7 / ما من خطأ

7.9K 111 3
                                    


أدركت مرسيدس أنها فى ورطة ما إن وطأت قدماها أرض الحديقة .
فى الواقع ما كان لها أن تدعى مغازلة ميغيل . كانت تعلم أنها ما فعلت ذلك إلا لتهرب من أى مواجهة مع جايك تافرنر . لكن ما كادت تخرج إلى الحديقة مع ميغيل حتى بدأت تتساءل عما إذا أساءت التصرف . فقد كان العرق ينضح من بشرته فيما بدت عيناه لامعتين أكثر مما كانتا عليه يوماً .
وتلآن هاهى يدا ميغيل تحاولان شدها إليه لتقرباها منه بشكل أكثر حميمية. ومهما حاولت ان تقاوم و أن تحاول التحرر من تنيك اليدين اللتين تشبثتا بها بالكاد تمكنت من مواجهة قوة تصميمه.
ــ أنت لى , كلك لى,لأفعل بك ما......
كان صوته جافاً وأجش وعيناه لامعتين وأنفاسه حارة و ثقيلة على خدها.
لا !
تردد الرفض و الصد عالياً فى رأسها بحيث أنها لم تدرك لثانية أو أثنتين أنه تم التعبير عنه بصوت عالٍ....إنما بصوت مختلف كلياً عن صوتها
ــ لا , تباً لك! مستحيل! دعها وشأنها !
و فى اللحظة التالية رأت هيئة عريضة قوية تظهر من خلفها. يدان قويتان أنقضتا على ذراعى ميغيل لتمسك بهما أصابع طويلة . أبعد ميغيل عنها وقذفه نحو الحائط فيما أختلطت
صرخة الغضب التى صدرت عنه بصرخة الخوف الغريزية التى مزقت حنجرتها.
ــ ولِمَ علىّ ان افعل ما تريده؟
فرد عليه الرجل الطويل الغاضب الذى ظهر فجأة:"لأنها لى ! لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"
ــ ماذا؟
وفيما تمكنت مرسيدس من النطق بهذه الكلمة اليتيمة أمسكت بها يدان قويتان و قربتاها من صدر عريض و قوى العضلات. وفى هذه اللحظة نفسها أدركت أن صرختها سُمعت بوضوح فى المنزل , إذ ساد صمت مفاجئ تلته جلبة اصوات وحركة وتعالى صوت خطى على الدرجات وعلى الحصى . خطى سريعة تتجه نحوهم.
ــ لا , يا إلهى !
وهبط قلب مرسيدس . أملها فى حل المسألة بهدوء و من دون مشاكل تلاشى فى لحظة.
ــ بلى
سماع هذا الصوت المألوف جعل شعورها يتحول من سئ إلى أسوأ وخرجت من بين شفتيها غمغمة يائسة بعد أن رأت الشخص الذى تدخل لمساعدتها.
ــ أنت !
رمقها جايك تافرنر بنظرة سريعة فالتمعت عيناه بشكل مخيف فى ضوء القمر .
رد عليها بإيجاز :"أنا , ومن غيرى؟"
ــ مرسيدس؟
كان ميغيل غاضباً جداً وهويردف :"من.......؟"
لكن مرسيدس تجاهلت سؤاله وهى تحدق إلى جايك بحنق وغيظ
ــ ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
فرد جايك:"يمكننى أن أطرح السؤال نفسه. ماذا تظنين نفسك فاعلة بحق الجحيم؟"
ــ كنت....لا علاقة لك بما أفعله مهما كان!
ــ أحقاً؟
ــ لا. لا علاقة لك بذلك أبداًَ !
وضربت قدمها بالأرض رغبة منها فى التعبير بشكل فعال و عملى عن الغضب الذى يغلى فى داخلها. امتزج الغضب بإحساس مريع بالإهانة وبلمسة من اليأس بعد أن أدركت مرة أخرى أنها أوقعت نفسها فى ورطة حقيقية لا سيما مع وجود جايك تافرنر
ــ كيف تجرؤ على التدخل....؟
قاطعها جايك بإزدراء و إدانة :"ماذا ؟ أردتنى أن أتركك هنا؟ معه؟"
حركة رأسه باتجاه ميغيل المربك و المحبط عكست كل الازدراء الذى يشعر به.
ــ هل هذا من قلت إنى لست من مستواه؟
ــ قلت لك....
وارتجفت الكلمات على شفتيها حين أدركت فجأة ما قاله عندما انقض عليهما.
ــ أنت....أنا.....ماذا....كيف تجرؤ؟
ذكرى الكلمات التى تلفظ بها قضت على أى أمل لديها فى التحدث بشكل مترابط
"لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"
تحداها بعنف :"كيف أجرؤ علاما؟"
ــ أن تقول إنى.....امرأتك! لست....كيف تجرؤ؟
وعادت تكرر هذه الجملة بشكل فارغ.
رد جايك باندفاع متشنج:"بل أتجرأ فثمة أمور لا تزال عالقة بيننا....."
ــ ما من شئ بيننا ! لا شئ !

الإنتقام الأخير - روايات احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن