2 / من تظن نفسك

12.2K 134 4
                                    


قال جايك لنفسه أنه سيبقى بعيداً وعلى الفور .
مرسيدس ألكولار تعنى المشاكل بكل للكلمة من معنى.
لو لم يكن يعرف ذلك من مجرد انتمائها إلى الأسرة التى تكرهها أمها وإلى الأب الذى يدعى أنه هدم حياة أختها وحياتها هى أيضاً....فمجرد نظرة"من تحسب نفسك؟" أوضحت له الأمور من دون أن تنطق بأى كلمة.
إنها تجسد المشاكل وهو لا ينوى إثارة وكر الدبابير بالتعرف إليها أكثر . لكنه عجز و لسبب ما عن الألتزام بهذا القرار.
نظرة واحدة إليها جعلتها تتغلغل فى فكره وتشغله . فقد انطبعت صورتها فى عقله ولم يتمكن من التحرر منها كما لم يتمكن من محوها من أفكاره أو الالتهاء بأى شئ آخر. وقد حاول ذلك .
حاول ان يغازل بعض النساء وقد سنحت له فرصة عدة ليتحدث إلى بعض أجمل النساء فى العالم وبدا أن معظمهن سعيدات بأن يلفتن انتباهه لأطول مدة ممكنة.
لكن جاذبيتهن كانت تذبل بسرعة ملفتة وقد لاحظ و هو يتحدث إليهن أنه لا يرى وجوههن بل ملامح مرسيدس ألكولار الناعمة وعينيها الكبيرتين الداكنتين .
إلا انه قال فى سره إنه لن يفعل أى شئ فى هذا الخصوص . وهو لن يعود إلى القاعة الرئيسية حيث لا تزال تتسكع مع صديقتها . لا فهو ليس غبياً إلى هذا الحد.
وظن أنه أقنع نفسه وبقى مقتنعاً بهذا حتى اللحظة التى وجد فيها نفسه وسط الغرفة المكتظة يبحث بين الضيوف عن وجه محدد. وعندما عثر عليه شعر وكانه عاد إلى موطنه.
ـ إذن فقد رأيت زائرتنا الاسبانية الصغيرة.
ألقى بهذه الملاحظة الرجل الذى كان يتحدث إليه رجل لم يعد يتذكر اسمه فيما كانت عيناه تتأملان الجسد الرشيق والشعر اللامع.....وحدها أجمل النساء وصاحبة الملامح الرائعة يمكن أن تسرح شعرها بهذه الطريقة البسيطة حيث شدته إلى الخلف وشبكته كاشفة عن وجهها كلياً . بدت هذه التسريحة مذهلة على مرسيدس ألكولار لن رغبة ملحة فى فك شعرها وتركه ينسدل على كتفيها تملكته منتديات ليلاس وعذبته.
ـ إنها فاتنة , اليس كذلك؟
افترض انه رد بالإيجاب.....أو لعله اكتفى بإصدار صوت غير واضح يمكن للرجل الآخر أن يعتبره موافقة إذا شاء ذلك. لكنه لا يعرف فعلاً كما انه لا يكترث فمن دون أن يدرك أتخذ قراراً , بدأ يتحرك فجأة شاقاً طريقه فى الغرفة متحركاً بين الجموع غريزياً لأنه لم يكن ينظر إلى مكان آخر سوى ذاك الوجه.
رأته قادماً نحوها .
رفعت رأسها وركزت عينيها الداكنتان الكبيراتان على وجهه فيما راحت تراقبه وهو يتوجه نحوها . وأنقبضت حنجرته وهو يتوقع أن يرى ذاك التغيير يعلو وجهها مجدداً. توقع أن يرى ملامحها تجمد وذقنها يرتفع.....
لكن هذذ لم يحصل ولم تتغير تعابير وجهها بتاتاً
اكتفت وحسب بمراقبته...ببعض الحذر وبعينين مغشيتين قليلاً لكنها لم تجمده بنظراتها ولم يعرف ما إذا كان عليه أن يشعر بالارتياح أم بالندم.
شعر بلارتياح لأنهل لم تستدير وترحل و لأنهل لم ترفض التحدث إليه أو تتجاهله على الفور . وشعر بالندم لأنه لن يستطيع التراجع بعد الآن لقد أنطلقت سلسة من الأحداث وستأخذ الأمور مجرها مهما حدث. لم يهتم ما إذا جنت والدته...أو باقى أفراد أسرته . كما لم يأبه برأى أفراد أسرة ألكولار .
عليه ان يتعرف إلى هذه المرأة و إلا سيجن.

الإنتقام الأخير - روايات احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن