-3-

415 42 18
                                    

ابتلع رمقه بتوتر و هو يراقب خاله الذي ضاقت عينيه و هو يتفحصه ببصره إلى أن قال:
" أنت لا تبدو مصاب إذاً لمن هذه الدماء ؟ "

أجابه بتوتر و خوف من نبرته الجادة :
" سـ.. سأشرح .. لك .. هو .. فـ.. فقط.. ذاك ... الر.. الرجل .. كـ.. كان مـ ..مصاب.. و ... و .."

قاطع كلماته المتلعثمة و جمله المبعثرة اقتراب خاله منه مما زاد من خوفه فتراجع خطوة إلى الخلف ألصقته بالجدار..

نظر برعب إلى خاله الذي أمسك كتفيه بقوة و دنى منه ليقابله بوجهه و قال بحزم و هدوء في ذات الوقت:
" لا تخف .. أنا لن أؤذيك ... و أنا واثق أنك لم تفعل شيء خاطئ ... فاهدأ و اشرح لي الأمر بتروي "

حدق بعيني خاله الخضراء ليومئ ببطء

فبادله بابتسامة ليقول و هو يشير إلى سترته المنقوعة في الماء:
" أولاً ... لنقم بغسل هذا قبل مجيء والدتك لأنها حتماً ستجن إن رأته هكذا "

" هذا ما كنت أحاول فعله قبل مجيئك "

فحمل خاله الوعاء و قال " اتبعني "

نزلا إلى المطبخ ليضع خاله السترة داخل الغسالة و يتجه إلى أدوات التنظيف في حين قال كريس و هو يفتح التلفاز :
" يجب أن تعلمني كيف أشغلها"

فأجابه و هو يلقي المنشفة على رأسه:
" جفف شعرك أولاً "
واتجه إلى الغسالة.. فلحقه كريس و هو يحرك المنشفة فوق رأسه بعشوائية... وضعها على كتفيه و هو يراقب خاله يضع مسحوق الغسيل في مكانه و يقول :
" بالنسبة لشخص كان يعيش وحده فمن الطبيعي أن أعرف تشغيلها.. الأمر بسيط .. "
أشار إلى أحد العدادات و تابع :
" هذا لضبط درجة حرارة الماء و... "

" كـريــــس !! "

صوت والدته التي دخلت المنزل للتو فاجأهما..
ليشهق كريس برعب و هو يستدير ...
في حين أغلق خاله باب الغسالة بسرعة وشيء من القوة و ضبط عياراتها ليشغلها فوراً
ثم أمسك بمعصم كريس و جره خلفه ليخرجا من المطبخ و أغلق الباب خلفه بسرعة ...

حدقا بالواقفة أمام التلفاز المفتوح و هي تضع يدها على خصرها .. رمقتهما بحاجب مرفوع و قالت بشك:
" ماذا كنتما تفعلان ؟ "

أجابها توماس بسرعة مع ابتسامة بلهاء:
" كنا على وشك البدء بتحضير الغداء...
صحيح .. ألم تقولي أنك ستتأخرين "

حولت نظرها إلى كريس لتقول متجاهلةً سؤاله :
" كيف كانت المدرسة ؟ "

ارتبك كريس و نظر إلى كل شيء إلا والدته..


لم تنتظر والدته إجابته بل تابعت :
" أنت لم تذهب إلى المدرسة ، أليس كذلك ؟ "

Winter Ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن