رفعت رأسها لتجد الفتى الواقف بجانبها..
كان فارع الطول ، يرتدي قميصا ابيض بكتابة حمراء ، لم تحاول التحديق في وجهه حتى ، هذا الكريستوفر...
جلس بجانبها ، القى تحية وجيزة ، ردت بالمثل دون النظر مباشرة اليه.. في ظل هذا الهرج و المرج الذي كان يسود القاعة ، يوجد طالبان وحيدان هادئان ، لا يحاولان التحدث الى بعضهما لانهما يعلمان سرا انه لا توجد مواضيع مشتركة بينهما ،لذلك كان للصمت نصيب في هذه الشراكة المخبرية..لقد كرهت حصة الكيمياء هذه..
_إبدأوا حالا!
حالما دوى صوت الاستاذة في الارجاء حتى شرع الطلاب في العمل ، ثبتت كايلي نظارات الوقاية بعد ان فتحت العلبة.. قام كريس بنفس الشيء الا انه اخرج المحلولين ، ليتوضح صوته المقتضب قائلا : ساقوم بكل العمل ان كنت لا تعرفين بشأن هذه المحاليل..
_بالتأكيد يجب ان يكون هناك شيء استطيع المساعدة به.._حسنا..
اخذ الكواشف الموجودة في العلبة ، و بدأ بخلطها مع المحاليل..
_ أنت قومي بتسجيل الملاحظات المرئية حسنا ؟!أومأت كايلي برأسها ، و اختطفت لمحة سريعة عن وجهه ، كان وسيما ، لكن ليس جذابا ، لانه كان يبدو حزينا او متضايقا بعض الشيء.. كان ذو بشرة شاحبة و شعر اسود فاتح ، عيناه الزرقاوان بدتا حزينتين لانهما ذكراها بالغيوم الرمادية.. لم يبدو مرتاحا ،
و لكنها مع ذلك.. تذكرت كريستين.. و شبهه الكبير بها. مع عدم احتساب النمش فيها.. تشبهه كثيرا . هل يعقل ان يكون اخاها ؟؟.. لكن لا.. كريستين الجريئة و الحيوية لا يمكن ان تجمعها صلة قرابة مع كتلة الحزن الميتة هذه..سجلت.. ظهور حبيبات اسفل القاع و تحوله الى اللون الرمادي.. اخذ محلولا اخر..
تابعت التفكير..
انا حتى لا اعرف لقب كريستين ، لسنا قريبتين الى تلك الدرجة.. لكنها ساعدتني و احبتني على ما اعتقد... قطبت حاجبيها و شعرت بحزن عميق.. لا لا.. هناك فرق كبير بين الشفقة و الحب.. بل افضل ان يكرهني الناس ولا ان يشفقوا علي.._ هل انت بخير ؟!
استدارت الى كريس الذي كان ينظر لها بريبة ، لاحظت تغير المحلول مجددا فاسرعت لتكتب مستدركة مافاتها.. بقي يحدق فيها حتى انتهت ثم قال بايجاز : لا بأس ان لم أكن افضل شريك مخبري في التاريخ ، و لا بأس ان كنت اشعرك بالملل ، لكن فلننه هذا العمل اللعين بسرعة.أومأت..
أنهى العمل وحده سريعا في عشر دقائق..
لم تفعل هي شيئا سوى التحديق فيه ثم جمعت يديها كالعاقلات ، اغمض عينيه و استلقى على الكرسي و ذراعاه خلف رأسه بنعاس واضح ، فكرت ، لا شك انه سهر كثيرا البارحة..
لم تحس الا و الاستاذة عند رأسها رافعة انفها الدقيق و قالت بحسم ، اعتقد انكما انهيتما ؟
انت ايها السيد!
أنت تقرأ
احلام صغيرة
Rastgeleكايلي فتاة منعزلة على نفسها... بائسة و مكتئبة...في حين يقضي طلاب الثانوية ايامهم في اللعب و الحب و التواصل تجد نفسها كالاطرش في الزفة....لا تدري ماهو مكانها في هذه الحياة....لكن يقولون ان المدرسة تعلمك الدروس ثم تختبرك...اما الحياة تختبرك ثم تعلمك...