الجزء الثـاني

9.9K 250 21
                                    

جـهزت صديقتنا " شيماء " نفـسها ظـهر الـيوم التالي وأدارت محرك سيارتها لتـذهب إلـى مـنزل الـمدعوة " الـحاجة خديجة "

طـرقت الـباب لتفتح " خـديجة " الـباب, عـجوز مقوسة الظهر يسندها عكازها, شـعرها يكسوه الـشيب بأنـف طويل وشـامة على الخد لـكن بـعيدة كل الـبعد عـن شامة الـجمال فـشامة " خديجة " تنبثق منها بعض الـشعيرات

مبـتسمة ألقـت " شيماء " الـتحية فـردت " خـديجة "

- لنـتحدث بالـداخل

دخـلتا وأول ما قـامت " شيـماء " بـه تشغيل هـاتفها على وضـع التـسجيل, جـلست لتـبدأ " خـديجة " الـحديث

- أخبريني يا بـنيتي ماذا تريدين؟

- سمعتُ أنكِ خـبيرة في أمـور الـسحر وما إلى ذلك

- سـحر ؟ لالالا أنا لسـتُ بساحرة

صُـدمت " شيماء " من رد " خديجة " فأكملت

- إذاً مـن أنتِ ؟

- لماذا أتيت إلى منزلي إن كنت لا تعرفين من أنا ؟

- أأأ لأنهم أخبروني أنك أمـلي الأخير

- أملك الأخير ؟ في ماذا ؟

- أنا عـجزتُ عـن الزواج

ضـحكت الـعجوز بـشدة وقـالت

- فتاة بجـمالك لا يجـب أن تـقول مثل هذا الـكلام

- هذه الـحقيقة يا سيدتي, أعـلم أنني جميلة ولـكن رغـم ذلك لـم يطرق أحد باب منزلي

- ما الـسبب ؟

- ربـما لأنه لا أحـد لي فأنا أعيش وحـيدة لا أهـل لي

- لـقيطة ؟

جـارت " شيماء " الـعجوز وأجابت

- نـعم أنا لقـيطة

- لا أعـرف كيف أستـطيع مساعدتك فـهذه الأمور لا خـبرة لي بـها

أحسـت " شيـماء " أن " خديجة " لا تـثق بـها فأخرجت من حقيبتها مبـلغ ثلاثمئة دينار ووضعته أمام " خديجة " وهي تترجاها بـطريقة دراماتيكية

- أرجوك يا سيدتي ساعديني ولـك ثلاث أضعـاف هذا الـمبلغ

بصدمة ردت " خديجة "

- وهذا الـمبلغ ؟

- اعتبريه هـدية, عربون, أي شيء

- حسـناً قـد أجـد لـك في الـكتب المباركة حـل

- كـتب مباركة ؟

- هـناك كتب وخلطات ستساعدك

- سـحر ؟

- لا فـلنقل استعانة بالـعالم الأخر

- أين هذه الـكتب والخلطات, حسـب ما رأت أعيني لا يـوجد شيء مميز بمنزلك

- لا تقـلقي, غـدا عـند غروب الـشمس تعالي ولـن تكوني إلا راضية لـكن أحضري معـك ألف دينار

- ألـف ؟ هذا كثـير

استمرت " شيماء " فالتمثيل حتى تبـعد شكوك " خديجة "

- لا لـيس كثير فنـحن سنعالج مشكلة عـدم الـزواج الـخاصة بـك

- إن كان الأمر سينجح في الـنهاية فلا مشـكلة سأضحي بالألف

- اذهـبي الآن

- أليس مفترضاً أن أحضر أشياءً مـعي خصلات شعر أو دم ؟

- لا داعـي فـنحن نريد معالجة مشكلة تخصك ولا تخص شخصاً أخروإن احتجنا لدمائك فالسكين جاهز

- هاه ؟

- مزاح المسنين لا عليك، اذهبي

غادرت " شـيماء " وتوجهت إلى مركز الشرطة لتبلغ الـضابط " أحمد " أن " خديجة " فعلاً ساحرة والـيوم المقبل ستذهب إليها وتلك فـرصة الـشرطة للدخول وإمساك " خديجة " مـتلبسة

نـوم " شيماء " متقطع كل تفكيرها بالـيوم الـتالي وما سيأتي من وراءه, مـرت الـساعات من الليل للصـباح حتى الـموعد المحدد

انطلقت لـمنزل " خديجة " وتتبعها سـيارة مدنية بـها عناصر الـشرطة متخفين, اتفقت معهم " شيماء " أنه بـعد أن تقوم بالاتصـال بـهم مباشرة يداهموا الـمنزل

طرقت " شيماء " الـباب ليفتح من تلقاء نفـسه وصـوت " خديجة " من الداخل ينادي

- أدخلي يا عزيزتي

ترجلت " شيماء " نحو " خـديجة " فـحركت العجوز يدها نحو " شيماء " مرددة

- أعـطني الـمال

- أليـس من الـمفترض أن تعطيني الـوصفة أولاً ؟

- لأكون واضحة مـعكِ يا عزيزتي, أخرجتُ الـكتاب الـمبارك بالأمس وجلستُ لأقرأه فأتتني مكالمة, مكالمة من أحد شباب الـشارع الذين أمرتهم بتتبعك وأخبرني أن سيارتك توقفت عـند مركز الـشرطة

- ماذا ؟

بـعد أن صُعقت " شيماء " مـن كلمات الـعجوز وكيف غابت عنها فكرة أن للساحرة صبية قد يلاحقوها

أُغلق الـباب ومن غـرف الـمنزل خرج شابان ليصوبوا بنادقهم نـحو " شيـماء " التي وقعت في موقف لا تُـحسد عليه, أصبحت تتمنى أن يدخل رفاقها لينقذوها من الـموقف الذي هي بـه

زوجي من الجن - رواية جديدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن