Athena's POV :
" هذه ، أريد تلك الزهرة هناك "
أشرت للبائع لكل زهرة رغبت بها ، و اخترت كل واحدة من زهور ليسيانثوس بعناية ، أمي أحبت هذه الزهرة كثيرا و كانت تزرعها بحديقة بيتنا بمختلف الألوان لكن المفضلة لديها كانت الزهور البيضاء ذات الأطراف البنفسجية ، حملت الباقة بين يداي و تفحصتها من كل زاوية لأتأكد منها جيدا ثم ابتسمت بحزن ، فعلا أمي ستحبه
" خمس و ستون دولارا "
" ماذا ؟ سيدي هذه ليست أكثر من خمس و ثلاثين "
" في وقتها لكننا في الشتاء و هذه الزهور تتطلب عناية خاصة "
وضعت الباقة على الطاولة و مددت يدي لحقيبتي لكن يد وضعت مائة دولار على الطاولة و رفعت الباقة نظرت بجانبي لأجد هاري بالفعل يشير للباب كي نغادر
" احتفظ بالباقي ، هيا بسرعة علينا أن نغادر قبل منتصف النهار "
أخذت باقة الأزهار من بين يديه و تبعته للخارج ، الهواء البارد ضرب وجهي جاعلا بشرتي تزداد بياضا و الحمرة على أنفي تزداد انتشارا ، الجو لازال غائما و الشوارع في هذه البلدة الصغيرة تبدو خالية عدا قلة من الناس هنا و هناك ، أسرعت الخطى محاولة مواكبة خطى هاري الطويلة ، سرنا على طول الشارع متجهين نحو المقبرة ، الساعة تشير إلى أنها العاشرة و ثلاث دقائق و هو الوقت المناسب لفتح مبنى صناديق الحفظ .
عند وقوفنا أمام المقبرة بدى المشهد و كأنه يعيد نفسه من الأمس ، سرنا بين القبور حتى وصلنا أمام قبرها ، نظرت نحو الشاهد المتسخ ، بعض الأعشاب نمت حوله و التراب يغطي بعض الأحرف ، هناك شق صغير على يمينه ، جاعلا إياه يبدو و كأنه قد مرت عقود من الزمن منذ إقامته و هي لم تمر سوى ست سنوات .
أخذت نفسا عميقا و انحنيت على ركبتاي اقتلعت الأعشاب بيداي و مسحت الأتربة من عليه ثم نظرت نحو الأحرف أتلمسها بأصابعي
" سيرانتي بايتون"
"05 / 03 / 1970 __ 18 / 04 / 2012 "
" ابنة و زوجة و أم محبة ، لترقد بسلام "
عضضت على شفتي السفلى أنظر قليلا نحو تلك الكلمات بهدوء ، وضعت باقة الأزهار على القبر ثم ابتسمت بحزن
" مرحبا أمي ... تفاجأتي هاه؟ آسفة لعدم زيارتك مسبقا .. أنا .. أنا ... لا أظن أن أي شيء سأقوله سيكون عذرا مقبولا "
صمتت لوهلة أحاول أن أستجمع كل ما أردت قوله عبر كل السنوات الماضية
" لقد تخرجت من الثانوية ..لا بدّ أنك تعلمين هذا بالطبع ، أنا بخير ، لقد كبرت جيدا و بصحة ممتازة أيضا .. أتمنى أن تكون الزهور أعجبتك ، المفضلة لديك صحيح ؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/159811666-288-k227749.jpg)
أنت تقرأ
Lost Memories
Fanfictionعندما تتشابك خيوط القدر يخلق مسار جديد ، في عالم كالعالم الذي أعيشه ، إن أصغر قرار تتخذه يمكن أن يحدد مصيرك ، إما تحيا أو تموت . على الرغم من كل ما مررت به في حياتي ، لم أتصور يوما أني سأجد نفسي أقفز من مروحية تأكلها النيران على ارتفاع ألفي متر "...