13 || الفصل

5.4K 366 557
                                    

❜ قيدُ الحُريّة ❛

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❜ قيدُ الحُريّة ❛

●●●

حينما يُحكِم الحُبّ أسرنَا فإنّه يزُجّنا في زِنزانة العمى إلّا عمّا يُريد لنا أن نراه، يُقوِّتُنا آمالًا كاذِبة في أصحن بالية، يكادُ الفُتات يخترِقها، لولا صلابتُه، وتماسُكه. لا نُدرِك مدى اهتِرائِها كوننا جِياع، غير عابئين إلّا بملءِ أفئِدتنا، مهما تردّى المضمون، وضامِنه

كُنت الأبله الّذي اعتمَد الثِّقة وإليها استَند، ظنًّا أنّ لا قُوّة قادِرة على تحطِيمها مِن تحتِه، ظننتُ أنّي سأُكافَأ بالإخلاص في المُقابِل، لذلِك اقتلعتُ الشّكوك كُلّما همّت بالإنبات، ثُمّ أحرقتُها بابتِسامة ثابتة، لا يشوبُها رمادُها

على غفلة مِنّي انهار كُلّ شيء، وإيّاه انهرت غير قادِر على التمسّك بأيّ شيء، كون محيطي فارغ، ما كان يُعبّئه سواها، وحُبّها وجُلّ ما ارتَبط باسمِها. وكانت هِي الّتي خِلتُها شامِخة لا تنثني ما اصطحبني إلى القاعِ مُفرغًا إلّا مِن أنفاسي، وليتها سُلبت قبل أن تُسلب

بعد انتِصار الجُنود في معركةٍ طاحِنة خاضوها والاسكتلنديين، حطّوا الرّحال بالقُربِ مِن القرية، كان مُتاحًا لهُم الاستِمتاع بما طابَ لأنفُسهم كونَهم قد رهنوها للموتِ من أجل الوطَن، حتّى الجُبناء مِنهم، أمّا نحنُ فما لنا سِوى التضرّع ببعُدِهم عنّا

حينما هممت بالتوجُّه إلى الحقلِ صُحبة بعضِ الرّفاق حذّرتها ألّا تبرَح المنزِل، ذلِك لئلّا يُكتشَف أمر تواجُد امرأة في البيت، فرِباطُنا الشرعيّ عاجِز عن الشّفاعَة لنا أمام بطشِهم، لاسيما وأنّ الملك دانييل يكفَل ما يدعونَه حقوقهم!

لكنّي رأيتُها واقفة معه، بجوارِ البِئر الحجريّ الّذي يسقي سُكّان حيِّنا، سمِعته يطلبُ مِنها بكلّ نبل أن تُلاقيه في اليوم المُوالي، وجاء ردّها إيجابيّا تُغلّفه بسمة. انتظرت أن تبوح لي طوال المساء، تمنّيت لو تقول أنّها تورّطت معه عن غير قصد... عبثا

وعيتُ حينئذٍ أنّي قد كُنت الوحيد المُستعدّ للتّضحية بحياتِه مِن أجلِ حمايةِ حُبّنا، إذ ثمّنتُه على حِسابِ ملاهي الدُنّيا رغم استِمرارِها في التوهُّج بغير هوادَة، كأنّما تُربّت على البائِسين أمثالي كُلّ بكرة، ثُمّ توليهِم بظهرِها كُلّ عشيّة، ليغرقوا في ظلمات الذّكريات

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن