مدينة كوزبي مدينة بسيطة في ولاية فلوريدا...
مدينة هادئة مطلة على الساحل الشرقي . حديثة التاسيس بنيت قبل عشرين سنة فقط.. في مشروع استثماري اقترحه حاكم الولاية..لكن يبدو ان لا احد يريد ان يسكن في مدينة "تحاول ان تكون مثالية "يقولون ان لا شي يثير الاهتمام... لا متاحف لا تاريخ لا احتفالات لا مهرجانات..لا اماكن اثرية لا مسابقات لا مرافق بارزة... فقط ذلك الساحل العادي الذي يجذب نظرك لوهلة ثم ينتهي الامر... هذه المدينة المثيرة للشفقة و المشروع "الفاشل" نفرت الاثرياء و رواد الاعمال... فانخفضت الاسعار و جذبت الفقراء و متوسطي الدخل...بعد عشرون سنة نجد ان كوزبي اصبحت مدينة بائسة فيها العديد من احياء الفقراء و مركزا للافات الاجتماعية... لم يشتك احد.. و كأنهم يريدون ان تبقى كذلك.. الاثرياء الذين يعدون على الاصابع مكلفون بالاستثمار فقط...السياح لا ياتون و ان اتو فهم يمرون على الساحل و يذهبون.. صدقوني لا شي يحدث هنا
و في احدى الاحياء المحترمة نجد اقدم منزل في البلدة منزل رخيص ، مهترئ طلائه رمادي مقشر فيه اثار حمراء لانابيب الصدئة.. حديقة طويلة الاعشاب .. النوافذ مشقوق بعضها ، و الفطر ينمو قرب الجدار... الاعشاب غير مجزوزة و السياج نصفه مكسور لا احد يلمسه لانه سيسقط فورا..منظر بشع يبشع الناظرين.
موقع لا يحسد عليه.....قد يبدو لكم مقر مروجي المخدرات المكسيكيين لكن لا..في هذه الزنزانة الصغيرة هنا تسكن كايلي كورنينغستون....قال احد الاشخاص ذات مرة لكايلي انها لو اهتمت بنفسها قليلا لاصبحت من اشهر العارضات..لملامحها الآسرة..لشعرها البني الطويل..و بشرتها الصافية و مايميز احدى عينيها الزرقاوين هو انها عين نصف بنية و نصف زرقاء.. ظاهرة للعيان...لكن لحسن حظها اضفت لمسة لطيفة.... ربما كان الرجل محقا...لكن كايلي ابعد ماتكون عن العارضات.. لقد تركت الحياة فيها شعرا تربطه دائما و هالات سوداء تحت عينيها...بشرة اصبحت غير موحدة اللون من اثار الضرب و الجروح...ربما فعلا كانت تشبه العارضات في قوامهن النحيل لكنها كانت اسوء من ذلك ..كانت ترتدي اوسع الملابس لاخفاء ذلك و اي ملابس ؟
ملابس الفقراء و المساكين.. مع ذلك كانت ترى ان النظافة اهم شي..لم ترتد ابدا ملابس وسخة..و فمها نظيف و اسنانها عاجية... عندما تكون في ايام حظها تستعير كميات من العطور التي تستخدمها امها.. لم تذهب للمدرسة ابدا فكانت تدرس منزليا من قبل امها
و لما لاحظ بعض من طيبي القلوب من الجيران عدم اهلية امها بالتدريس المنزلي قاموا بايداع شكاوى..فانتزعت الشرطة منها هذا الحق لتصبح كايلي طالبة ثانوية بعد يومين من الان..
لديها مشية غريبة كانها تختبئ من الناس..تضم يديها و تحنى رأسها.. او تضع يديها في الجيوب و ترفع قلنسوة المعطف...ذات وجه كئيب اسود.. لم تبتسم منذ شهور... و اين تجد السعادة و قدر الحزن موسوم على جبهتها ؟
لها اخت كبرى وحيدة اسمها كيتلين تدرس التمثيل و المسرح ، و لكي تدفع تكاليف الجامعة.. تعمل نادلة غالبا وفي وظائف متعددة بوقت قياسي ، تخجل منها..و لا تخرج مع كايلي ابدا لانها لا تحب ان يسخر الناس منها.. شقراء ذات جمال صارخ تضيف له المساحيق و تخرج..حتى وان اثمر عليها وجهها الجذاب بسيارة صغيرة اهداها لها احد عشاقها العديدين.. كايتلين تبيت معظم الايام خارجا و مع اصدقائها..نسخة مصغرة من امها و ان كانت اقل خبثا.. كايلي تجد نفسها ادنى مرتبة من ان تحب الناس فلم ترهق نفسها بحب اختها كيتلين
أنت تقرأ
احلام صغيرة
Randomكايلي فتاة منعزلة على نفسها... بائسة و مكتئبة...في حين يقضي طلاب الثانوية ايامهم في اللعب و الحب و التواصل تجد نفسها كالاطرش في الزفة....لا تدري ماهو مكانها في هذه الحياة....لكن يقولون ان المدرسة تعلمك الدروس ثم تختبرك...اما الحياة تختبرك ثم تعلمك...