-10-

397 32 52
                                    

 
  
   
  
   
  

على أطراف المدينة و مع اقتراب الساعة من منتصف الليل و في ذاك الضباب الكثيف حيث الشوارع الفارغة
كانت أضواء تلك السيارة تلمع في ظلام الطريق الخالي من المصابيح و أعمدة الإنارة
حيث صوت ارتطام أمواج البحر بالصخور يطغى على صوت محركها

 
  
 
فتح عينيه العسلية بوهن ليحدق في تلك الظلمة التي بدأت تنقشع قليلاً مع اعتياده عليها
فأضواء السيارة الداخلية مطفئة و الشيء الوحيد الذي ينيرها هو القليل الذي تعكسه المصابيح الأمامية

كان ملقى في أرضية السيارة بإهمال آلَم عظامه.. استطاع الشعور بالحبال التي تشد يديه خلف ظهره ليتذكر ما حصل قبل فقدانه للوعي.. لترتسم الجدية و الحذر على ملامح وجهه قبل أن يرفع جسده بخمول فتأثير المخدر ما زال سارياً فيه

اتكأ على المقعد خلفه ليعدل جلسته على أرضية السيارة و يمد ساقيه بوضع أكثر راحة

تنهد بخفة لينتبه لوجود شخص يجلس في المقعد المقابل له

رفع بصره بهدوء ليحدق بملامح أليكس الجامدة
تبادلا النظرات بصمت بضع ثوان قبل أن يزيح كريس ببصره نحو النافذة ... لم يستطع رؤية أي شيء من مكانه كما أن الظلام في الخارج كان شديد و بإمكانه سماع صوت الأمواج

-إذاً هم في الجهة الغربية من المدينة.. يا إلهي!! لقد ابتعدنا كثيراً .. كم مرّ من الوقت يا ترى -

حاول النهوض ليجلس على المقعد عله يرا أين هم.. لكنه فوجئ بيد أليكس التي وضعت على كتفه ليجفل بخوف و هو يراه ينحني ليصل لمستواه .. حدق به بهدوء ليبادله كريس النظرات بحذر

" لا تفعل.. "

همس بها أليكس.. ما أثار استغراب الآخر
ليتابع:
" أين القلادة؟ كريس "

ابتلع ريقه من قربه الشديد هو بالكاد يستطيع التنفس بحرية

" عن أي قلادة تتكلم؟!! "

قالها بتوتر ثم مالبث أن

جفل و أغمض عينيه عندما وضع أليكس يده على رأسه

" لا تكذب عليّ "

ظنّه قد غضب و لكن نبرته الهادئة جعلته يفتح عينيه لينظر بحيرة إلى ملامحه التي لم تتغير..

أنزل أليكس يده إلى خد كريس و وضع الأخرى على الجهة الأخرى من وجهه ليتابع

" تعاون معي و ستكون بخير.. ما عليك سوى إخباري بما أخبرك به روبرت رادكليف و إعطائي القلادة و كن متأكداً بأنني سأجعلك تذهب دون أن يمسك أذى.. ستعود لحياتك الطبيعية و تنسى كل ما حصل، موافق "

Winter Ashesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن