« 02 »

43.8K 3K 4.8K
                                    

[أذكر اللّٰه يذكركَ]
|

|

_____________

عابِرُ سبيلٍ على نهجِ الحياة..
فهل من مكْرمٍ لهذا الضَيف ؟

__________

|🔛

   لم تُدرك لولا وقتا لغَفوتها تلك..
أو كمْ محطّةً تخطَّتها و لا المنَاظر التي فاتَتْها حتى لامست كَتفها تلك الأنامل الخشنة.

فتَحت عيناها كالمخدّر من حلمه حين يدرك محلّه،إنها في غرفةٍ مُلحقةٍ بقطار يغادر البلد و يفترَض أنها بمفردها.

فزَعت من مكانها حين تجلّى أمام عيناها ذلك الكَيان الطويلُ بمعطفهِ الوثير..

لا يَظهرُ وجهه جيّداً بسببِ الستائر التي أسدلتها و نور الشمس الذي بدأَ بالإختفاء.

كان يواجه النافذةَ بظهرهِ و حين لاحظَ خوفها رفع بكلتا يداهِ سارية صدره و إنكبّ هاتفاً بينما يرجع وخطوته حثيثة للخلف.

--لحظَة! لحظة..
اهدئي أرجوكِ يا آنسة أنا لا أنوي بكِ السوءَ...

ما حدثَ أنَّني كنتُ عائدا لغرفتي و سمعتُ صوتًا متألّما فدخلتُ للمساعدة، لكن أظنكِ كنت تفعلين ذلك أثناء نومك فحَسب. --

و أخيرا سطعَ بعض الضوء على ثنايا وجهه ناعمِ الملامح، برونزيِّ البشرة.

عيناه قد تبدو حادة لكن طريقة حديثه المتوتر جعلتها أرخَى وطئًا لناظرها..

حتى صوته والذي ذكّرها بآلة الساكسفون قد بدى مسالمًا.

راحت تناظره بشكٍ واضحٍ متشبثة بالغطاء، لذا تنهّد و أردف..

- لقد كان الباب مفتوحاً أقسم لكِ، والصوت
كانَ يدعو للقلق أكثرَ مما يسمح لي بالتخطي.
أعتذرُ عن.. -

-- لقد أقفلتُ الباب بنفسي،
كيف حدَث ذلك ؟--

قاطعته لما نهضت والإنفعَال يهزّهَا، و إقتربت من الباب لتفحّصه، جَذبته وأدارت المقبض عدّةَ مراتٍ ثم إستدارت له متسائلة.

كانت تسأل نفسَها في الواقع..

--لا أفهم.. أنا حقا فَعلت. --

-- ربّما ظننتِ نفسكِ قد فعلتِ، نحن نتخيّلَ ما
نريده أن يكُون كما تعلمين ثم نصدقه. --

〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن