||نار الغيّره

13K 257 3
                                    

الفَصِل الثالِث مِن رِوُاية
#نبض قلبي# ||نار الغيّره
---
وكأن نار مِن حطب جُهنم سُقِطت عليها، ظنت انه سيتراجَع في حديثه او رُبما كان يمزحَ،ولكِن بِالفعل اليّوم خطبته.
ستُصبِح مع غيرُها، ستُصبِحَ وحيده كما كانت.
اغمضت عينيها في آلم، لتتجه فورًا الي غُرفتِها وتقع ارضًا، تبكِ وتبكِ بغزاره وكأنها صِنبور مياه وقد فُتِحَ.

قامت بِآرهاق شديد، لتتوضأ وتُصلّي وهي تبكِ علي سِجادِة الصلاهَ؛
---
وقف يُهندِم مِن بدلتِه السوداء، ووضع عِطرُه المُميّز؛ وإرتدي ساعته الفِضيه وصفف شعرُه بطريقه جذابه؛ كان كـ اميرًا لمملكهٍ ما؛ كان حقًا وسيم وسيم بطريقه لم يتخيلها احد.
ولكِن هُناك حُزن يملئ قلبُه؛ لم يراها اليّوم، فقد ظن انه قسوته عليها ستُأولمها ولكِن تِلك القسوه والبعد آلمته هو.

فـ هو يُريد رؤيتها وبِشده؛ تِلك طبيعتها المجنونه كـ طبيعه طِفله عُمرها خَمس سنوات؛ وإبتسمتِها الجذابه! لون عينيها العسلّي الذي يشد إنتباهُ وبِشده؛ بُكائها الذي يرق قلبُه لها؛ كُلِ إنش خاصَ بِها، فـ هو يعشق كُلِ شئ...
توقف قليلاً فـ هو لا يصح له أن يعشقها فـ هي بمثابِه اُخته الصغيّره وبالوقت نفسه هو سيتزوجَ مِن إمرأه اُخري.
نقض هذه الأفكار مِن مُخيلته؛ وإنطلّق للاسفل.
---
مسحت دموعها التي تتساقط علي وچنتيها بغزاره؛ وقالت لنفسُها:كفايه بقااا كفايه دموع؛ وآلم وعذاااب؛ هو مِش حاسِس حتي بيكِ؛ خلاص يغور في داهيه بقي. انا هشوف حياتي زي ما هو شافها ومِش هربُط حياتِ بيه. خلااااص بقي. لإن خلاص مليت واتخنقت مِن حُب واحِد مِش بيحس بيّا.
انا هشوف حياتي وهبطل التفكيّر فيّه.

دلفت للمِرحاض وإغتسلت؛ ثُم جففت شعرها ومشطته وربطته كـ كعكه وارتدت خُمارِها الجديد الذي آتت بِه صباحَ اليّومِ؛ وارتدت فُستانًا رقيقًا لونه اسود بِأحمر؛ كانت جميّله بِكُل ما تحمله المعانِي مِن كَلِمات.
وضعت في إصبعها سباحَه؛ لتُسبِح بها، ثُم جلست علي آطرافِ الفِراش، وقرأت بعض آيات الله ثُم حمدته وهبطت للأسفل.

لتنتقِل جميّع الأنظار مِن العروسيّن إليها، كم كانت جميـله للغايه حتي وأن ملابِسُها لا تُبين مَفاتِنها كإمرأه. ولكِنها كانت آميره بل ملِكه مِن شده رقتها رغم أنها لم تضع اي مِن مصاحيق التجميّل؛ ولكِن وجهها ناصِع البياض بسبب الصلاه والقُرآن جعلها مَلِكه.

بينما سرحَ ابو العيّون الخضراءَ، بِتلك الملاك الجميّل، كم تمني أن تكون فتاة احلامه كـ سچا، مُحتشِمه وجميله وعنيده وو.. الخ؛ وهذه لم يراها سِوي بِـ سچا، لم يُفكِر سِوي بأنه يُريد أخذها بأحضانه ليُخبأها عن العالم بأكملُه.
تحولت لو عينيه الاخضر للأحمر وهذا دال علي غضبه الشديد؛ وهذا لأنه فقط يغيّر عليها بِسبب تحول أنظار الجميع وخاصةً الشباب.

قال آسِر بِإبتسامه مُشرِقه لـ آدهم:بجد سچا بقت جميّله للحد الذي لا حد له، ايه كميه الجمال والإحتشام دي ياعم، بجد هطيـر مِن الفرحه لإنِ هكون سواقها الخاصَ. ويمكن يحصل نصيب وتبقؤ مِن نصيبي.
قال آدهم بِنبره غاضِبه للغايه:تبقي إيه ياروح اُمك؟.. إنت ناسي إنها اُختِنا ولا أيه؟
قال آسِر وهو يهز كِتفه بلا مُبالاه:مافيش اي رابِط يثبت اخوتنا غيّر الإعتبار، وانا مِش بعتبرها اُختي.
ثُم تابَع بِخُبث:بعتبرها اكتر بِكتير مِن كِدا.

انهي جُملِته وترك آدهم يشتعل بِناار الغيّره.
وقفت سچا جانِبًا تبتسِم للجميع بِهِدوء، حتي إقترب مِنها شاب ما قائِلاً:ينفع ارقُص معاكِ؟
جاءت لترفُض بِآدب، ولكِن آدهم قال وهو يبعده بعصبيه:لأ ياخفيف اُختي مِش بترقُص مع حد ويلا مِن هِنا بدل ماازعلك.

بِالفعل رحَل الشاب خائِفًا، ليلتفت لها آدهم قائِلاً
بعصبيه:وحضرِتك واقفه زي الصنم، ولا بتتكلمي ولا بِترفُضي؛ عجبِك الموضوع اوي!
قالت سچا بِبرود وهي تنظُر ارضًا:اُستاذ آدهم؛ دي حاجه تُخصِني ماتخُصِش سيادِتك.

كور آدهم قبضه يديهِ في غضب ثُم تحدث قائِلاً
:سچاااا ماتحاوليش تستفزيني فاهمه؟ انا اخوكِ و.
صرخت سچا بِه قائِله:لو سمحت بطل تقول اخويّا لإنك مِش كِدا!! ولا في اي رابِط بينا، فـ زيك زي اي واحِد غريب عني. ولو سمحت ياآدهم إبعد عنِ نهااائي وماتدخلّش في حاجه تُخُصِني.
انهت جُملتِها وتركتهُ ورحَلّت.
بينما حدق هو بِها في غضب وتوعد لها بالمـزيد بالقسوه حتي يُربي تِلك المُتمرِدهَ.
---
صعدت هي للأعلي ولكِنها لن تبكِ هذه المره، فقط ستُحاوِل نسيانه.
إتجهت نحو مكتبها لتأتِ بِكتاب ما وتقرأه، ولكِن وقع هذا الكِتاب صاحِب الغُلاف الفضي.
امسكته لتضع فيّه الصوره التي وقعت؛ وهي صورهَ لآدِهم.

فتحت صفحه ناصِعة البياض وكتبت دون وعي مِنها
:"وكيف انساكَ وأنت خُلِقت بروحي، كيف انساك وأنت نَبِض قلبيِ، فـ قلبي يموت بِدون النبضات ويحي بِالنبضات وأنت هو حيائي في دُنياي؛ كيف أمحيك وأنت كـ مرض خبيث يجري في شُريانِ ودمي ولا يوجد عِلاج لنسيانك"
اقفلت الدفتر وتنهدت بِضيقِ، ثُم غطت في سُبات نومٍ عميق؛ فـ هي تُحاوِل بقدر المُستطاع عدم التفكيّر فيـه ولكِنه يأتِ حتي بِنومِها..
---
البس آدهم لوسيندا الخاتِم، وأنتهت الحفله المُعداه بعد ساعاتَ، فـ إنطلق آدهم الي غُرفتِه بغضب مِن سچا، ودلف ليرتاحَ قليلاً.
ابدل ملابِسهُ ثُم غط في سُبات نومٍ عميق.
---
اشرقت الشمِس بِنورها الذهبي الجميّل، لتُفتِح سچا عينيها بِبُطئ ثُم قامـت بِهِدوء ودلفت للمِرحاض لتغتسِل؛ وبعدها بقليلٍ، عادت وارتدت دريس طويلاً للغايه وفوقه چاكيت چينز، وارتدت ايضًا خُمارها وهبطت للإسفل؛ لتري الجميِع مُجتمِع حول السُفره القت السلام قائِله:السلام عليكُم.

رد الجميّع السلام، فيما عدا آدهم. الذي كان شارِدًا في جمالها البسيط الهادِئ.
قالت سچا بِهِدوء:آسِر؛ ياريت لو خلّصت يلا.
اومأ آسِر برأسُه إيجابًا ثُم قال بِحنو:لو مِش خلّصت اخلّص علشانِك.
قالت سچا بتنحنُح:احم..ميرسي، هستناك برا.
اتمت جُملتِها وغادرت تنتظِرهُ في الخارِجَ.
في حيّن كان آدهم يشتعلّ غضبًا وقال بِسُرعه
:لأ ياآسِر انا هوصلّ سچا روحَ إنت علشان الشُغل.
قال آسِر مُعترِضًا:لأ انا..
قاطعهُ آدهم بِصرامه:خلاص انا قولت انا هوصلّ سچا وإنتهي الموضوع.

بِالفعل خرجَ آدهم لـ يوصِل سچا
يُتبع..

 ونبض قلبي (مُكتمِلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن