكي ارتاح قليلاً تعلقت تلك الجوهرة بردائي، وعندما انتبهت لها رفعتها كي انظر لها، ولكنهم اندفعوا نحوي يحاولون اخذها مني بالقوة.
= حسناً، ارتح قليلاً انت يا جيتشان، ومبارك لك ما وجدت، ولكن تذكر ان الربان اخبرنا الا يحاول احد منا ان يحمل سوي جوهرة واحدة وهو يغادر الجزيرة، فلا تجعل الجواهر تغريك ان وجدتها مجدداً.
... تقدم هيستوس بخطوات هادئة نحو جيتشان ونظره مثبت نحو تلك الجوهرة الساطعة بيده، قبل ان ينقض علي يده محاولا انتزاع الجوهرة منه بالقوة، بينما روساك يمسك بهيستوس محاولا ابعاده عن جيتشان حتي استطاع اخيرا القائه علي الارض بعيدا عنه، وسط نظرات الاخرين التي تستعد للفتك به هو وروساك، مما دفع روساك الي ان يستل قطعة من الحجر المدبب التي قد شحاذها روساك علي هيئة سكين غليظ من فترة طويلة كي يدافع بها عن نفسه ضد من يهاجمه، استلها ووقف موجهها نحو رفقائه وهو يعود خطوات بسيطة نحو الوراء وخلفه جيتشان مرتعبا، فصرخ روساك نحوهم
- تراجعوا، ما بكم؟، هل جننتم؟، وانت يا هيستوس هل فقدت عقلك؟
= نعم، نعم يا روساك فقدت عقلي، فلماذا يجد ذلك الضعيف الجوهرة أولا، انا احق بها منه.
- ما هذا الهراء الذي تنطق به يا هيستوس؟، هل نسيت كلام الربان، انه لا يحق لاحد أن يسرق جوهرة من مَن وجدها أولا.
= نعم، ولكن يا روساك....
- لكن ماذا؟، ماذا يا هيستوس؟، لا يمكنك انت او اي احد اخر ان يخالف القواع......
... لم يكمل روساك جملته الأخيرة حتي باغته احدهم بضربة علي رأسه بحجرا كبير ليسقط ارضا مغشيا عليه تماماَ، وحتي هيستوس صديق العمر لروساك لم يحرك ساكنا اتجاه صديقه الذي سقط، ولكنه انقض مسرعا نحو جيتشان مع الباقية الذين ما ان سقط روساك حتي انقضوا علي جيتشان كالضباع الجائعة، ولم يتركوه سوي جثة هامدة بجوار روساك.
... مرت بضع ساعات وروساك فاقدا وعيه، حتي دوت صرخة مدوية شقت السكون القاتل لتلك الجزيرة جعلت روساك يجاهد محاولا فتح عينه في تثاقل، يسعل قليلاً قبل ان يحاول النهوض، ولكنه يترنح بفعل تلك الضربة الغادرة، جلس قليلا بوضع القرفصاء يمسك رأسه الذي يعصف به الألم، ثم بداء بتحسس الارض من حوله ليتبين موضعه، وبينما يفعل ذلك يضع يده علي ظهر جثة جيتشان الراقدة بالقرب منه فيعدل وضعها سريعا في فزع وغضب محاولا ان يتبين ملامحها في ذلك الظلام، ليغلق عينه في اسي مختلطا بالغضب عندما ادرك انه جيتشان، صرخة مدوية اخري تشق سكون الجزيرة فزع معها قلب روساك الذي هب واقفا وقد امسك بتلك السكين الحجرية يلوح بها في هذا الظلام من حوله قبل ان يدرك انه وحيدا تماماً، فوقف حائرا في امره، هل يتخلي عن البحث عن تلك الجوهرة بعد كل ما مر به ويعود الي السفينة؟، ام يذهب خلف صديقه هيستوس ورفقائه الذي انقلبوا ضده لكي يعيدهم الي رشدهم؟، ام يذهب وحده ليبحث عن جوهرته الخاصة ويعود بها غير مبالي برفقائه؟.
ادهم الجيزاوي....
أنت تقرأ
لعنة_حب... بقلم أدهم الجيزاوي
Fantasíaلعنة_حب... الجزء الأول.... بقلم أدهم الجيزاوي ... جميع الحقوق محفوظه للكاتب.... - الحب؟!!.. ما هو الحب يا روساك؟!!...لا.. لا تجب، أنا سوف أخبرك،... الحب هو لعنة يا روساك، لعنة تصيبك لتجردك من عقلك، فتصبح لا تري او تسمع سوي ما يمليه عليك قلبك دون تف...