بعد مقدمة الكتاب الغريبة، دخلـت " شيماء " بعمق الكتاب وتفاصيله
" هذا الكتاب خصص للإناث فقط، هذا الكتاب خصص لأنثى سئمت حياتها وكرهت العزوبية، بعد اغلاقك سيدتي لصفحاته ستكونين زوجة، زوجة لشخص ذو جمال ذكاء وهيبة من الجان، ما يتميز به الجني عن الانسي يا حـلوتي أنه سيكشف لك نوايا الناس نحوك ويسهل لك مهامك، يعمل لجلب ما تحتاجين وعنك لن ينقص شيء، اقبالك على هذه العملية سيجلب لك بعض العواقب التي من واجبك تحملها، أخر فرصة قبل أن ندخل في صلب الموضوع، إن لم يعجبك الأمر فتراجعي حالا "
الكلام نوعا ما أخاف " شيماء " أغلقته وقالت
- أيعقل أن يكون هذا الكلام حقيقي ؟ أنا لا أؤمن كثيرا بهذه الأمور لكني متأكدة كل التأكد أن هذا الكتاب أنقذني حين كنت محتجزة !
جلست تفرك رأسها وهي تفكر أتكمل أم لا، حتى قررت أخيرا
- إن كان هذا الأمر حقيقي فوجود جني إلى جانبي قد يفيدني كثيرا لكشف العديد من الألغاز وقد يساعدني الأمر لأجني ثروة كبيرة
ركضت " شيماء " نحو الكتاب وقلبت الصفحات إلى أخر صفحة قرأتها ثم انتقلت لبعدها، ورقة فارغة مرسوم بها علامة بصمة إبهام ومكتوب فوقها جملة " ضعي قليلا من دمك على إبهامك والصقي إبهامك بالعلامة المرسومة على الورقة "
فعلت ما طلب منها، بالأبرة ثقبت ابهامها لتخرج منه قطرات الدماء ثم حركته نحو الورقة في هدوء، ما إن لامس ابهامها علامة الابهام المرسومة حتى قفزت " شيماء " من مكانها، ابهامها التصق بالورقة وشعرت وكأن الابهام المرسوم حقيقي، شدت يدها لكن دون فائدة الإبهام ملتصق، الإنارة إنقطعت والخوف دب بأوصال " شيماء "
الخوف الحقيقي بعد ثوان من انقطاع الكهرباء وعودته، الكتاب اختفى وجملة أمام " شيماء " على الأرض مكتوبة بدمائها
" انتهت مهمة الكتاب "
مـن هـول الـموقف تجـمدت تعابير وجـه " شيماء " فـحملت اشتاتها وذهـبت للحمام وقفت أمام الـمرآة تنظر إلى نفسها ثـم فتحت صنبور الـمياه لـتغسل وجهها, وهـي تغسل وجهها شعرت بـيد تلـمس كتفها, بـسرعة نظرت إلى كتفها فـلم تجد أحداً, أعادت نظرها نحو الـمرآة لتتراجع للـخلف مرعوبة
شـخص يرتدي بـنذلة رسـمية وقبعة تخفي ملامح وجهه, فـركت " شيماء " أعينها لـكن ذلك الـشخص لم يختفي
قـال
- صـدقي صـدقي يا " شيماء " أنا حقيقي
بـصعوبة تخرج الكلمات من فمها
- مـن, مـن, مـن أنت ؟
- أنـا قـصتي طـويلة يا " شيماء " لـكن لكِ أنتِ مستعد أن أسردها ألف مرة ومرة
لـزمت " شيماء " الـصمت فأكمل الـغامض كلامه
- أنا أدعى " زهـير " جـني بـسيط, أبـي غـادر عالم الـجن وانـظم للإنس للعيش بيـنكم
- كجـني ؟
- لا أبي يعيش بينكم كأنسي وبـجسد إنسي
- كـيف يعقل هذا ؟
- دعيني أكمل, أبـي غادر عالم الـجن منذ زمن طويل
- ما الـسبب ؟
- عـالم الـجن تحت حـكم الـشياطين التي تستعملنا نحن بقية فصائل الـجان كالدمى, أبـي تم تجنيده لمهمة بـها خطر على عالم الإنس فـرفض وحكم عليه بالإعدام فقام بالـهروب من عالم الـجن ليعيش بين الانس
- كيف فعـل هذا ؟
- سـر الـهروب من عالم الـجن تخفيه الـشياطين عنا وأبي اكتشفه لكن لم يحصل على الـوقت ليخبرنا بـه, كل ما أخبر جدتي بـه أنه عليا أنا الزواج من إنسية، بعد أن اعلمتني جدتي بما أخبرها أبي اتفقتُ مـع ساحرة من الانس أن أخدمها لـكن بالمـقابل أن تـزوجني انسية
- الساحرة " خديجة " ؟
- لا أخرى، خـتمتني الـساحرة بكتاب أي فتاة تقرأه وتطبق شروطه تصبح زوجتي، نقل الكتاب من دولة لأخرى وطوال هذه السنين لم أجد زوجة مناسبة تنفذ الشروط، وأيضا التي لا تعجبني أجعل صفحات الـكتاب فارغة أمامها حتى لا تصبح زوجتي و حين رأيتك عرفتُ أنك الـمناسبة
- ولماذا تريد الـهروب إلى عالمنا ؟
- لأنني متأكد أن هذا ما يريده أبي لستم الـوحيدين الذين يمتلكون مشاعر يا إنسيين, والدي أفضل شخص رأته عيناي فهو اعتنى بـي لوحده بعد وفاة والدتي ولم يحرمني من شيء, حقاً حقاً اشتقتُ له, مستعد للـسفر عبر بقاع كلها عالمكم بحثاً عـنه, سنبحثُ عليه معاً يا زوجتي وسأعرفك عليه
- أتقصد أنني أصبحت زوجتك الآن ؟
- ليس بعد, هـناك مهمة يجب أن تنفذيها أولاً وأسف لأخبرك أنه لا يمكنك الـتراجع عن تنفيذها
أنت تقرأ
زوجي من الجن - رواية جديدة
Terrorهـذه الـرواية تختلف عن الـرواية الـسابقة وأنا نفـسه كاتب الـرواياتين سـنتطرق في أحـداث الرواية إلى أمور غـامضة ومخيفة بـعضها ألـغاز لم تحل وبـعضها مـن الـمخيلة, رحـلة شيقـة تـابعوها