بقيت كايلي مستيقظة في غرفتها.. تقرا الكتاب الذي اهداه لها ادغار... كانت مستلقية على بطنها في سريرها.. و تحمل قلما تسطر به تحت كل مقولة تعجبها... قرأت نصف الفصل الاول كاملا في ثلاث ساعات ، بعنوان " يجب ان تتصالح مع نفسك اولا قبل ان تتصالح مع الناس ".. كان يروي قصصا حقيقية لاناس واقعيين رفعوا من قدر انفسهم فرفع الناس من قدرهم..قصصا لاناس فرضو احترام الناس لهم لانهم يحترمون أنفسهم وواثقين بها.
بقيت كايلي تفكر.. هل هي واثقة بنفسها ؟ هل تحترم نفسها.. اذا رأى الناس انها تذل نفسها.. فلن يجدوا مانعا من اذلالها ، اذا رأوا انها لا مانع لها في ظلمهم فسوف يصرون عليه أكثر ، اذا تقبلت احتقار الناس لها فسوف تكون شريكة في جريمتهم ، ليس عليها ان تلومهم ،... لانها اتاحت لهم الفرصة!!
و نفس الشي... ينطبق على امها.... هذه ليست غلطتها اذا لم تكن امها تخطط لقدومها لهذا العالم.. ليست غلطتها ان كانت موجودة فعلا.. ليس لبلايك الحق في ان تحتقرها.. و لا كايتلين و لا بيث..و ان لم يحبها الناس فستحب نفسها... كايلي غارقة في هذه الخواطر ، اصبحت تاخذ هذه الامور بجدية الان..تركت علامة على الصفحة التي توقفت فيها و اغلقت الكتاب.. لفتها الغلاف.. ملون بالازرق مع حاشية صفراء مكتوب فيها : الكتاب الاكثر مبيعا لمدة عامين في مجال التنمية البشرية... ثم عنوان الكتاب بخط ابيض كبير.. و في الوسط رسمة لعدة شخصيات سوداء تنظر لشخصية بيضاء بطريقة سخيفة.. و كأن الشخصية البيضاء ذكرتها بنفسها... ثم دار النشر.. و اخيرا صورة الكاتب.. الذي كان يبتسم بثقة.. يبدو في الخمسينات.. يرتدي نظارات طبية ، شعر رمادي تتخلله شعيرات بيضاء.. منظره يوحي بالهدوء و البساطة.. قلبت الكتاب و قرات سيرته ، اعمال ناجحة ، تدريسه في جامعة في واشنطن ، نشاته ، زواجه ، اولاده... حياة مثالية.. هل يمكن ان تكون مثله ؟ سخرت من نفسها.. كيف تكون مثله و هي... هي... ماذا ؟ تذكرت ان عليها ان ترفع قيمة نفسها و تعزز ثقتها...نعم.. يمكنني ان اكون مثله.. لم لا ؟
ربما كان حلمها ان تدرس علم النفس.. ربما..
رفعت الكتاب و بدات تنظر الى صورة الكاتب..لقد اعجبتها شخصيته و كلماته.. لقد كان صريحا و كأنه.. عانى من مواقف صعبة سابقا.. لكنها لم تهتم لذلك الشعور.. سيكون جميلا لو تمكنت من لقائه..و الحصول على توقيعه..نهضت و خبأت الكتاب عميقا بين الاغطية ، تاكدت من ان المنظر مرتب و لا يوحي بشيء غريب..
تقدمت الى النافذة, وضعت يديها على اطار النافذة و اخذت تنظر للقمر و النجوم المنيرة ، لقد خبات الكتاب ، كبقية الكتب لان امها لا تحتمل ان تكون ابنتها اكثر ثقافة منها... ابتسمت بسخرية... الى متى سيطول الامر هكذا ؟
بقيت على حالها تلك بضع دقائق ، قبل ان ترى اضواء سيارة زرقاء من طراز قديم قادمة من المنعطف ، بسرعة البرق اسرعت الى المطبخ ووضعت قدرا كبيرا ، تركت الماء فيه يغلي.. ووضعت بجانبه كيس المعكرونة و اخرجت التوابل ووضعتها على المائدة ، سمعت طرق الباب ، ففتحته في الحال..
أنت تقرأ
احلام صغيرة
Nezařaditelnéكايلي فتاة منعزلة على نفسها... بائسة و مكتئبة...في حين يقضي طلاب الثانوية ايامهم في اللعب و الحب و التواصل تجد نفسها كالاطرش في الزفة....لا تدري ماهو مكانها في هذه الحياة....لكن يقولون ان المدرسة تعلمك الدروس ثم تختبرك...اما الحياة تختبرك ثم تعلمك...