هكَذا انْتِ ، اخْتَرتِ مَا تُرِيدين ، لكِن أنَا ؟لَم اختَر هَذا الظَلام ، كُل هَذِه العتْمَة وَجدتهَا امَامِي ،
كَان علَي التعَامل معَها وَ رحْت مُرغمًا علَى تحْطِيمِها وحْدِي .
__
- من انت يا غريب
- انَا مَن يَذهَب لزَاوية غُرفته المتوَاضعَة و يختَبئ عن العَالم .
- لماذا لا تجيب بطريقة صريحة وواضحة ؟
-تَذَكرت نَصِيحة العَم غَابْرييل غارْسِيا حَيِث قال :
" إن النسَاء يفَكرْن بالمَعْنى الخَفي للأسْئلَة أكثَر مِن تفْكِيرهُن بالأسْئَلة ذَاتهَا "
ا نهض من المقعد وجه بصره للفتاة التي امامه بنظارتها ودفتر ملاحظاتها وهي تجلس امامه وتراقب تصرفاته وتدونها في المفكرة ، نطق ببرود متجاهل تفحصها له
اظن اسألتك لم تفيدني بأي شيء .. فما زلت افكر فيها رغم كل التطورات بحياتي. مازلت اخذ رأيها واسألها وتجيبني . مازلت لا استطيع ان ارى حياة بدون سماح
.جلسات العلاج لم تنفعني مازلت مكتئب ..
مازلت اشعر بأني قصرت بحقها .. بأنه كان يجب ان اوقفها . و انقذها . مازلت اتألم و مازلت اتعايش معه وحدي .
أنت تقرأ
اعتزل ما يؤذيك
Short Storyكنتِِ عاليَة جدًا بلا سمَاء ، بلَا رائِحَة، لا يتقَفّى أثرُكِ إلا كلَب ضَال ، وَ لا يشُمّ عِطرُك إلا شَيطَان ملعُون ، وَ بَين ايقَاعات الصَخب وَ ضَجّة الحيَاة ، كُنتِ انْتِ المدَار الرَاقِص ، بهْجَة الأفُق البعِيد ، وَ الأمل الوَحِيد الذِي تشَبّثت...