5 / هل التقينا من قبل؟

8.7K 108 2
                                    


بالنسبة إلى يوم بدأ بشكل جيد وسعيد تحول زواج شقيقها إلى حدث مزعج و ملابك هذا ما حدثت به مرسيدس نفسها وهى تحاول مجدداً أن تشق طريقها عبر القاعة الأنيقة و الكبيرة حيث يقام حفل الزفاف من دون أن يلاحظها شخص معين .
آخر رجل على الأرض توقعت أن تراه فى هذا الحدث الخاص .
آخر رجل على الأرض أرادت أن تراه فى أى مكان وفى أى وقت .
وعندما ظنت أنها بدأت تضع ذكرى تلك الأحداث فى لندن خلف ظهرها .
لقد تسلت وهى تساعد عروس شقيقتها على الاستعداد للعرس ولم تتركها إلا فى آخر دقيقة بعد ان أصرت استريللا على ألا يرى أحد , أى أحد ثوبها حتى تصل إلى الكنيسة.
أثار الثوب ضجة سواء فى الكنيسة أو خارجها فالكل تحدث عنه ولم يكفوا عن ذلك . لكن مرسيدس كانت فى حالة تمنعها من الاهتمام بما يدور من حولها بعد ان غرق عقلها فى حالة من الارتياع حين أدركت أن جايك تافرنر بين المدعوين إلى الزفاف . رؤيته كانت أشبه بسهم يصوب إلى قلبها فيشق طريقه عبر اللحم الحساس ويفتح باب الذكريات المذلة التى لم تشأ أن تستعيدها .
ـ لِمَ كل هذا الاهتمام بالرجل الانكليزى يا أختى العزيزة؟
صوت شقيقها أليكس قاطع أفكارها غير السعيدة فيما ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه البيضاء فى وجهه الأسمر .
ــ لا تقولى إنك......
ــ لا!
صرخت مرسيدس بذلك قبل أن يتمكن اليكس من طرح السؤال عما إذا كانت مهتمة بالرجل الانكليزى....كرجل.
لكن السؤال جعلها تدرك كيف وقفت تحدق إليه من مكانها الآمن خلف العمود الكبير فى جانب قاعة الرقص المزدحمة. وشعرت مجدداً بذلك الذعر الغامر الذى اكتسحها ما إن وصلت إلى الكنيسة ورأت تافرنر لأول مرة
كان يقف فى باحة الكنيسة يتحدث إلى رامون ويضحك لشئ ما قاله شقيقها . كان رأسه الداكن الشعر مرتداً إلى الخلف وعيناه شبه مغمضتين وشعره البنى الداكن يلمع تحت ضوء شمس بعد الظهر الدافئة .
وأردفت بنعومة أكثر بعد أن أدركت أن حدة نبرتها وسرعة ردها من شأنهما أن يفضحا الكثير:" لا , بالطبع لا"
لم تشأ أن تعرف حقيقة مشاعرها كما لم تشأ أن يعرفها شقيقها العزيز أقرب أولاد خوان ألكولار إليها من حيث السن.
ــ أنا.....فى الواقع كنت أتساءل عن هوايته فهو يبدو عنصراً نافراً....انكليزى فى زواج أسرة اسبانيا . لم......أتوقع ذلك.
هذه هى الحقيقة فعلاً . لو قدر لها أن تختار شخصاً لا ترغب فى رؤيته....شخصاً صلت لئلا تصادفه مرة أخرى فى حياتها فكيف بالظهور هنا فى أهم حدث اجتماعى لهذا العام فى حدث عائلى خاص جداً وسعيداً جداً.....لخطر اسم جايك تافرنر فى بالها قبل أى أسم آخر . لكنها ما ظنت أبداً أو حتى حلمت أنه قد يظهر مجدداً فى عالمها خاصة هنا والآن , على بعد مئات الأميال وبعد أسابيع عدة من مكان و زمان لقائهما الأول .
لقد حاولت زهرة منسية مراراً وتكراراً أن تطرده من ذهنها لكن من دون أن تنجح فى ذلك ذكراه رافقت أيامها كالظل ولازمت لياليها ولم تستطيع أن تطرده من أفكارها مهما حاولت ذلك 

الإنتقام الأخير - روايات احلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن