الفصل الثاني

20.5K 598 2
                                    


لينتفض قلب ضرغام بين ضلوعه حتي كاد أن يحطمها " بتجول جوز حريم ، وراهم يا فهد وراهم ، إياك يفلتوا منيك ، تجيب لي كل اللي تجدر عليه، مكانهم ، و مين دول ، إياك يا فهد يفلتوا "
" عيب يا بوي آني فهد "
حمد فهد الله أن الطريق اتجاه واحد و أنه ما زال يلمح سيارة عمران ، و لحق بها حتى توقف عمران أمام المشفى ووجده ينزل منها مسرعا و يحمل السيدة و تلحق به الفتاه التي سحرته
لحق بهما و انتظر قليلا ،و بعد فتره توجه للعامل في الاستقبال و بعد أن أنقده مبلغا مجزيا أخبره العامل بكل ما يريد معرفته و بعنوان عمران في القاهرة
هاتف فهد والده
" السلام عليكم يا بوي "
"و عليكم السلام يا ولدي ، ها ،طمنى"
"هو يا بوي ولد عمك عمران ، و معاه حرمتين ، واحده كبيره و شكلها تعبانه ،وواحده لساتها صغار "
"تعبانه ، مالها"
"لسه ما خابرينش ، جات المستتشفى ماسكه صدرها و الوجع جاتلها ، لساتهم هيعملوا تحاليل ليها "
" فهد يا ولدي ، خليهم تحت عنيك عاوز اعرف كل حاجه ، و اياك عمران يغفلك و يهرب منيك ، كيه ما هرب من الرجاله في سكندريه "
"واه يا بوي ايه الحكايه ، أنت كنت مراجبه إياك ، طب ليه "
"بعدين يا ولدي بعدين "
ليغلق ضرغام مع ولده و قلبه موقن تمام اليقين أن تلك المريضة ليست سوى الجازية ، و أن الصغيرة بالتأكيد رابحه
لكن لماذا هي في المشفى ؟ قلبه يؤلمه و مشاعره متضاربة
يود السفر حالا لها ، لا يدري عندما يراها هل سيرغب في ضمها لقلبه الذي لم يعشق من النساء سواها ،أم يقتلها لهروبها منه و عدم تقبلها له ،
تذكر يوم موت الناصري و تعهده لها بإحضار قاتله في ذات اليوم و تنفيذه لوعده لها و إحضار نجيب ابو حطب الذي كان على خلاف مع الناصري علي شراء قطعة الأرض الشرقية ، لقد قتله و أحضره تحت قدميها لترضي عنه و تقبل الزواج به ،
يتذكر حنانه علي رابحه و احتضانه لها فكم يعشقها رغم أنها ليست ابنته ، يعشقها لأنها نسخة من أمها
لقد عشق ضرغام الجازية منذ أن حملها بيديه وليده ، كان عمره عشرة سنوات ومن يوم أن حملها صمم أن تكون هذه الوليدة ملكا خالصا له
لكن حظه و حكم العبابسي والده حرمه منها و ربطه بصبيحه ابنه خالتها لتتحد أملاك العبابسة ، لكنه كان ينوي الزواج منها ، و اتحد عليه الحظ السيء مرة أخري فعندما سافر للحج بصحبة والد زوجته ، فوجئ بإتمام زواج الجازية من اخيه الناصري الذي يصغره بخمسة سنوات ، كان يعلم أن الناصري و جازيه عاشقان ، لكن ذلك لم يفتت في عضضده بشيء ، و كان عاقدا العزم على الزواج بالجازية ، فحبه لها سينسيها حبها لأخيه ، لكنه صدم بخبر زواجها ، حتى بعد موت الناصري ، لم يحزن عليه بل كانت سعادته لا توصف ستكون الجازية له أخيرا ، لتوجه له الصفعة الكبرى ، و تهرب من نجع العبابسة ليلة عقد قرآنها عليه
كم بحث عنها طويلا لكنه لم يعثر على اثر لها ، كان متأكدا والدها يعلم بمكانها ، فلم يكن خائفا أو متلهفا للبحث عنها ، و هو يعلم مقدار حبه لها فهي وحيدته ، حتى بموت والدها لم تظهر ، راقب ابن عمه عمران فهو الاقرب لوالدها و بالتأكيد اسر له بمكانها قبل موته ، لكن عمران كان حريصا جدا ، و رغم مراقبته له طوال عشرة سنوات لم يستطع أن يعرف مكانها
لكن ها هي الأيام أحضرتك لي يا جازيتي
لن يمنعني عنك أي شيء
ستكونين لي و لولا أن العقود لا يستطيع أحد امضاءها نيابة عني لم أكن لأنتظر ابدا
لكن أوشكت و اقتربت من مرادي
بينما فهد مرابض عند المشفى يحاول أن يستنبط الحكاية و دواخلها ، و يحس بأنه يعرف المرأتين ، متأكد أنه قد رآهما في مكان ما ،
أراد الذهاب لدورة المياه، فذهب لذلك العامل
" اسمع يا عمر "
"أوامرك يا باشا "
"أنا رايح الحمام ، لو حد من الجماعه خرج رن لي بس "
"حاضر يا باشا ، بس ما قولتليش تقربلهم ايه "
" ايه يا عمر كده هازعل منك ، ما تتدخلش في اللي ما لكش فيه "
"حاضر يا باشا علي راسي "
بينما عمر في دورة المياه و هو يغسل يديه ومض عقله و تذكر فانتفض
" معجول هي رابحه أم الضفاير ، يبجي دي الخاله جازيه ، بس بيعملوا ايه مع عمران "
ليرن هاتفه برقم عمر فيسرع بالرد
" ايه يا باشا فتحت عليا ليه "
"يخربيت كده هاشحنلك اخلص "
"الست الصغيره خارجه اهي "
"عطلها يا عمر أنا جاي اهو "
فيسرع عمر للاصطدام برابحه ثم يعتذر منها
و كان فهد قد وصل مشيرا لعمر فاعتذر عمر مرة أخري منها و تركته منصرفة
أخرجت هاتفها لتطلب أحد سيارات اوبر لكن الهاتف كان قد انتهى شحنه تأففت و أشارت لإحدى سيارات التاكسي و لم تنتبه لشكل السائق المريب ،عقلها لم يكن معها ، كانت في عالم آخر ، خائفة مذعورة على والدتها ، منتظره لنتيجة التحاليل ، متخوفة منها ، فشكل الطبيب لم يكن مريحا ابدا ، لقد بدا قلقا جدا ، لم تنتبه إلى أن السائق سلك طريقا يعتبر مهجورا في هذا الوقت من الليل و فوجئت به يوقف السيارة
نظرت حولها لتجد أن هذا ليس المكان المنشود
"أنت وقفت ليه ، فيه حاجه في العربيه "
" ليلتفت لها مشهرا سلاحا ابيض في وجهها
"لا في حاجه فيا أنا ، انزلي يا حلوه بالهداوه كده بدل ما اغتك والا أخلي وش القمر ده شوارع "
رابحه كانت تنتفض من خوفها و تترجاه أن يأخذ ما معها من نقود و ذهب و يتركها لحال سبيلها
" ما أنا هاخد كل حاجه " و هو يضحك ضحكات مقيته ناظرا لها بنظرات قذره مليئة بالشهوة و الرغبة
نزلت من السيارة و هو يتبعها
" امشي قدام شويه ، في الخرابه اللي هناك دي "
و هي تبكي و تتوسله أن يتركها
بدخولهما الخرابة أمسكها و ألقاها على الارض و هي تقاومه و تحاول أن تمسك بأي شيء لتدافع عن نفسها ارتطمت يدها بحجر و ضربته به فاستشاط غضبا و هجم عليها بضراوة يصفعها  

‎العبابسه  للكاتبه نشوه أبوالوفا (باللهجة الصعيديه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن