4 || الفصل

5.9K 471 694
                                    

القِسّ بيكهيون

القِسّ بيكهيون

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

●●●

و إني قد اقترضت من المجاز أمرّه لأرسم في الهوا ألما أدقع روحي و سلخ ألوان الحياة عن فؤاد كان يوما بجنان من فردوس زاخرة

لم يأتني الموت ضيفا غير مرغوب به فيسرق مني أغلى ما أملك بل أتتني الحياة ببسمة و عطاء حصيف ثم بمكر أخذت ما أعطت و ما سبق و أن ملكت، و خلفتني فقيرا محروما في زقاق مظلم من أتراح

و ما أتى المُخادع قط ظهر الضحية بغلظة !

و إني لأحبذ تشييع أرواح أحبائي للموت بدموع فراق جياشة على أن تزفّهم الحياة بفلك آخر لا يشملني، بعيد لا يقبلني، حيث لا لقاء يلاقيني بهم و لو التقينا

لقد خسرت الكثير مني، و عوضته بأصلب مما انكسر و تهشم بسهولة، و ها أنا ذا بشموخٍ مُستمر في قلب صفحات أيامي كما أقلب صفحات الإنجيل مرتلا آياته على مصاغي الملأ

كان الإيمان لي غارا أحتمي فيه من الناس لأكون و الرب وحدي بعيدا عن ساحة الاقتتال، فإن على ناصيتي وُسِمت خسارة وحيدة ابتُليت بها الدهر كله، كدرس قطع مني جزءا، استخلفته عِبرة على أساسها عاودت تشييد حياتي

لكن لعقلي صارت هي كحُبيبات قمحٍ حصدت جمعاء بالوقت ذاته من سنابل منتفخة بالغِلّة و وضعت في طاحونة، فصارت تدور و تدور في نقطة واحدة و بجوفها ما يحرص على أن تستمر بالدوارن طويلا، كان التفكير بها يستهلك حتّى مواعيد صلاتي و نومي

و قد أبدلت السماء حلتها احترامًا لطقوس مأتم اليوم المنصرم و تلألأت مهدا رحبا لميلاد أحلام لن تصبو الفطام و لا أزال أتوسّط أول الصف بالكنيسة !

الشمعدانات المتوهجة منتشرة بالحائطين الموازيين لكتفي متفرقة عن بعضها البعض بمسافة ضئيلة تملأ القاعة الشاسعة نورا، كذا الثرية الضخمة بعُقر السقف و التي ينتأ عن محيطها عدد من الشموع

جالس منذ أمد بخشوعٍ ليس للأيقونةِ قبالتي بالمذبح بل لبقايا ذكراها المعمرة بقوة في رأسي، ما ماهيتُها تلك الطفلة ؟ لا بل أنثى، لا بل الشّيطان !

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن