P - 2

2.2K 132 42
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

...

اخذت ابني لسريرهُ قبل بضع ليالي وحاولت تجاهل تلك النظرة الفارغة التي حدقها بوجهي، أطفأت النور وذهبت الى سريري، هذا هو روتيني الطبيعي، مايقارب الساعة الثالثه صباحاً استيقظت، انا لا اعرف لماذا استيقظت في مثل هذا الوقت، انا لدي عادة بأن انام الليل كله - كالطفل، انا سعيد حقاً لأستيقاظي بهذا الوقت بسبب ماوجدته .. حسناً .. مسرور ليس بالمعنى الصحيح، هناك، اربع أقدام، تزحف على سريري، لم تكن الا لأبني !، كيف لهذا ان يبدوا معقولاً ! نظرت بسرعة لسريرهُ.

انهُ كما تركته ! لم تكن هنالك اي طريقة للخروج من سريرة بالزحف برضيع بنفس سنه _بسبب العواميد الطويله على السرير _، انه بالتأكيد سيضرب الارض بجسده ويؤذي نفسه و يخرج صوت مرتفع، لذا كيف بالضبط خرج من سريرة و صعد لسريري ؟ كيف ؟!

وضعت ابني بسريره وحاولت أن اعود للنوم، وجدت ان هذه المهمه مستحيله ولم اكن استطع ابعاد صورة ابني عن رأسي، عندما كان يزحف على السريري، كان يزحف بأتجاهي، ليس هذا فقط، لكنه كان لايزال يحدق بوجهي بتلك النظرة الفارغة، حتى انه لم يرمش.

ولا لمرة واحدة، لماذا كان يزحف بأتجاهي ؟ ماذا كان سيفعل ان وصل لي ؟ كانت الاسئله تدور بعقلي، كان الامر مخيفاً جدا لدرجة عدم مقدرتي ببساطة ان انام، ظللت جالساً طوال الليل ومحدقاً بسرير ابني، الارهاق قد سيطر علي، بعد فترة وجيزة من شروق الشمس على الافق، قد نمت.

نمت لساعات قليلة ولكنها جيدة قبل ان استيقظ، وبعد فرك عيني عدة مرات نظرت للسرير، ادركت شيئاً ، ابني لم يكن موجود فيه !، قفزت بسرعة لسريرهُ لأتحقق، حركت بطانيته وابعدتها، لأجده انه بالفعل فارغ !، لقد ذهب، نظرت لسريري لكنه ايضاً ليس هناك، قلبت الشقه رأساً على عقب بحثاً عنه.

تحققت من كل غرفة ومن كل زاوية صغيرة وكبيرة حتى أجدهُ ولكن دون جدوة، وعندما كنت ابحث عنه، كانت هنالك عقدة كبيرة بمعدتي، لم يكن بوسعي معرفة ما أذ كنت قلقاً على أبني .. او خائفاً منه، ربما كان القليل من كلاهما.

أنتهيت من التجول بشقتي وكنت عائداً لغرفتي لألتقاط انفاسي لكن...

ما رأيته كان بعيداً حقاً عن الواقع مجدداً، كانَ هناك، مسلتقي على السرير، لقد كان ابني !، باكبر قدر من الهدوء، مشيت نحو السرير لاتحقق مما ارى، وحدقت بوجهه فقط، انه بالطبع يحدق بوجهي كعادتهُ ايضاً بتلك النظرة المخيفة، ادركت اني فعلاً خائفاً من هذا الطفل الرضيع، نظرت اليه لبضع لحظات قبل ان اتحدث إليه "ما أنت ؟"
اتسعت عيناه عندما استمع لي وانا اتحدث، لم اكن على يقين، لمجرد جزء من الثانيه ، ابني قد ابتسم بوجهي.

#midnight.story
#قصص_ميدنايت

...
..
.
يَـتبع

هنالك شيء خاطئ مع ابني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن