كان متكئا على الحائط بجانبها ، يبتسم بثقة..واضعا يديه في جيبيه ، كان يبدو مختلفا من دون نظارته الشمسية.. فقد باتت عيناه الزرقاوان الصافيتان اكثر وضوحا ، قالت كايلي و هي تجمع الاغراض بهدوء : انا اعرف ان الفتيان النبلاء يساعدون الفتيات عندما تسقط اغراضهن..ضحك بشدة... يا للهول.. انحنى و ساعدها في جمع الاغراض.. ثم تجمد فجأة.. ارتبكت كايلي و انتابتها رغبة في البكاء ، سوف يرى الهاتف القديم و سوف يضحك عليها و يسخر منها..
امتدت يداه ليحمل كتاب " انت و نفسك و الاخرون"
استغلت كايلي الفرصة و وضعت كل شي في الحقيبة و نهضت.._يا للشيطان ، الدكتور باتريك مايسون ، هل تحبينه ؟
اخذت الكتاب منه بسرعة و اومأت برأسها..
_انا ايضا ، هذا حقا رائع...
وضعت الكتاب في الحقيبة ، ثم اخرجت المفتاح و فتحت الخزنة.. واصل الشاب كلامه : اعني.. انك لست من النوع الذي نجد في حقيبته مستحضرات التجميل.. بل كتابا.. و هذا ليس شيئا مخجلا بل رائع.وضعت كايلي الاوراق في الخزنة ، ثم اغلقتها.. حاولت الذهاب فاستوقفها الشاب قائلا : انتظري..
انا إيدي ريدواي.. السنة الثانية.. و مد يده اليها..
قالت : ارجوك لدي حصة الان..
اعاد يده الى جيبه
_الا استطيع ان اعرف اسمك على الاقل ؟
انا كايلي.. و استدارت لترحل.. لولا انها ارادت
شيئا.. كانت لتتجاهله لولا انها تذكرت ان يجب عليها التعود على ان تبادر بقول شيء عندما تريده الى الغرباء..
فقالت له بصوت هادئ : في المرة الماضية.. ، ماذا اردت ان تقول ؟
_لديك عينان جميلتان ، هناك واحدة نصف بنية و نصف زرقاء.. و هذا امر مدهش.. و اجده جذابا..
لكنه اشاح بنظره بعيدا وقال : اظن انك تصادفين هذا الكلام كل يوم.. صحيح..؟
_ تقريبا ، حملت حقيبتها و صعدت السلالم نحو الطابق الثالث... لحق بها و قال : اذن اراك في الارجاء ؟
_ لم تجب بل اختفت كالشبح بين الحشود..
ابتسم ثم واصل طريقه..القاعة 15.. هاهي ..
توقفت عند باب طويل بني.. فدخلته مباشرة..
كان قسما واسعا ، طاولات صغيرة كل طاولة بمقعد واحد.... الجدران صفراء فيها صور و رسومات عن الهندسة... ، و البلاط ابيض فيه مثلثات صغيرة ملونة.. و كأن البلاط يعرف انها حصة علم المثلثات..ثم المكتب البني و العلم الامريكي طبعا.
انه منظر جيد يشرح القلب.. اول قسم تدرس فيه في حياتها.اخذت مقعدا منزويا و جلست بهدوء تنتظر قرع الجرس... ليس لديها شيئ لتفعله خارجا.. فليس لها اصدقاء على كل حال..تألمت و هي تسمع الضحكات و الاحاديث.. لقد كانت... فعلا.... دخيلة عن هذا العالم الغريب..
دق الجرس.. فاعتدلت كايلي في مكانها..
بدأ الطلاب بعد لحظات يدخلون.. فرادى.. ازواجا.. جماعات.. هناك من دخل مباشرة.. هناك من حدق اليها بغرابة.. كل واحد اخذ مقعدا حتى امتلأت القاعة عن آخرها..كانت تتفحص الوجوه جيدا.. لتحفظهم في ذاكرتها..
أنت تقرأ
احلام صغيرة
Alteleكايلي فتاة منعزلة على نفسها... بائسة و مكتئبة...في حين يقضي طلاب الثانوية ايامهم في اللعب و الحب و التواصل تجد نفسها كالاطرش في الزفة....لا تدري ماهو مكانها في هذه الحياة....لكن يقولون ان المدرسة تعلمك الدروس ثم تختبرك...اما الحياة تختبرك ثم تعلمك...