invisible

4/ الإفلات

" أتصل بي معلمك وأخبرني أنه يريدك أن تشرحي النظريات الفيزيائية في المحاضرة السنوية للمعلمين "

ولايمكن أن يكون يومي اسوء بعد أن سمعت هذا ، دائمًا مايطلب مني فعل أمر في تلك المحاضرة فالعام الفائت طلب مني تقديم تجربة علمية والذي يسبقه طلب مني القاء خطاب عن تعليم الطلاب ودور المعلم المهم في حياتنا ، ومايجعلني اكره هذا الحدث جدا
هو أنه لايمكنني رفض طلب المعلم والأمر الاخر أنه لايطلب من شخص غيري ، ناهيك عن كثرة المعلمين التي تحضر ،"المعلمين" بالأخص ذكورًا .

لكن الجانب الجيد ان لدي خطة للإفلات من المحاضرة ، لكن لا اعلم ماذا ستكون العواقب ، أولها عقاب قرايسن قطعًا لأنني من المستحيل أن اتأنق في وضع حرج كهذا .

بمَ أن حصة الرياضة هي الأولى خطتي تقتضي اولا: بعدم تناول اي شيء طوال اليوم حتى الحصة الأولى غدًا ، ثانيًا: علي ان افعل اي شيء لأعاقب عليه واحصل على عقاب عشرين دورة فاكثر ، اخيرا لابد أن أفقد الوعي قبل أن اتم الدورة الخامسة نتيجة هبوط الجلوكوز في الدم وهنا أفلت من المحاضرة .

ولنأمل أن تمر الخطة بسلام دون ان اتعرض لسكتة قلبية او عقاب قوي .

لكن هناك مشكلة اخرى وهي كيف سأحصل على العقاب ؟ ، يمكنني شتم المعلم لكن لا أظن انني سأحصل على مئتي دورة بل على زيارة لمكتب المدير ، تقبيل احد الطلاب لكن بالطبع القيام بهذا مستحيل وخاصة من شخص متحفظ مثلي ، او افتعال مشكلة مع احدى الطالبات لكنني لست بمزاج جيد لافتعال المشاكل ولا احب افتعالها من الاساس .

طريقة حصولي على العقاب كانت تشغل بالي منذ وصولي للمدرسة حتى ارتداء ملابس الرياضة استعدادًا للحصة ، لابد أن احصل على عقاب لكن دون ان اقوم بعمل سيء يضرني على المدى البعيد او يضر سمعتي .

" سيد مارك ...كنت اتسائل مالمهم في حصة الرياضة؟ اعني جميع التمارين التي تجبرنا على القيام بها عديمة الفائدة ، هلى انت سعيد بتلقي راتبك دون ان تفيد الطلاب او تهتم بمصلحتهم ، اعني فكر قليلا لو ..... "

"ثلاثين دورة باركر والآن "

حصلت على العقاب لكن لن يقف حظي دائمًا معي حيث فريق الكرة سيبدأ بتمريناته الصباحية قريبًا ، اتمنى ان يعمل الأنسولين سريعًا .

بدأت الركض سريعًا تحت انظار المعلم ، لحسن الحظ لازال فريق الكرة يقوم بالإحماء ولوهلة لحظت قرايسن معهم ، ألم يطرد من الفريق ؟ ، ايضا انا لا اريد منه رؤيتي ابدًا .

لا اعلم كم دورة أنهيت لكن حتمًا بدأت اشعر بالإنهاك ، وبدأت اشعر بالغثيان كذلك ، وهذا مؤشر جيد على نجاح خطتي .

توقفت للحظة لألتقط انفاسي ، رأيت وفد لاعبي الكرة يتجه نحو المضمار وقرايسن من ضمنهم ويبدو أنه رآني حيث بدأ السير باتجاهي ، التفت مئة وثمانين درجة ، ثم بدأت الركض هربًا منه لكن لم اكمل عدة ثوان حتى شعرت بنفسي اهوي ارضًا ، شكرا للأنسولين لإنقاذي .