جـهزت صديقتنا " شيماء " نفـسها ظـهر الـيوم التالي وأدارت محرك سيارتها لتـذهب إلـى مـنزل الـمدعوة " الـحاجة خديجة "
طـرقت الـباب لتفتح " خـديجة " الـباب, عـجوز مقوسة الظهر يسندها عكازها, شـعرها يكسوه الـشيب بأنـف طويل وشـامة على الخد لـكن بـعيدة كل الـبعد عـن شامة الـجمال فـشامة " خديجة " تنبثق منها بعض الـشعيرات
مبـتسمة ألقـت " شيماء " الـتحية فـردت " خـديجة "
- لنـتحدث بالـداخل
دخـلتا وأول ما قـامت " شيـماء " بـه تشغيل هـاتفها على وضـع التـسجيل, جـلست لتـبدأ " خـديجة " الـحديث
- أخبريني يا بـنيتي ماذا تريدين؟
- سمعتُ أنكِ خـبيرة في أمـور الـسحر وما إلى ذلك
- سـحر ؟ لالالا أنا لسـتُ بساحرة
صُـدمت " شيماء " من رد " خديجة " فأكملت
- إذاً مـن أنتِ ؟
- لماذا أتيت إلى منزلي إن كنت لا تعرفين من أنا ؟
- أأأ لأنهم أخبروني أنك أمـلي الأخير
- أملك الأخير ؟ في ماذا ؟
- أنا عـجزتُ عـن الزواج
ضـحكت الـعجوز بـشدة وقـالت
- فتاة بجـمالك لا يجـب أن تـقول مثل هذا الـكلام
- هذه الـحقيقة يا سيدتي, أعـلم أنني جميلة ولـكن رغـم ذلك لـم يطرق أحد باب منزلي
- ما الـسبب ؟
- ربـما لأنه لا أحـد لي فأنا أعيش وحـيدة لا أهـل لي
- لـقيطة ؟
جـارت " شيماء " الـعجوز وأجابت
- نـعم أنا لقـيطة
- لا أعـرف كيف أستـطيع مساعدتك فـهذه الأمور لا خـبرة لي بـها
أحسـت " شيـماء " أن " خديجة " لا تـثق بـها فأخرجت من حقيبتها مبـلغ ثلاثمئة دينار ووضعته أمام " خديجة " وهي تترجاها بـطريقة دراماتيكية
- أرجوك يا سيدتي ساعديني ولـك ثلاث أضعـاف هذا الـمبلغ
بصدمة ردت " خديجة "
- وهذا الـمبلغ ؟
- اعتبريه هـدية, عربون, أي شيء
- حسـناً قـد أجـد لـك في الـكتب المباركة حـل
- كـتب مباركة ؟
- هـناك كتب وخلطات ستساعدك
- سـحر ؟
- لا فـلنقل استعانة بالـعالم الأخر
- أين هذه الـكتب والخلطات, حسـب ما رأت أعيني لا يـوجد شيء مميز بمنزلك
- لا تقـلقي, غـدا عـند غروب الـشمس تعالي ولـن تكوني إلا راضية لـكن أحضري معـك ألف دينار
- ألـف ؟ هذا كثـير
استمرت " شيماء " فالتمثيل حتى تبـعد شكوك " خديجة "
- لا لـيس كثير فنـحن سنعالج مشكلة عـدم الـزواج الـخاصة بـك
- إن كان الأمر سينجح في الـنهاية فلا مشـكلة سأضحي بالألف
- اذهـبي الآن
- أليس مفترضاً أن أحضر أشياءً مـعي خصلات شعر أو دم ؟
- لا داعـي فـنحن نريد معالجة مشكلة تخصك ولا تخص شخصاً أخروإن احتجنا لدمائك فالسكين جاهز
- هاه ؟
- مزاح المسنين لا عليك، اذهبي
غادرت " شـيماء " وتوجهت إلى مركز الشرطة لتبلغ الـضابط " أحمد " أن " خديجة " فعلاً ساحرة والـيوم المقبل ستذهب إليها وتلك فـرصة الـشرطة للدخول وإمساك " خديجة " مـتلبسة
نـوم " شيماء " متقطع كل تفكيرها بالـيوم الـتالي وما سيأتي من وراءه, مـرت الـساعات من الليل للصـباح حتى الـموعد المحدد
انطلقت لـمنزل " خديجة " وتتبعها سـيارة مدنية بـها عناصر الـشرطة متخفين, اتفقت معهم " شيماء " أنه بـعد أن تقوم بالاتصـال بـهم مباشرة يداهموا الـمنزل
طرقت " شيماء " الـباب ليفتح من تلقاء نفـسه وصـوت " خديجة " من الداخل ينادي
- أدخلي يا عزيزتي
ترجلت " شيماء " نحو " خـديجة " فـحركت العجوز يدها نحو " شيماء " مرددة
- أعـطني الـمال
- أليـس من الـمفترض أن تعطيني الـوصفة أولاً ؟
- لأكون واضحة مـعكِ يا عزيزتي, أخرجتُ الـكتاب الـمبارك بالأمس وجلستُ لأقرأه فأتتني مكالمة, مكالمة من أحد شباب الـشارع الذين أمرتهم بتتبعك وأخبرني أن سيارتك توقفت عـند مركز الـشرطة
- ماذا ؟
بـعد أن صُعقت " شيماء " مـن كلمات الـعجوز وكيف غابت عنها فكرة أن للساحرة صبية قد يلاحقوها
أُغلق الـباب ومن غـرف الـمنزل خرج شابان ليصوبوا بنادقهم نـحو " شيـماء " التي وقعت في موقف لا تُـحسد عليه, أصبحت تتمنى أن يدخل رفاقها لينقذوها من الـموقف الذي هي بـه
أنت تقرأ
زوجي من الجن - رواية جديدة
Horrorهـذه الـرواية تختلف عن الـرواية الـسابقة وأنا نفـسه كاتب الـرواياتين سـنتطرق في أحـداث الرواية إلى أمور غـامضة ومخيفة بـعضها ألـغاز لم تحل وبـعضها مـن الـمخيلة, رحـلة شيقـة تـابعوها