-1-

1K 48 34
                                    

خطواته المتسارعة تتباطئ شيئاً فشيئاً في حين أن أنفاسه المضطربة لا تزال تستمر بالتسارع
و وهج الشمس في عينيه يستمر بالخفوت هو بالكاد قادر على فتح عينيه مع كل هذا الإرهاق، أنفاسه تكاد تنقطع و لم يعد يستطيع الاستمرار بالجري..

توقف مستنداً بذراعه على سور الجسر فور وصوله إليه... و أرجع خصلات شعره الظلامية إلى الخلف بذراعه الأخرى

أخذ يشهق بقوة مستعيداً أنفاسه المنقطعة

ألقى نظرة حذرة إلى الخلف فبدت له نهاية الطريق ضبابية، و المباني تتراقص في تناغم مع الأشجار ...

فرمش بعينيه عدة مرات حتى اتضحت الرؤية بشكل مقبول..
فلم يرَ أيّاً ممن يثير الريبة أو بالأصح ممن كان يطارده ...

فأغمض عينيه و تنهد بارتياح،
ثم أعاد النظر إلى أسفل الجسر حيث سكة القطار.. فحدث نفسه و هو يخطو إلى تحت الجسر علّه يجد مخبأً مؤقتاً ليستريح:

-لا أعلم منذ متى و لكنني عدّاء ممتاز للمسافات الطويلة-
ثم أردف و هو يقطب حاجبيه بعبوس:
-لكنني لا أذكر مرة واحدة ركضت فيها نصف هذه المسافة أو المدة.. حقاً لقد حطمت أرقامي القياسية-

ألقى نفسه بتعب على العشب و استمر بأخذ نفس عميق لعدة دقائق ،

ثم أدخل يده في جيب سترته المدرسية ليخرج تلك القلادة ذات السلسلة السوداء..
نظر إليها بتمعن...
هي عبارة عن قرص صغير في وسطه كتابة بلغة غريبة و يحيط به تنين لديه رأسين أحدهما مكان الذيل ، هو حتى لا يعرف أين الرأس و أين الذيل..
هذا ما فكر به و هو يتفحصها بنظره

"قف و تعال معنا بدون مقاومة"

هذه العبارة مترافقة مع صوت زناد المسدس جعلت أوصاله ترتجف...

فابتلع رمقه بصعوبة و أعاد القلادة إلى جيبه بهدوء
ثم وقف دون أن يستدير إلى مصدر الصوت خلفه

حيث يقف رجلان بملابس سوداء.. أحدهما يشهر سلاحه و الثاني يضغط على أزرار هاتفه استعداداً لإجراء مكالمة هاتفية

اخترق الصمت المهيب صوت صافرة القطار الذي يلتهم السكة مقترباً منهم..

"ارفع يديك و استدر.." قالها الرجل بحدة و هو يقترب منه و مازال مشهراً سلاحه ..

توقف بريبة عندما لم يلقى رداً من المعني، فهتف به بغضب :
"هل أنت أصم؟!! "

ليتداخل صراخه مع صخب القطار الذي ما إن وصل بمحاذاتهم حتى قفز الفتى من أمامه إلى الجهة الأخرى من السكة.. ليهرع الرجل بالإطلاق عليه لكن القطار وقف في وجه رصاصاته

Winter Ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن