1 / الرجل المجهول

31.7K 269 7
                                    


إذاً هذه هى مرسيدس ألكولار !
رفع جايك كأسه إلى شفتيه وارتشف رشفة بطيئة من العصير وابتلعها من دون ان يرفع عينيه عن المرأة التى دخلت لتوها إلى الغرفة.
مرسيدس هونوريا ألكولار.
أبنة الأسرة العريقة التى يترأسها خوان ألكولار المعروف عالمياً مالك شركة ألكولار المساهمة ومديرها الإدارى.
و مرسيدس أبنته الصغرى والوحيدة . إنها مميزة فعلاً لكنه توقع ذلك . كيف يمكن أن تكون خلاف ذلك وأبوها ذاك الرجل الطويل الأسمر و الوسيم الذى يسرق قلوب النساء إذا ما دخل غرفة ما ؟ وهذا ينطبق على أخواتها إذا ما صدقت الشائعات . و رامون أبن خالته و الألكولار الوحيد الذى يعرفه, من الرجال اللذين يديرون رؤوس النساء ولطالما كان كذلك.
إلا أن رامون ليس سوى أخ هذه المرأة غير الشقيق فوالدهما واحد. لكن والدة رامون هى خالة جايك وهذه الفكرة جعلته يقطب فيما هو يراقب أبنة ألكولار وهى تقطع الغرفة .
لم تكن والدته تأتى على ذكر أسم خوان ألكولار من دون أن تنفث حقداً وغلاً تخص به كافة أفراد ألكولار....باستثناء رامون طبعاً. فسنوات مرت من دون ان يعرفوا أن رامون من اسرة ألكولار . ولم يكتشفوا إلا من عشر سنوات أنه ليس أبن روبين داريو زوج خالته بل أبن عشيقها الرجل الذى جعلها تحمل ثم تخلى عنها...للمرة الثانية.
هذا الرجل هو خوان ألكولار.
أعلنت اليزابيث تافرنر بخنق الأسبوع الماضى عندما أتصل بها جايك ليزورها عند المساء :"أبنة ذلك الرجل قادمة إلى لندن "
ـ سمعت الخبر
لم يحتاج لأى تفسير عمن قصدت بعبارة ذلك الرجل . فما من شخص آخر تشير إليه اليزابيث بهذه الطريقة وهذه المرارة
ـ سمعت أن أنطونيا ساندرز ستجول فى المنطقة....و تصطحبها إلى بعض الحفلات.
أدارت أمه رأسها الأشقر باتجاهه بحدة فيما لمعت عيناه الزرقاوان
ـ أهى حفلات سترتادها؟
ـ نعم حفلات سأرتادها
أكد لها ذلك بسأم قبل أن يضيف :"إنما أشك فى أن ألتقى الفتاة , وحتى إذا فعلت.....لقد مرّت سنوات يا أمى....عمر بأكمله"
فذكرته اليزابيث بمرارة :"عمر لم تعشه أختى"
وراحت أناملها الطويلة والمطلية الأظافر تنقر على الذراع الذهبى لمقعدها ثم أردفت :"لقد ماتت مرغريت بسبب هذا الرجل"
ـ هذا ليس مؤكداً....
ـ قال الأطباء.....

ـ قال الأطباء إن قلب الخالة مرغريت كان ضعيفاً وقد أنهكه ضغط الحمل والولادة....
ـ يمكنهم أن يعتبروه قلباَ ضعيفاً لكنها ماتت بالنسبة إلىّ لأن قلبها تحطم....وقد حطمه الرجل نفسه مرتين!
وفكر جايك فى سره فى أن الأمر لا يمكن أن يموت بسبب تحطم قلبه لكنه ابتلع تعليقه ولم يبح به. فكلامه سيزيد مزاج امه سوءً وسيجعلها تلقى عليه خطبة طويلة مليئة بالغضب والاشمئزاز خطبة سمعها مراراً وتكراراً حتى مل منها.
ـ حسناً , اشك فى أن ألتقى هذه المرأة حتى و أن قصدنا الحفلات نفسها. كما أننى بقيت بعيداً عنها وعن عائلتها لسنوات....ولا أظن أنى سأسارع لإلقاء التحية عليها لأننا اكتشفنا أن ثمة قرابة بيننا.
ـ آمل ألا تفعل . خاصة بعد ما فعله والدها فى تلك المناقصة.
وخطر لـ جايك أن هذه نقطة سوداء جديدة فى سجل خوان ألكولار , فيما هو يراقب مرسيدس ألكولار رغماً عنه.
إنها ملفتة للنظر ملفتة للغاية وهذه هى المشكلة . فهى طويلة القامة ونحيفة وممشوقة....تحت ثوبها الحمر والأسود بدت بشرتها الزيتونية اللون ناعمة ومخملية وقد زاد من جمال وجهها البيضاوى الشكل عينان بنيتان لوزيتان تزينهما أهداب طويلة أما فمها فممتلئ بالكاد يحتاج لمسة أحمر شفاه لتضفى عليها لوناً أغنى . كان شعرها الأسود الحريرى معقوداً بأناقة كاشفاً عن عنق طويل أنيق . ولم تضع أى مجوهرات باستثناء منتديات ليلاس القرطين الفضيين الطويلين المتدليين من أذنيها الجميلتين.
لكن ما لفت انتباهه هو الطريقة التى تتحرك فيها.....كانت رشيقة و متكلفة , تمشى بأناقة هرة.
لا يمكن لومها بالطبع على طريقة تصرف والدها سواء فى الماضى أو مؤخراً حين شارك خوان ألكولار فى مناقصة حامية للاستيلاء على شركة كان جايك يرغب فى الحصول عليها ما جعل شركة تافرنر للإتصالات تمر بسنوات صعبة . مرت الشركة بأزمة مالية وكادت تفقد الكثير من الأموال ما أضطر جايك للاستغناء رغماً عنه عن بعض الموظفين.
ولم يكترث خوان ألكولار البتة.
ـ لا......
همس جايك بهذه الكلمة لنفسه.
ـ لا , لست مهمتاً.

الإنتقام الأخير - روايات احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن