14|| الفصل

3.3K 320 543
                                    

❜ الجمالُ الشَّجِين ❛

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❜ الجمالُ الشَّجِين ❛

●●●

بعدَ شهر.

عجيبٌ أمرُنا، كيفَ ننخدِع بذاتِ الوعود، رغم أنّها أسقطتنا بداهية الخيبةِ في يومٍ مِن الأيام، ورغم وعيدِنا لها بأنّا لن ننجرِف بسحنتِها المُبهرةِ حينَما تلوحُ لنا في الأفق البعيد مِن جديد، ورغمَ حِرصِنا على حِماية الفُرصةِ مِن الارتِماء بحُضن الخطأ في ألبابِنا... يأتينا من نستبيحُ إعطاءَها لهُ بغير مشقّة، أو رُبّما يُخلَق فينَا ومِنّا مالِكًا شرعيّا لها!.

هِي الّتي أسرت عقلي، كما يأسِر اللّيلُ السّماء بنعومة، لتتجمّدَ عبراتُ عجزِها عن صدّه، ببهاءٍ نجومًا، نجومٌ مُصفّاة مِن الضّغائِن تُعانِق قوالبَها الرّغبةَ في البِدايةِ مرّة أخرى ضياءً. كذلِك جعلتني أتمسَّك بلِحافِها الّذي رأيتُه مِن عينِ جُرحي السّالِف مُظلمًا، جعلتني أستبيحُ أن أولِجها فُؤادي، وأغدِق عليها مِن خفقاتِه دون أن أشعُر.

كُلّما صعدت مُقلتيها لغايةٍ مؤقّتة ترجّلتُ عنهُما دونَها ودوني، كأنّها تُجرّعُني مِن صواعِ الفِتنة سُلافًا لا يُضاهيه في هذا الكونِ سُلاف فيتغلغل بعروقي، وأعطش بدَل أن أرتوي. هِي الّتي إن أشهرتُ بوجهها سيفَ كِبريائي ساوته والأرض بقُبلة.

في هذِه اللّحظةِ الصّامتَة مِن طليعة اللّيل عاقرتُ ذِكريات اشتِباكِاتنا، وسامرت الحُبور على ضوءِ الشّمعدانات، كُنت قعيدَ الصفّ الأوّل مِن دارِ الربّ، لكنّ فِكري في دارِها مُقعدٌ مُنذ زمنٍ غابِر وفِتنة، إن هممتُ بالقيام وقعتُ وتأذّيت!.

ذراعيّ واقفتين على مرفقيهِما، وناصيتي ساجِدةٌ إلى أصابِع يديّ، عسى أن يُرفِّها عنّي ما أصابَني مِن صُداع بسبب التّفكير، لديّ الكثيرُ مِن الشّؤون الّتي أريدُ صرفها، ومسائِل عالقة أعملُ على حلّها، لقد تنبّأتْ أنّي مَن قد ينكِث بالانتِظار ويجتبي الذّهاب إليها.

تخلّل الصّمتَ صوت مألوفٌ دعاني إلى النّظر إليه مُنذ اللّفظة الأولى.

" أنتَ حقّا شيء ما، لقد جعلت ملِكا بعظمتِه يتنازَل عن غرورِه ويبحثُ عنك في الأرجاء، جيّد أنّك لم تنَم بعد، وإلّا لكان وقعي عليكَ ثقيلًا. "

القِسُّ لا يُحبّ || The Priest Doesn't Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن