~شابتر 7 ~

257 10 1
                                    


_ يجلس في مقعد بعيد عنها في نفس الطاولة و قال بغضب :
_مالخطب الآن ؟ هاه ؟ ، هل انت دائما ما تنكثين الوعود ؟ فعلا لقد انتظرتك صباحا و ذهبت متاخرا !!
قالت بهدوء : حتى انا لم ادرس من قبل.. الامر جديد علي..
_الامر جديد علينا كلنا!! لا يمكنك ان تعدي شخصا ثم لا شيء ، هذا امر مقزز! انا خائب الظن ، كثيرا..
ثم واصل الاكل بعصبية..

كانت كايلي تعبث بالملعقة و هي تديرها حول الحساء في شرود.. و قالت فجأة :
_اتعلم ؟ لا يحق لك ان تغضب علي ، و نحن بالكاد نعرف  بعضنا.. بل تقابلنا مرة واحدة فقط.. انت لا تعرف اسمي حتى!!
رفع راسه اليها ببطء و قد توقف عن الاكل..
_ و انا.. عانيت يوما عصيبا اليوم.. ، و كل هذه الدراما ، راسي يكاد ينفجر... فعلا اخطأت في حقك و انا اسفة..فعلا.. لكن هذا كثير علي.. ارجو ان تتفهم الامر.. جوناثان.
لم تدري حتى كيف اتتها الجرأة لقول هذا.. لكنها ارتاحت.

بدا جوناثان كانه يفكر في شيء ، و ساد جو صامت في الطاولة.. لم تقطعه الا اصوات ملعقة كايلي..
فتنهد جوناه و اخذ صينيته ثم جلس بجانبها..
_ اتعلمين انت على حق ، فلنفتح صفحة جديدة.. الآن. ، ما اسمك على كل حال ؟
_ كايلي..
_تشرفت بمعرفتك كايلي!
_ و انا ايضا..
_هل انت نباتية ؟
_ ماذا ؟
_ نــبـاتــية ؟ هل انت نباتية ؟
_ و لم قد اكون كذلك ؟
_ بسبب هذا..
و اشار بيده الى صينية الطعام  التي تاكل منها..ثم هزت راسها نفيا..
زفر جوناثان و قال باسف : خسارة ، انا كذلك..
_ اللحم فيه فيتامينات.. ، و بروتين..
ابتسم جوناه و قال بثقة: و يمكن تعويضه بالبيض..

ثم وجه نظره الى طاولة بعيدة.. هؤلاء هم اعضاء النادي البيئي.. و جمعية رعاية الحيوانات.. هم نباتيون كذلك... و قد تعرفت بهم جيدا..صباحا..

شعرت كايلي بما يقصد ، و قالت بهدوء و رباطة جأش : لم لا تجلس معهم ؟
استدار و قال بابتسامة رقيقة : لا استطيع تركك وحيدة هكذا..
_ لا باس يا جوناثان.. لقد تعودت الوحدة على كل حال ، لا تقلق بشأني .. قالت هذه الجملة ثم بدات باعادة كل شيء في الصينية لترميها..
هز راسه تعجبا ثم قال بعد ان شرب اخر رشفة من عصيره : هل نوصلك الى المنزل لاحقا ؟
_ أحب ان امشي..
_ لا باس سنذهب مشيا ، فقط ساتصل بامي لاخبرها ان لا داعي لتاتي لايصالي..
_ليس لديك سيارة ؟..
من الجيد انها ليست الوحيدة.. كل الطلاب لديهم مركبات..
ابتسم جوناثان بسخرية و قال : بالطبع لدي واحدة لكن امي ، اصرت على ايصالي ، و ماكنت للارفض طلبها ، تعرفين... الامهات...

تألمت كايلي من الداخل ، لا احد يستطيع ان يحس بما تحس هي به ، ليس لديها لا سيارة و لا ام تهتم لامرها.... عاودها ذلك الشعور الغريب المزعج.. العيش على الهامش.. تذكرت امها.. المجردة من حنان الامهات ، و كانهم استأصلوا قلبها ، لا يمكنها فعل هذا بها.. فكرت كايلي.... لا يمكنها ان تكرهها هكذا فقط ، فحتى الشيطان نفسه كان ملاكا.. عملية تحول.. جذرية..

احلام صغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن