~شابتر 8~

234 7 17
                                    

  توقفت الفتاتان كالتماثيل...
حدقت بيث فيها بتركيز كبير ثم شهقت فجأة و صرخت بصوت عالي :
_ غير معقول.. ، انــهــا الــســايكـوباث!!!!

ليس لكايلي شيء لتقوله الآن..فقد بلعت لسانها... كادت ان تسقط على الارض من هول الصدمة و الفزع..ارادت للارض ان تنشق و تبلعها الآن... ان تموت.. اي شيء...لكنها تداركت الامر و استدارت لتطلق للريح ساقيها... عليها ان تخرج من هذا المكان فوووورا...الآآآن..!!

كادت ان تصل الى البوابة.. حتى حاصرها حاجز بشري كبير من اصدقاء بيث.  قاموا بامساكها و  بتثبيتها جيدا ليعيدوها اليها ، لمحت كايلي.. جوناثان عبر البوابة الزجاجية ، بعيدا جدا وراء سور المدرسة الخارجي.. كان منتظرا اياها ليعودا معا..جالسا يعبث بهاتفه..
لن يستطيع ان يراها... لانه بعيد جدا..
و لا تستطيع ان تناديه ليساعدها... لانها فقدت صوتها..

اغرورقت عيناها بالدموع.. لا شخص بجانبها في هذه اللحظات الصعبة..

تجمع بعض الناس و اتكؤوا على الجدران.. ليشاهدوا المعركة..ببرود تام..

قام اصدقاء بيث من الفتيان بجرها اليها.. و لم تقاوم حتى...انصاعت تماما.. بل تقبلت الامر الواقع.. كانت كعبد يجر الى الاعدام.. و التلاميذ هم الجلادون.. و هي الحاكم..
العناد لن يؤدي الى شيء.. و القدر مقضي..
دارت الدنيا حولها.. و اصابها صداع شديد حاد..
كان رأسها يحترق... و اخذت تتصبب عرقا باردا و قد تصلبت اعضاؤها... لا مفر..

_ اذا.. فقد اردت الهروب.. مثلما تفعل الصراصير عندما تزيح الحجر فوقها..

صوّب الناس نظراتهم الحارقة نحوها ، و هم يتهامسون..و يتضاحكون ..فلم يهب احد لمساعدتها..

تقدمت اليها اليزابيث بهدوء قائلة : ماذا تفعلين هنا ايتها العاهرة المتشردة .. ؟؟ الم تأخذي ما يكفيك في المرات السابقة ؟! انا المخطئة اذن..

شعرت كايلي بالاضافة الى الصداع.. بالغثيان الشديد ، بعد كل هذا الوقت الطويل الذي حاولت ان تختبئ فيه منها ، تظهر فجأة في حياتها. .لتقوم باهانتها و تحطيمها كالعادة... و هذا ليس بالامر الجديد عليها....

تحسست وجه كايلي بهدوء ثم امسكت ياقتها بين السبابة و الابهام و كأنها متقززة منها.. " و اشتروا لك ملابس ايضا.. اخيرا... هل تصدقوا بها اليك من الزبالة ؟!..."
طأطأت كايلي رأسها باسف و صدرها يخزها... مجرد كابوس اخر..
تضاحك بعض التلاميذ..و الآخرون رمقوها باستهتار..
اما صونيا فقط لوت شفتيها و نظرت اليها بتكبر..

وضعت بيث يديها على خصرها و قالت بنبرة قاسية :  لم تتبعينني ايتها الكلبة المتشردة ؟ عودي الى منزلك و اغسلي الصحون مع امك الى حيث تنتمين...ربما اردت ان تصبحي اكثر ثقافة.. لكن رأسك فارغ و سوف تبقين جاهلة دائما..

سكتت قليلا ثم اردفت..
_ الم اخبرك انني ان رأيتك مرة اخرى فسوف اجعل امك تخسر العمل الوحيد الذي تقوم به لاعالتكم ايها المعوزون...هذا ان لم تكن تعمل راقصة تعري..

احلام صغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن