40النهاية .

197 20 84
                                    

يراقبها بسكون وهي تضع اشيائها بحقيبتها وتتحدث بعصبية وكل ما يفعله هو الجلوس بسترخاء واضعا قدماه على الطاولة وسجارة في يده

وذراعه الاخرى اسفل رأسه ،يراقبها بسكون دون ردة فعل ترجى وهذا ما زادها غضب وحزن ف كل مايفعله هو المراقبة بينما ني تكاد تتعدى مرحلة الانفجار !

قَالت لِي سمَاح و هي تَحمل حقيبة كبيرة :

"أنا أذكُر طفُولتي جيّدًا ، بكُل تَفاصيلهَا ، انَا رُوحي ماتت هُناك ، لمْ أكن أجِيد اللعِب بالبَاربِي كبَاقي الفتَيات ،

و لكِنني كُنت مَاهرة بمُعالجِة كدمَاتي و إخفَاءها ، أبي مُدمن ، سكّير و لهذَا كُنت و بكل تأكيد مُعنّفة ، وَاقعي مُنتن ،

هَل تُصدق انني أحيَانًا كُنت أنام مُكتّفة ؟ يا له مِن شعُور ، و مِعدتي أيضًا خَاوية ، و لكِن كُاسَات أبي على طَاولتنا مُصففة

، لَم أجد أحمَق غَيرك أشكِي لَه ، فالحَمقى يا غَريب يصدقُوا أمثالي انا واثِقة من ذَلك

، هَل تصدّق أنني لَم أكُن أخرج لضيُوفنا الا بَعد أن تَخِف كدمَاتي ؟

كانُوا فيما سَبق يسألوني عَن سَبب كدمَاتي و كُنت أكذب و أقُول بإحرَاج : انني سَقطت على الدَرج

، انا قَوية يا غَريب و ثِقتي ما زَالت حيّة ، و هذه لَيست كذَبة صدقنِي ، هل تعلم لمَاذا يَظن الجَميع اننِي أخبِئ كدمَات عيني بيدي

، هل لأنني خائفة منهم ؟

لا أبدًا ، انا أغطِي عينِي عندما أتذكَر نَزيف وَجْه والدتِي ، كم تَمنيت ان أكون الوحيدة التِي تُضرب في هذا المَنزل ،

كُل من فِي الحَي يقفون ضِدّي ، لأنني أصرُخ كثيرًا و لا أجعلهم ينَامُون جيدًا ، فكما تَعلم لا أحد يهتم بأوجاع غيره في يومنَا هذا ،

الله الوَحيد من يَسمعني و يهتم ، الله هُو من يَضع بِي الإستِطاعة على فَرد جنَاحَيّ بعد أن عانيت من قَصهما ،

لم أكُن إمة يا غريب ، ها انا أطير الآن خارِج نَص هذه الحيَاة ، انَا فَقط الآن حزِينة بَسبب صَوت بكاء والدتي الذي يَعزف في أذناي ،

كُنت طِفلة و لكن ذِكريات كهذه من المُستحيل أن تُمحى ، ولكِن أنا أقوى من حُزني

، أفكّر كيف سأكمل حياتي من جَديد ان أنحنيت و عُدت مَرّة أخرى لأسجن هُناك

، لذلك يا غرِيب هذه المَرة الأخيرة التِي ستسمعُون به صَوت بكائي ، أنظر انها حقِيبة ملابسِي ،

اعتزل ما يؤذيكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن