الجزء الثالث عشر

5.3K 202 15
                                    


اعتراف " زهير " بـحبه لـ " شيماء " وضعهما بـموقف شـديد الاحراج فـلم تستطع " شيماء " الإجابة واختارت في الـمقابل تغـيير الـموضوع

صـباح يـوم جديد, فـتحت " شيماء " أعـينها لـتجد أمامها مائـدة الإفطار من ما لذ وطاب, صـرخت

- " زهير " هذه ليست من عاداتك ؟

دخـل عليها " زهـير " بأطباق الـطعام وابتسـامة عريضة قائلاً

- يـجب أن تـملئي معدتك جيداً أمامنا رحـلة طويلة

- أحقاً تجيد عـمل الإفطار ؟

- تـناوليه وأحكمي بنفسك

أكـلت " شيماء " لـتذهل حقاً مـن المذاق, تـأكل بشراهة بينما يـنظر إليها " زهير " مبتسماً, قـالت

- عليك أن تتذوق

- حين أصبح إنسي سأكل كل ما أريد

بـعد أن حمـدت الله وشبعت وقفت " شيماء " لـتعد نفسها وتـنطلق في رحلتها إلـى مدينة " درنة " حيـث يوجد والد " زهير "

ذهبت إلى مقر وزارة الـداخلية لتستلم تعريفها الـجديد الذي يوضح أنها محققة في وزارة الداخلية, عصراً غادرت لرحلتها

بعد ثلاث سـاعات بالـطريق غربت الـشمس وتبقى الـقليل للوصول إلى " درنة ", سـأل " زهير "

- كيـف مات والداك يا " شيماء " ؟

- حـادث سـير, خرجت سيارة أبي عـن الـمسار واصطدمت بـشاحنة

- وكـيف كانت طفـولتك ؟

- سيئة, سيئة جداً

- أسـف لسماع ذلك

- لا عليك, تـذكر بـعد أن ننتهي مـن الـمهمة ونجد والدك وتصـبح انسـي هناك حساب سنصفيه

- حسـاب ؟ حساب ماذا ؟

- أتعابي

ضاحكاً قـال

- أنت تعشقيـن الـمال يا فتاة

- أتـعرف بحياتي تـعلمتُ شيئاً إن لـم يكن بـجيبك نقود فأنت لا شيء ولا قيمة لك,أنا لـم أجد غيره في حياتي فلا تستغرب حين تراني أعمل يميناً ويساراً لأحصل على الـمال

شـعر " زهير " بـحزن " شـيماء " ولـزم الـصمت, في لـحظة ضـغطت " شيماء " الـفرامل بقوة في محاولة لإيقاف الـسيارة, خرجت سيارتها عـن الـمسار ولـحسن الـحظ أن الـطريق كانت خاوية

سأل " زهير " في رعب

- لماذا أوقفتِ الـسيارة ؟

- رأيت طفلة واقفة أمامي

التفتت " شيماء " نحو الـطريق لـتجد الـطفلة لا تزال واقفة, أرادت الـنزول لـتبعدها عـن الـطريق فـقال " زهير "

- هـذا قـرين إنسية وليس حقيقة

- تباً لـقد أفزعني

تـوجه " زهير " إلى قـرين الـفتاة الـميتة وسأله

- لماذا تقـفُ في الـطريق هكذا, أنت تفزع الـمارة

أجاب بـصوت شديدة الـخشونة لا يليق بـطفلة

- أنا هنا لأنتـقم

- تـنتقم ؟

- مـنذ أكثر مـن عشر أعوام توفيت مـن سكنتُ جسـدها, طفلة جميلة كـانت تسكنُ هنا بيتها مجاور للطريق, رأت بالـشارع كلباً فخرجت من الـمنزل دون أن ينتبه أحد, ركضت وراء الـكلب الذي قـطع الـطريق بأعجوبة أما هـي فـلم تكن محظوظة لتصدمها سيارة مسرعة, الأمر قـضاء وقـدر ولم أكن لأغضب لولا أن الـذي صدمها استغل الـطريق الخالية وترك جثة الـطفلة مرمية على الأرض ليفر هارباً

- ولـكن أنت هكذا تؤذي أناس أبرياء

- لـن أهتم فـالطفلة كانت انساناً بريئاً وقاتلها لـم يهتم لـها إطلاقاً

الـقرين بـعد أن أفزع " شيماء " قليلاً اخفى نفسـه وفـقط " زهير " استطاع رؤيته والحديث معه, بـعد نقاش بيـن القرين و " زهير " عاد " زهير " قائلاً

- اصعدي للسيارة ولنكمل طريقنا

صـعدت " شيماء " وأدارت الـمحرك, سئلت

- لماذا أخفى الـقرين نفسه ؟

- خشي أن يراه أحـد, لا يريد أن يفضح ويعـرف الـناس أن هناك جني بالـمنطقة, هـو يريد أن يفزع الـناس انتقاماً لمن كان يسكن جسدها

- ألـم تقنعه بالـتوقف ؟

- حـاولت وفشلت

- ظننتك أٌقنعته

- لا لـم أستطع إقناعه لـكنه وعدني أن يـخفف مشاغابته

- جيد, أعتقد ذلك, صحيح أين قريني ؟

- الـقرين لا يظهر إلا بـعد موتك

وصـلوا إلـى مدينة " درنة " أخيراً والليل قـد حل, وزارة الـداخلية أعطتها مفاتيح شـقة بـ " درنة ", دخلت الـعمارة ليلاً وأنظار سكـان العمارة عليها ففتاة جميلة أتت للعمارة ليلاً ولوحدها أمر مريب جداً جداً

حـاول " زهير " الـتحدث فـنطقت " شيماء "

- اخرس يا " زهير " أريد الـنوم وغداً نـبدأ رحلة الـبحث عن أبيك, أرجوك أتركني أنام

رمت نفسها على الـسرير الـمليء بالأتربة دون أن تهتم فالـنوم سيطر عليها

صـوت مرتفع يـنادي

- " شيماء " " شيماء " ساعديني

فتـحت " شيماء " أعينها لـتجد نفسها بـغرفة شديدة الـبيضاء, خرجت مـن الـغرفة تركض نـحو مصـدر الـصوت الذي يستنجد بـها, صـوت لـم يكن بـغريب, صوت تسمعه كـل يوم

ركضت من بين الـغرف البيضاء باحثة عن بوابة للـخروج من الـمكان الذي هي بـه, أخيراً خرجت لـيتصلب جسدها رعباً, ثلاث أطيـاف شديدة الـسواد ممسـكة بـ " زهير " وتجره, صـاحت " شيماء "

- " زهيـــــــر "

هرولت نـحو لكـن دون فائدة ففي لحظة اختفوا في الـعدم

قـفزت " شيماء " من سريرها واستيقظت مـن الحلم الـمرعب, ابتسمت قائلة

- الـحمد لله إنه مجرد كابوس

نـظرت إلى جانبها فـلم تجد " زهير " نادت

- " زهير ", " زهير ", " زهير "

ما حصل لـم يكن حلماً والـشياطين اختطفت " زهير ", أما دموع " شيماء " الـتي سقطت عـند اختفاء " زهير " تـدل على أن " شيماء "

- أنا أحبك يا " زهير " أرجوك ارجع لي

زوجي من الجن - رواية جديدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن