و لم تكد تكمل الجملة حتي قطعت سيارة ضخمة عليهم الطريق و نزل منها اربعة رجال أشداء ملثمين مدججين بالسلاح قاموا بإيقاف السيارة و السيارة المرافقة و حدث تبادل لإطلاق النار، تم ارداء الرجلين المرافقين بالسيارة و أجبروا مليكه علي النزول ،و أمسكها احدهم من ذراعها بقوه و هي تقاوم فما كان منه إلا ان قام بضربها على مؤخرة رأسها بكعب مسدسه ففقدت الوعي ، و عبدالرزاق يصرخ و هو يحاول التخلص منهم بعد أن جردوه من سلاحه
" ما هتاخدوهاش الا بموتي "
فقال أحدهم ببرود " غال و الطلب رخيص " و أرداه قتيلا
بدخولهم السيارة قاموا بحقن مليكه بماده مخدره لكي لا تفيق في الطريق
دخلوا فيلا في الصحراوي و ادخلوا مليكه لغرفة ووضعوها علي السرير و خرجوا ليدخل بعدها سالم
ينظر لها ممدة على السرير و يبتسم منتصرا
بينما طايع يحاول الاتصال بها و هاتفها يرن بالسيارة و لا مجيب
فيتصل على هاتف عبد الرزاق و لا مجيب فيشتد قلقه و يهاتف رابحه و فهد علها تكون حادثتهما و لا نتيجة فهما أيضا يحاولان الاتصال بها،
انهى طايع الاجتماع معتذرا من عملائه و اتجه برجاله و سيارته
يقودون في الطريق المفترض بعبد الرزاق السير به ،و اذا بهم يفاجئون بالشرطة و تجمع من الناس ليصدم طايع بقتل رجاله و عدم وجود مليكه بين الضحايا ، كاد طايع أن يجن ،
إلى أين قد تكون ذهبت؟ هل فرت من اطلاق النار لتختبيء في مكان ما؟ ، هل قتلت و ألقوها بعيدا؟ ، هل ما زالت حيه و اختطفوها؟
أغضبه ذلك الخاطر الأخير أيما غضب و لكنه قرر أن يفند الخواطر الأولى أولا
عرف نفسه للضابط المسؤول الذي رحب به و طلب من رجاله مساعدة الشرطة في تمشيط المنطقة تمشيطا دقيقا بحثا عن مليكه أو جثتها
و هاتف فهد ليجري اتصالاته بمن كان يعرفهم والده من رجال خارجين علي القانون ليعرفوا من مصادرهم ما قد يكون حدث
جن جنون رابحه و أخذت تولول و تصرخ ثم ما لبثت أن هدأتها صبيحه و جمعت نساء الدار ليصلوا لله و يدعوا أن يجدوا جثة مليكه ان كانت قد توفيت أو يجدوها سليمة معافاه بدون أن يمسها سوء
ببحث رجال طايع و الشرطه لم يجدوا جثة مليكه و أثناء مغادرة طايع المكان اقترب منه أحد الرجال المتجمهرين بالمكان
حاول رجال الحراسة ابعاده لكن طايع طلب منهم تركه
طلب الرجل من طايع أن يعطيه رقم هاتفه ليحدثه بشيء هام بعيدا عن عيون الشرطة و قبل أن يلاحظه الضابط أعطاه طايع رقم الهاتف بسرعه و انصرف بالسيارة
ما هي إلا دقائق قليله و رن هاتف طايع برقم الرجل
" معلش أنا ما قلتش قدام البوليس ، زي ما شفت كده أنا كان معايا أمي و مراتي وولادي الصغيرين في العربيه و مش عاوزهم يتبهدلوا في التحقيقات و احنا اللي شفناه من رعب كفايه علينا ، مرات حضرتك ما ماتتش الرجاله اللي كانوا في العربيه أخدوها واحد منهم ضربها علي راسها و دخلوها العربيه "
" حاوول طايع الهدوء و سأله " شفت حد منهيهم تجدر توصفه "
" كلهم كانوا متلتمين ، بس كانوا زي اللي بيجوا في الافلام و زي حراسك كده حاجه شكل الحيطه "
" طب و العربيه "
" كبيره فور باي فور سوداء و ما عليهاش نمر و قزازها متفيم ، أنا عارف انها معلومات ما لهاش قيمه بس علي الأقل تعرف ان مراتك اتخطفت مش اتقتلت ، انت راجل معروف ، ممكن حد من اعدائك هو اللي عملها ، ربنا يكرمك و تلاقيها ، و الله أمي و مراتي بيدعو لها "
" شكرا "
أغلق طايع الهاتف و رأسه تموج بها الأفكار ، من قد يفعل ذلك ثم ما لبثت صوره واحده احتلت عقله بالكامل صورة سالم ، في نفس اللحظة رن هاتفه برقم غريب ليرد
" مين "
ضحكه سقيمه تصل له و بعدها صوت سالم
" مليكه شكلها حلو قوي يا طايع و هي نايمه متمدده على السرير زي الملاك "
ليصرخ طايع " قسما بالله لو لمست شعرايه منيها لهاخفيك من علي وش الأرض"
ضحك سالم بثقة " شعراية ايه ، ده أنا ما صدقت ، أنا مش هاسيب حته فيها مش هالمسها ، مليكه من نا ورايح هتكون ليا و بس "
و يغلق الهاتف و سط صراخ طايع " و الله لندمك يا سالم "
اغلق سالم الهاتف ثم نظر لمليكه و نظر للهاتف و لمعت في رأسه الفكرة " يجب أن يصور لحظاته معها لتكون وسيله لإقناعها بعد ذلك باستمرار بقاءها معه "
قام بحقنها بجرعه أخرى من المخدر و جهز الكاميرا و بدأ في التسجيل
اقترب من السرير يملي عينيه بجمالها ثم قبلها قبله طويله و بدأ في خلع ملابسها و ملابسه و جثم فوقها لكنه توقف ، كان يريدها كل نبضة من قلبه تريدها ، لكن جسده يأبى الانصياع، أفكاره الشيطانية تتراقص في عقله و جسده ميت لا روح فيه جلس بجوارها و أخذ يبكي
" مش ممكن دي اللحظه اللي كنت مستنيها طول عمري ، و لما تحصل يبقي بح ما فيش ، ازاي ده "
و أخذ يصرخ" ازاي "
ثم لمعت في رأسه الفكرة سينتقم منها و من طايع ، بما أنه لن يحصل عليها و جسده لا يتحرك من ناحيتها فلا داع ليعلم أحد ، قام بقص الفيديو الي اللحظة التي جثا فوقها فيها و مسح الجزء الذي كان يبكي فيه و أحضر زجاجه عطره و أفرغها على جسد مليكه بعد أن أخذ يصول و يجول على جسدها عل شهوته تصحو في محاولة أخيرة منه لكن جسده لم يستجب له ،
قام بلفها في ملاءة السرير و حملها و خرج بها الي منطقه متطرفة و ألقاها هناك ثم اتصل بطايع
" السنيوره خلاص بصمتي عليها و صورتي هتفضل بينك و بينها طول العمر ، عارف يعني ايه ، يعني شفايفي لمست كل حته في مليكه يا طايع"
و ضحك و أخبره بمكانها " بسرعه قبل ما حد يلاقيها ملفوفه كده بالملايه يكمل عليها "
صرخ طايع صرخة لو كان سالم واقفا ساعتها أمامه لصمت أذناه من قوتها ، صرخة حوت براكين غضب الدنيا و حممها ، صرخة رجل كسرت كرامته و دنس شرفه ، صرخة روح تفتت بفعل الخسة و الدناءة
لكن خوفه على حدوث الأسوء لمليكته أجبره على لملمة شتات نفسه و حطامها ، و رفع هامته عاليا ، و شد عوده قائلا
" و اللي رفع السموات السبع يا سالم ما هارحمك ، لاحي و لا ميت "
و خرج لرجاله مسرعا ، و أمر السائق بالانطلاق و قرب المكان أمر رجاله بالتوقف بعيدا و نزل هو يحمل عباءته ليجد مليكته ملقاة على الأرض ملفوفة بملاءه حاسرة الرأس اقترب بسرعه
" مليكه ، فوجي يا مليكه " تسربت الرائحة الي أنفه هو يعرف تلك الرائحة إنه عطر سالم المفضل
احتضنها بقوه " و الله ليدفع الثمن"
قام بوضع العباءة عليها و حملها و غادر للمنزل و حين وصوله أعطاه البواب علبة صغيره
" فيه واحد يا بيه شحات جه اداني العلبه دي و جال دي هديه من سالم لطايع "
أخذ طايع العلبة و هو يحمل مليكه و صعد بها لغرفتها ووضعها علي السرير
و جلس قليلا يفكر في ما سيفعله ثم هاتف رابحه ليطمئنها انه وجدها بدون الدخول في تفاصيل
رابحه نزلت السلم فرحه بالخبر و نسيت وجود رجال برفقة فهد و دخلت المكتب مسرورة لتصطدم بالرجال هناك تلعثمت و جرت مغلقة الباب ورائها
استأذن فهد الرجال و خرج لها
أمسكها من ذراعها بقوه " كأنك جنيتي ، ما خابراش إن معايا رجاله ، و كمان جايه بشعرك أكده "
" آسفه و الله آسفه من فرحتي ، طايع لقى مليكه ، لسه مكلمني حالا ، لازم نروح لها "
ابتسم و احتضنها " الحمد لله ، روحي جهزي حالك عشان نروحوا لهم "
و دخل للرجال مره أخري و لم ينتبه لتلك العينان اللتان كانتا تلمعان بنظرات الرغبة عيون صقر الجبالي
أنهى أموره معهم و هم بالانصراف لكن صقر طلب الحديث معه على انفراد
" خير يا صجر "
" خير يا فهد باشا ، كنت رايد البنته اللي دخلت علينا و هربت دي "
انتفض فهد واقفا " رايد مين يا مخبل "
ليكمل صقر بسرعه " في الحلال و الله "
أخذ فهد نفسا عميقا "اللي بتجول عليها دي تبجي مرتي يا صجر ، هاسامحك لانك ما تعرفهاش ، مع السلامه "
خرج صقر و نار الرغبة تسري بدمائه و خاطب يده اليمني عسران قائلا
" عاوز أعرف كل حاجه عن مرات فهد "
نظر له عسران بقوه " من ميتي الحريم بيدخلوا في شغلنا "
ابتسم صقر " مش شغلنا "
و ربت على قلبه " دي شغلي آني ، لازمن تكون ليا ، دي فرسه بريه و عوزه الخيال "
قال عسران بجديه " اللي اعرفه انها بنت عمه الناصري "
قال صقر " بنت عمه مش بنت عمه عاوز اعرف كل حاجه عنيها و بترح فين و تيجي منين "
و عند طايع
ألبس مليكه ملابسها و اتصل بالطبيب ليأتي ويبطل مفعول المخدر
أفاقت مليكه قليلا و تلتفت حولها لتجد طايع فأمسكت رأسها بألم
ايه ده ايه اللي حصل ، أنا جيت هنا امتى؟ ، انا فاكره ان ثم صرخت "
" االنار ضربوا علينا نار "
احتضنها طايع ، اهدي يا مليكه "
أخذت تبكي و تصرخ "شدوني من العربيه و عم عبدالرزاق بيحاول يحوشهم و راسي وجعتني بعد كده مش فاكره حاجه "
نظر لها بقوه " و لا أي حاجه"
" قالت ببراءة " لا ده اللي فاكراه "
تنبهت للرائحة " ايه الريحه دي "
"بعدين يا مليكه "
" بعدين ايه الريحه دي عليا أنا "
ابتسم بوجع " الحيوان سالم كان بيوصل ليا انه يجدر ياخدك مني و غرجك بالريحه بتاعته "
صرخت " يع ريحه سالم" و هرعت للحمام و تنبهت للملابس
" أنا ما كنتش لابسه دول "
" أنا غيرت لك خلجاتك "
دخلت الحمام مسرعة لتزيل عن جسدها تلك الرائحة و خرجت تلف نفسها بالبرنس
" ايه اللي حصل بقي "
قص عليها ما حدث و أخبرها أنهم وجدوها في منطقه نائيه (لكنه أخفى عليها كيف وجدها عاريه ملفوفه بملاءة )
و ضرب رأسه
"يوه البوليس "
و هاتف الضابط المسؤول ليعلمه أنهم وجدوها اتي الضابط بعد قليل
ليعاتبه و أنه كان من المفترض ان يخبره بمكانها ليكون معه حين يجدها
" معلش يا باشا ، دي مرتي برضك و ما صدجت إني عرفت مكانها ، و رجالتي كانوا معايا "
" طيب عاوزين المدام عشان كام سؤال كده "
" ما هياش فاكره حاجه ، كانت متخدره "
" معلش اسالها أنا من فضلك "
حضرت مليكه و سألها الضابط و لم تفده بشيء
و فزعت بمعرفتها أن الحراس كلهم قتلوا و كذلك السائق و هرعت لغرفتها باكيه
" يعني كان لازم تجولها " تبرم طايع قائلا
قال الضابط " أمال انت كنت هتبرر غياب السواق ازاي "
" يا سيدي كنت هاجولها سافر ، أي حاجه "
نظر له الضابط نظره متفحصه " أنا عارف انك مخبي عليا حاجه ، بس هي الحكايه كلها ملعبكه و لا فيه شهود و لا أي حاجه تساعدني ، بس أنا في الخدمه يا طايع باشا ، و لو اقدر اساعد باي حاجه قولي "
و أنهي اللقاء معه
و توجه لغرفتة
ناظرا بحسرة إلى مليكه التي كانت لا تزال تبكي علي عبد الرزاق و من ماتوا من رجال الحراسة
" حرام استفاد ايه لما قتلهم ، عبد الرزاق عنده ولاد اتيتموا كده "
احتضنها " ما تخافيش هو أنا هاسيبهم ، لا يمكن ده يحصل، دول في رجبتي لآخر نفس في صدري ،أنا رأيي تريحي شويه عشان رابحه و فهد في الطريق أكيد "
تمددت على السرير و تمدد بجوارها يمسد شعرها إلى أن أحس أنها نامت ، فتوجه للغرفة الملحقة بغرفة النوم و قام بإخراج العلبة التي أعطاها له البواب وفتحها ليجد بداخلها شريحه فقام بإيصالها بالكومبيوتر و جلس ليشاهد ما بها
في تلك اللحظة لم تستطع مليكه النوم و قامت لتبحث عن طايع وجدته يجلس بالغرفة أمام اللاب وقفت خلفه لتشاهد ما الذي يشاهده
لم يشعر طايع بها فلقد كان متوترا متحفزا لا يدري ما الذي في التسجيل المرفق
وجده تسجيل فيديو يطالعه فيه أولا وجه سالم بابتسامته القميئة ثم مليكه ممده علي السرير و ذلك الوغد يجردها من ملابسها و نيران الدنيا و براكينها تشتعل في جسد طايع غضبا و غيرة
مليكه كانت تقف خلف طايع مذهولة مما تري تضع يديها علي فمها خوفا من اصدار صوت الي أن ظهر سالم و هو يجثو فوقها عاريا فصرخت تنبه لها طايع و استمرت بالصراخ الى أن سقطت فاقدة للوعي
حملها و وضعها في غرفتها
فتحت عيناها فجرت الدموع أنهارا و طايع يحتضنها
" ما تخافيش هاجيبلك حقك منه و الله ، أقسم بالله لهيتمنى الموت و ما يلاقيهوش "
نظرت له و عيناها تشعان كرها و حقدا " و أنا هاستفيد ايه ، موته مش هيشفي غليلي "
و أخفضت عيناها بكسرة " و لا هيرجع اللي ضاع ، و لا هيشيل لمسته لجسمي اللي هافضل فاكرها طول العمر "
و أخذت تبكي " سبني لوحدي يا طايع "
احتضنها " ازاي بس اسيب روحي و حته مني "
أبعدته بعنف " أنا خلاص اتدنست بسالم ، فاهم يعني ايه ، يعني سالم بيني و بينك لآخر العمر "
ثم صمتت قليلا " طلقني "
نظر لها مصدوما " بتقولي ايه !"
قالت بإصرار " طلقني ، ما هو بعد اللي حصل ما ينفعش نبقى سوا "
احتضنها بقوه " ما جلتش ان اللي حصل سهل و لا هيتنسي ، بس هيعدي و احنا سوا يا مليكه ، و جبل ما أكون جوزك و حبيبك آني ولد خالتك ، و مربوطين سوا لآخر العمر يا مليكه "
ابتعدت عن حضنه و الدموع تتلألأ في مقالتيها
" اللي حصل كسر كل حاجه انت خدت بالك انك بتقولي يا مليكه ، ما قولتش مليكتي "
تلعثم " أنا ...."
وضعت يدها على فمه " أسكت يا طايع ، قلبك حاسسها و لسانك ترجم من غير قصد ، أنت حاسس إني ما عتش مليكتك "
بس ...." ""من غير بس يا طايع ، ما لوش لازمه الكلام"

أنت تقرأ
العبابسه للكاتبه نشوه أبوالوفا (باللهجة الصعيديه)
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه نشوه أبوالوفا الفيس بوك : صفحة نشوه أبوالوفا الصراع الأبدي ما بين الحب و الدم بأرض العبابسه لمن ستكون الغلبة