15 || الفصل

5.9K 408 583
                                    

❜ على مشارِف المَوت ❛

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❜ على مشارِف المَوت ❛

●●●

كان رجُلَ الألَم، جاءَت هِي وقلبت همزَه رأسًا على عقِب، ثُمَّ أخمَدت لامَ لهيبَه بِثاءِ ثورتِها، فغَدا رجُل الإثم الَّذي هُو عليهِ الآن!.

وربَّما هُو رجلٌ لم يُكتَب لهُ الوُصولُ إلى مذبحِ الرَّغبة، رغبته الأولى والأخيرة، بل الوحيدة، المفروشةِ أرضها بذكريات خطاياه البيضاء، أينَ يُفترض أن يخلعُ عنه إيمانَه، ويُلثِّم فوهَ الإثم، فيُعلَن زوجَه لما تبقَّى مِن عُمره، زوجٌ سيُعاقِب روحه عليهِ الموت... إذ ذبَح قدره على مسافةِ أنمُلة مِن موطِئه، قدر.

كانت بعينيه منالًا أشدُّ إغراءً مِن الفِردوس، مُذ أنَّه رضيَ بالجحيم مُقابِله، وكادَ يستبيحُ المُحرَّم لأجلِه، ويترجَّل عن مركبه ليسبحَ إليه طواعية، لكِنَّه وفي خِضمِّ النُّزول قلبت السَّماءُ خِلقتها، وهيَّجت بُحورَها، مُباعدةً بينَه وبينَها.

لم يتوقَّع أنّ للتَّاريخِ الَّذي سبق وأن نازلَه، وما غلبَه إلَّا بشقِّ الأنفُس خليفة سيأتِي ليأتِيَ على بقاياه ذاتَ اليوم، وها هُو ذا أمامَه الآن!.

لقد رآها في السُّوق صُدفة، رفقةِ رجُلٍ مُتخفّ بعباءة، لحقهما ليس لأنَّه لا يثِق بحبِّها، يدري أنّها تُحبّه بالقدرِ الكافي لتُخاطِر مِن أجله، بل لأنَّ الجُرح في داخِله نضَح وأملى عليه أمرًا باللَّحاق بها، كُلّ ما فعله هُو الامتِثال!.

كان اكتِشافه لهويّته صفعةً موجعة حطَّت على شِغافه الرثّ، الصَّدمة الأعظَم بعدَ خِيانَة زوجتِه له، ربَّما هِي لا تخونُه، ربَّما قلبُها يعبُده، أهُو يعبُده كما يخالُ حقّا؟ كيفَ تتمشَّى صُحبة دانييل عدوِّه اللَّدود علانيّة، رغم معرِفتها بما دار بينهُما؟ مهما حاوَل التِماس عُذرٍ لها أسقطه كِبرياؤُه، وكثرةُ التَّفكير تُؤدِّي إلى الكُفر أحيانًا.

ظنَّ أنَّ غليلَه سيُشفى إذا ما صفَع خدَّها لكنَّ غِلَّه تفشَّى، في حين كُلّ ما استطاعت ميني أن تلفظه كلمةٌ احتشدت فيها عِدّةُ تساؤُلات.

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن