« 01:[ذُو النّدبة] »

77.7K 3.9K 5.2K
                                    

|أذكر الله يذكرك|

___
|

الفَصلُ الأوّل: ذُو النّدبٓة

|

|

" أظن أن السماء لا تغيّم إلا عندما
أكون أنا تحتها "
_

_______

🔛|


أوصَدت نافذتها و أسدلت الستائر يشوبُ نقاء وجهها الملل...
ملل من المنظر، من استمراره السقيم في التكرر، ورغم أن لا أحد قد يربطُ الملل بالرعبِ الذي يصرخُ وصدى صوته رصَاص في أفق السماء والوعي..
إلا أنها تفعل.

هناك جانبَ وعيها، مللٌ سقيم من صوت الرصاص الذي لا يُبشّر بإمكانية مراقبة الغروب الهادئ اليوم..

وكان حديثُ والدتها والحاحها سببا آخر آزره.

الأم كانت ترتّبُ أغلبَ وأهم ملابس ابنتها في حقيبة كبيرة عسكريّة قد استعارتها من زوجها..

أو لنقل أنها أخذتها دون إذن فهو لم يعُد للبيت منذ الليلةِ السابقة حين بزقَ حُمم ذلك الخبر في وجه إبنته..

ذِكرهُ للحربِ في بلدهم و التيِ لا تبدو أنها قد تندملُ قريباً جعل أمها تنامُ مفتوحة العينين أمس..

وبينما هما يناقشان قرارَ تهريب ابنتهما من أرض الوطن المغْتصبة كما فعل الكثيرون.

و بين طلب الأب بأن تذهب زوجته معها و بين معارضتها ذلك و إصرارها على أن تبقى هي معه..

هما قد ذكرا وجهة لولا التالية..

بيتها الجديد الذي يرجّح أن يكون مؤقتا..

البيت الذي يظنان أنها ستكون مرتاحةً ، تنام على ريش وتسير على غيم فيه.

منزل آل إلاغون والذين تجمعهم صداقة قديمة بعائلةِ والدتها..

والتي لا تدري كيف إستمرت حتى الآن رغم بُعد المسافة و كل الكيلومترات الفاصلة بين أمها و السيدة إلاغون.

صوتُ والدتها "مادلين دوايت" المُتعب أيقظها من التفكير بالأمس رغم أن عيون الأم الغاربة لا تسمح بالتغافل عن ذلك ثانية..

يدها ثخنة العظم بيضاءٌ كضباب الفجر، مسحتْ على الحقيبة، و ابتسامة كسرت شفتيها الشادنجية قبل أن تنفرج قائلة..

〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن