طـويلة ورشيقة بـشعر أسـود قصـير, أنـف وفم صـغيران, أعيـن بـنية بريقها يطفئ لمعان الـنجوم, يقـال أن الـشامة والـغمازة من علامات الـجمال فماذا نقـول عن من تمتلك غمازة بخد وشامة بالأخر, ماذا نقـول عـن مـن يحمر وجهها في الـمواقف الـمحرجة, لـنتوقف عـن الـتغزل ببـطلة هـذه الـقصة " شيـماء الـحمري "
كـلامي أخذكـم بالتأكيد إلى انسـانة رقيقة مدللة أبيـها وحيـاتها بيـن مراكز الـتجميل ومحـال الـملابس, " شـيماء " أو الـمحققة " شـيماء " فقـدت عائلتها وهي بـعمر الـثمان سنوات بحادث سير, نُـقلت إلى بيت جـدها الـذي كـان متزوجاً بـعد وفاة جدتها, زوجـة جدهـا لـم تعرف الـرحمة فتـسلت بتعذيبها
بـعد عـشر أعوام توفيت الـزوجة وبـقي الـجد الـذي تـجاوز الـمحظور ليـغتصب المحرمة عليه حفيدته بـعد أن خدرها, اشتهرت الـقصة بـأرجاء مدينة " بنغازي " وأصـبحت " شـيماء " بـحالة نفسية سيئة, دخـلت مستشفى الأمراض الـنفسية لعامين وبـعدها لملمت أشتاتها وخـرجت
فـرحت بعـد خروجها بـخبر وفاة جـدها بـسبب الاكتئاب الـشديد وتأنيب الـضمير, اخـذت حصتها من الـورثة واشترت لـنفسها شـقة صـغيرة
لـم يسأل عنها قريب أو بـعيد وبـقيت لفترة تحـارب لوحدها حـتى من تـقدم لمساعدتها كان لـه مطمعه, ابتعدت عـن جنس أدم وثقتها بـهم انعدمت, دخـلت الـجامعة " قانون " وأيضاً بالـجامعة أصدقائها معدودون على الأصابع, بـعد حفـل الـتخرج....
- كلـهم كلـهم أتوا أهاليهم وأصدقائهم ليحتفلوا مـعهم إلا أنا ! أبـي أمي اشتقتُ لـكم
انهارت على سريرها باكية, شـعرت بالـغربة فالحياة دون أحباب غـربة في تـلك اللحظة ضوضاء الـتلفاز الـصغير بغرفتها لفتت انتباهها
ذلك الإعلان غير حياتها بـشكل كـامل
" أعلنت إدارة الـشرطة بمـدينة بنغازي بـدأ الـتسجيل للإناث اللواتي يردن الالتحاق "
أشارت " شيماء " نحو التلفاز قائلة
- هذا هـو, هذا ما سيشغل وقتي وحيـاتي
الـتحقت بأكاديمية الـشرطة وبـفضل افادتها الـجامعية بـعد التدريب أصـبحت " شيـماء " شرطية برتبة ضـابط بـعمر الـ 27 عـام
رحـلتها بـدأت مـن عـمر الثلاثين بـعد اجتهادها في الـعمل وذكائها الـملحوظ تـم تعيين " شـيماء " محـققة بالـقضايا الـشائكة
اتـصال لـمكتب " شيماء ", أجابت
- ألـو
- محـققة " شيماء " ؟
- نـعم ؟
- أنا الـضابط " أحمد الـمهدوي " لـدينا مـهمة لا يـمكننا الاعتماد على غيرك بـها
- أي نوع من المهام ؟
- مـهمة تـحتاج لذكائك, نـتمنى أن لا ترفضي
- قـل يا " أحمد " ما هي ؟
- هـناك امرأة تـقطن بـحي " بوزغيبة " تدور الـشائعات حولها أنها ساحرة ودمـرت العديد من الـبيوت بأفعالها الـشيطانية ونحن لا نريد الـمجازفة بالدخول عليها فلـو لم نجد دليل ملموس فسنصبح بـموقف حرج
- لماذا لا تسألوا أبناء شارعها عـنها ؟ وإن أثبتوا شكوكم حينها تستطيعون الـدخول إلى منزلها
- قـمنا بذلك لـكن أبناء شارعها أخبرونا أنها امرأة مسـنة لا علاقة لها بالـسحر وكل ما قيل اشاعات
- إذا الـقضية حلت
- لا يا " شيـماء " فما وصلنا من معلومات أنها
- تـدفع المال لأبناء الـحي للكتمان ؟
- بالـضبط الآن فـهمتي يا " شـيماء "
- وما المـطلوب مني تحديداً ؟
- أن تذهـبي لمنزلها وتجـربيها
- لـكن هذا ليس عـملي يا حضرة الـضابط
- أعـرف لـكن أنتِ الامرأة الوحيدة الـكفء لـهذه الـمهمة
- بـل قـل أن الأخريات خائفات مـن أن شعوذة الـساحرة
- في الـواقع نـعم
- على أي حـال تبـدو كتـجربة جديدة, مـوافقة
- أرجوك يا " شيماء " وافـ..., أٌقـلتي موافقة ؟
- نـعم, متى سنـنفذ الـمهمة
- غـداً ظهراً
أنت تقرأ
زوجي من الجن - رواية جديدة
Horrorهـذه الـرواية تختلف عن الـرواية الـسابقة وأنا نفـسه كاتب الـرواياتين سـنتطرق في أحـداث الرواية إلى أمور غـامضة ومخيفة بـعضها ألـغاز لم تحل وبـعضها مـن الـمخيلة, رحـلة شيقـة تـابعوها