« 03 »

31K 2.7K 3K
                                    

[ٱذكر اللّه يذكركَ]

|

|

﴿ إنها لظاهرةٌ تحدث كثيراً ، أن تستيقظَ في ذهن المرء ذِكرى لا تُطاق.. ذكرى رهيبة!
فإذا هي تشُلُّه عن الحركة بِضعَ ثوانٍ.

~ديستويفسكي

|

|

________________

🔛|

~

قِرمزِيُّ الشعر..
عريض الصدر..

منحوتُ الشفتان..
أسود العينانَ..

أسمر البشرة..
مظلمُ النظرة..

و بين ما ضَاعت فيه عيونها الكَستنائيّة من صفاته الماثلَة أمامها و ما تذكُره

هي قد أيْقَنت أنه هوَ.

من كانتْ تهابُ لقائه حتى حلَّ عليها اللقاءُ بغتةً فتجمّدت أطرافها لحظَة بعد، و استقرّت مقلتَاها على جسده الهائِج.

كان يصبُّ كل قوته في قبضته،ثم يعصفُها على كيس ملاكمةٍ مشوه عُلّق ككتلة لحم ميت على عارضٍ حديدي مخصص..

الكيس الأسود المغلَّف بجلد يلمعُ تحت ضوء الشمس ،كان يتمايلُ كالضرير في الهواء مُحدثا صوت صرير مزعجٍ من السلاسل المعدنية التي تثبِّته بالعمود.

صوتُ صريره..
حفيفُ أشجارِ تلك الحديقة التي تبدو كأنَّ لا
نهاية لها..

آهاتٌ تغادر فاه آليكساندر المُغشّى على عيناه بما يختلجُ فؤاده..

هذا فقط ما كانت تسمعهُ لولا عندما وقفتْ على عتبة الباب المولجِ للحديقة الخلفية مثالية المشهد.

أمسكَتْ بذراع حقيبتها تقربُه من صدرها حيث تتكالبُ أصابع الإختناق بها..

كأن طاقته العاصِفةُ تلك تُغرق محيطها فتَحبس عنها هواء رئتيها.

رمشَت لحظةً حينئذٍ ثم فتحت عيناها على صفحةِ وجهه و هو ينظرُ إليها.

هادئ، ممتلئ
تلاقَى زوج العيون ذاك..

- مر.. مرحباً. -

تلَعثمت لولا لقَتل صمتٍ بينهُما لم يدم لثوانٍ إلاّ أنه بدى سرمديًا.

هو أمسكَ منشفته الرمادية المرمية على الطاولةِ الوحيدة في الحديقة و التي تصلُ محيطَ خصره و راحَ يمسح على رقبته مغلقاً عيناهُ وقناة التواصل بينهما..

〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن