أنَا شيْء تَالِف ،
فِي داخِلي تلفَاز مُشوّش
و راديُو قدِيم أصبح تابُوتًا يَرقُد في دَاخِله جُرذ ميّت .___
أقضُم أظَافرِي ، أن مُصاب بالقَلق ، قَلق مُزمِن ،
شيءٌ مَا بدَاخلي يُتلِفنِي ببطء ،
يقتُل مُتعتي بأفضل أغنيّة لِي ،
يُمزِق الصُور التِي تَحمل مَلامحها الهادِئة و ضَحكاتها عظِيمة ،
يُحرّف ذِكريَاتي الجَميلة ، و ان لم يَستطع يَرشهَا بعطرٍ حزِين ،
يَقتُل من أحب ببشَاعة ،
رغبَاتي و غرائزي الحيْوانية و مشَاعري المُتعفنة
و ضحِكاتي مُعتقلين في سَجن إنفرَادي ،
انَا قَلق ، كُل ساعة ، طِوال العَام ،
مُنذ أكثَر من عشرين سَنة ،
انَا قلِق على حُزني
، انهُ آخر شعُور حَيّ بشكلٍ جيّد في داخلِي ،
هُو الوحيد الذي أشعر به ،
هَل يسمى الجَسد الخَالي من المشَاعر تمامًا جسدًا ؟
لا أظن سأكُون كومَة خُردة او عُلبة معدنية تَركلها الحيَاة و هِي تتسكع على الشَارع لتُواجه مصِيرها بلا مَشاعر
، أو تُفاحة كان من المُفترض أن تُأكَل ، فتعَفنت في الثَلاجة وحيدَة ،
انَا قَلق ، عن هِويتي الحقيقة، مَن انا حقًا ؟ و لمَاذا أشعر بأنني ألوان هَربت من وَردة فذَبلت و حملت ألوان ليست لَها ،
لمَاذا أرى وَجهي في المرآة في النَظرة الأولى فألعنني و أشتمنِي
، و في النَظرة الثَانية أسأل نفسي ماذا فَعلت ؟
__
-أنتَ عنيفٌ في حزنِك؟
- علَى المِرآة أقُول :
هُناك هُوّة بيني و بَينك الآن ،
من يجرُؤ على القَفز أولًا سوفَ يسقُط و يمُوت منتصرًا .
أنت تقرأ
اعتزل ما يؤذيك
Short Storyكنتِِ عاليَة جدًا بلا سمَاء ، بلَا رائِحَة، لا يتقَفّى أثرُكِ إلا كلَب ضَال ، وَ لا يشُمّ عِطرُك إلا شَيطَان ملعُون ، وَ بَين ايقَاعات الصَخب وَ ضَجّة الحيَاة ، كُنتِ انْتِ المدَار الرَاقِص ، بهْجَة الأفُق البعِيد ، وَ الأمل الوَحِيد الذِي تشَبّثت...