~بارت 11~

298 9 3
                                    

رفعت رأسها لتجد الفتى الواقف بجانبها..

كان فارع الطول ، يرتدي قميصا ابيض بكتابة حمراء ، لم تحاول التحديق في وجهه  حتى ، هذا الكريستوفر...

جلس بجانبها ، القى تحية وجيزة ، ردت بالمثل دون النظر مباشرة اليه..  في ظل هذا الهرج و المرج الذي كان يسود القاعة ، يوجد طالبان وحيدان هادئان ، لا يحاولان التحدث الى بعضهما لانهما يعلمان سرا انه لا توجد مواضيع مشتركة بينهما ،لذلك كان للصمت نصيب في هذه الشراكة المخبرية..لقد كرهت حصة الكيمياء هذه..

_إبدأوا حالا!

حالما دوى صوت الاستاذة في الارجاء حتى شرع الطلاب في العمل ، ثبتت كايلي نظارات الوقاية بعد ان فتحت العلبة.. قام كريس بنفس الشيء الا انه اخرج المحلولين ، ليتوضح صوته المقتضب قائلا : ساقوم بكل العمل ان كنت لا تعرفين بشأن هذه المحاليل..
_بالتأكيد يجب ان يكون هناك شيء استطيع المساعدة به..

_حسنا..

اخذ الكواشف الموجودة في العلبة ، و بدأ بخلطها مع المحاليل..
_ أنت قومي بتسجيل الملاحظات المرئية حسنا ؟!

أومأت كايلي برأسها ، و اختطفت لمحة سريعة عن وجهه ، كان وسيما ، لكن ليس جذابا ، لانه كان يبدو حزينا او متضايقا بعض الشيء.. كان ذو بشرة شاحبة و شعر اسود فاتح ، عيناه الزرقاوان بدتا حزينتين لانهما ذكراها بالغيوم الرمادية.. لم يبدو مرتاحا ،
و لكنها مع ذلك.. تذكرت كريستين.. و شبهه الكبير بها. مع عدم احتساب النمش فيها.. تشبهه كثيرا . هل يعقل ان يكون اخاها ؟؟.. لكن لا.. كريستين الجريئة و الحيوية لا يمكن ان تجمعها صلة قرابة مع كتلة الحزن الميتة هذه..

سجلت.. ظهور حبيبات اسفل القاع و تحوله الى اللون الرمادي.. اخذ محلولا اخر..

تابعت التفكير..
انا حتى لا اعرف لقب كريستين ، لسنا قريبتين الى تلك الدرجة.. لكنها ساعدتني و احبتني على ما اعتقد... قطبت حاجبيها و شعرت بحزن عميق..  لا لا.. هناك فرق كبير بين الشفقة و الحب.. بل افضل ان يكرهني الناس ولا ان يشفقوا علي..

_ هل انت بخير ؟!
استدارت الى كريس الذي كان ينظر لها بريبة ،  لاحظت تغير المحلول مجددا فاسرعت لتكتب مستدركة مافاتها.. بقي يحدق فيها حتى انتهت ثم قال بايجاز :  لا بأس ان لم أكن افضل شريك مخبري في التاريخ  ، و لا بأس ان كنت اشعرك بالملل ، لكن فلننه هذا العمل اللعين بسرعة.

أومأت..

أنهى العمل وحده سريعا في عشر دقائق..

 لم تفعل هي شيئا سوى التحديق فيه ثم جمعت يديها كالعاقلات ، اغمض عينيه و استلقى  على الكرسي و ذراعاه خلف رأسه بنعاس واضح ،  فكرت ،  لا شك انه سهر كثيرا البارحة..

لم تحس الا و الاستاذة عند رأسها رافعة انفها الدقيق و قالت بحسم ،  اعتقد انكما انهيتما ؟
انت ايها السيد!

احلام صغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن