الفصل السابع

1.3K 61 2
                                    

الفصل السابع.....

لعنة حب......

  ... ظلت نظرة مريم الغاضبة جامدة وهي تنظر نحو نيران المدفئة بمنزلها وهي تتذكر كل تلك الأحداث آلتي اوصلتها الي ما هي عليه الآن، الآن وبعد مرور كل هذه القرون علي تلك الليلة مازالت مريم تذكرها كما لو كانت حدثت بالأمس.

- ولكن ماذا حدث بعد تلك الليلة سيدتي؟

... انتشل ذلك التساؤل الذي اطلقه زياد في عفوية مريم من اعماق ذكرياتها، لتتنهد قليلاً وهي تغلق عيناها قبل ان تنظر إليه بابتسامة هادئة، ثم تنهض من مجلسها متجهة نحوه لتربط بيدها علي وجهه ناظرة اليه في تعمق، قبل ان تمسك يده متجهة به نحو احدي الغرف الخاصة بذلك المنزل قائلة

- فلتأتي معي عزيزي دهار.

... سار زياد خلف مريم حتي دلفا الي داخل الغرفة التي كانت خاوية تماماً من كل شئ سوي حامل حديدي بمنتصفها يحمل شئ مغطي بوشاحاً كبير، قبل ان تتوجه اليه مريم تاركة يد زياد فترفع الوشاح عنه فتظهر من اسفله تلك الجوهرة التي دمرها خوسيار منذ قرون ولكنها مازالت ليست مكتملة بعد، نظرت إليها مريم قليلاً قبل ان تقول

- لقد جوبت الأرض شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً لعدة قرون أبحث عن قطع تلك الجوهرة والآن باتت لا ينقصها سوي قطعتان فقط، قطعتان فقط هما كل ما يحول بيني وبين كل قواي.

... ثم التقطت الجوهرة بين يديها في نشوة وعيناها تلمع، فتتجه بها نحو زياد قائلة

- انظر إليها، هل تري كم هي جميلة، وهي سوف تكتمل قريباً جداً.

... نظر زياد نحو الجوهرة قليلاً بتركيز قبل ان يمد يده ليلمسها، لتعصف برأسه صوراً كثيرة لقلادة قديمة تمسك بها سيدة تارة، وترتديها بحفلاً تارة أخري، فتدور الأرض به ليترنح قليلاً قبل ان يجلس أرضاً متكئً الي الحائط مع نظرة مريم له في دهشة قائلة

- ما بك ؟

... ارتفعت دقات قلب زياد لتخفق بقوة وقد علت أنفاسه وهو يجاهد صوته قائلاً

- لا، .... لا أعلم، ولكني أعتقد أنني قد رأيت سيدة ترتدي جزءً من تلك الجوهرة ولكني لا أستطيع التذكر من أو أين رأيتُها.

... برقت أعين مريم بلهفة عارمة وهي تنحني نحو زياد، كما لو أنها أدركت ما يدور بعقله وأبتسامتها الشيطانية تعلو وجهها قائلة

- حسناً حبيبي دهار، دعني أري ما بعقلك.

... ثم امسكت مريم برأس زياد وهي تغلق عيناها لبرهة قصيرة، قبل أن تفتحهما مرة أخرى وقد ازداد لمعانهم وهي تنظر نحو زياد لتطبع قبلة بشفتيه قبل أن تعلو ضحكاتها في طريقة درامية هيسترية قبل أن تقول

- أعتقد أن الوقت قد حان لتتعرف على ماضيك...... يا زياد.!!!!!

... تناثرت قطع الزجاج المتطاير جراء إلقاء أحمد لكأسه بعصبية من يده وهو يغلق سماعة الهاتف بغضب عارم ويطلق سيلا من اللعنات والسباب علي ذلك المحامي الذي أخبره أن كل ما يملكوه اصبح محجوزاً عليه بسبب مديونات القمار الذي أصبح أحمد مدمناً عليه واستهتار أخته سارة الذي جعل أحد الشباب اللذين تصادقهم يستولي على تقريباً كل ما تمتلكه بالخداع، مرت لحظات قليلة قبل أن تخرج سارة من غرفتها علي أحمد بملابسها الفاضحة وتبرجها الصارخ تمسك بأحد سجائرها تترنح جراء انتشائها بجرعة الهيروين التي تناولتها منذ قليل قائلة

لعنة_حب... بقلم أدهم الجيزاوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن