-4-

338 38 13
                                    

  
   
  

انتشر ذاك القرمزي ليحتل صفاء زرقة الفجر مع إشراقة تلك المشتعلة بإطلالتها البهية...
دقائق و انحسرت ألسنتها ليعود لون السماء إلى السيادة مع ارتقاء أجنحة الطيور و علو معزوفتها مع لفحات بداية الشتاء الباردة..
 


 

كانت تلك السيدة .. و كالعادة .. في عجلة من أمرها ... حضرت الفطور ...و جهزت نفسها للذهاب إلى العمل ...

و ما إن نزل أخاها الدرج بخطوات متثاقلة و هو يتثأب بكسل سارعت بسؤاله :
" استيقظ كريس ؟؟! "

مد لها ورقة بصمت ، فأمسكتها باستغراب ... فتحتها لتقرأ :

صباح الخير.. أمي.. خالي ...
صدف و أن استيقظت باكراً ولم أعد أستطيع النوم..

كيف لا و أنا نائم منذ ظهر الأمس .. فقط يا لها من كارثة.. لا أصدق أنني أضعت أكثر من 24 ساعة في النوم!!..

المهم، قررت الذهاب إلى المدرسة سيراً على الأقدام...

أخذت فطوري معي ... فلا تقلقي أمي..

كريس..

طوت الورقة بهدوء ثم تنهدت و هي تستدير لتتجه إلى طاولة الطعام..

رمقها توماس بحذر فهو توقع أن تغضب أو تنزعج إلا أنها قالت بعد أن جلست بتهكم و ابتسامة جانبية :
" هه.. يحاول التهرب من الاستجواب .. لا بأس "

رفع حاجبه بشك فهو لا يدرك مالذي تنوي عليه أخته

كان يسير بخطوات بطيئة منذ أكثر من ساعتين.. يديه في جياب سترته فالجو بارد في ساعات الصباح الأولى.. عينيه ذابلتين و هو شارد الذهن.. الكثير من الأفكار تعصف في داخله.. موضوع الصداع الحاد و الذي ينتهي بالإغماء أصبح عادياً .. فقد مرّ به كثيراً .. لكنه بالرغم من ذلك لم يعتد على الألم المرافق له .. إنه يفوق قدرته على الاحتمال..
لكن مايشغل تفكيره هي تلك الصور التي تراءت له.. لم يحدث هذا مسبقاً.. هل هي شيء من ذكرياته..
لابدّ أنها كذلك..

تنهد عند هذه الفكرة ليستدير ناظراً إلى تلك الحديقة التي كانت السبب في هذه المشكلة ...

كان من المفترض ألا يفكر بالعودة إليها أبداً..
لكن فضوله يحتم عليه غير ذلك..
حسناً .. لطالما كره هذه الخصلة فيه.. هي سبب لأكبر مشاكله.. لكنها طبيعته التي لا يستطيع تغيرها..

هو لا يستطيع !!

أليس كذلك؟!!
.
.

Winter Ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن