الفصل الثالث عشر

13.2K 502 1
                                    

و سار في طريقه لغرفته
بعد قليل وجد طرقا علي باب الغرفة
" مين "
فردت بصوت هامس و هي تفتح الباب " آني ونيسه يا سيدي الباشا "
كان ممدا علي السرير ، نظر لها بتعجب" خير يا ونيسه رايده ايه " قالها و هو يقف
اغلقت الباب فقال " هملي الباب يا ونيسه مفتوح "
لكنها أكملت أغلاق الباب " رايداك بموضوع مهم يا سيدي "
و استدارت له مقتربة منه ، ثم خلعت الرداء الذي كانت ترتديه ليصدم فهد من هيئتها و ذلك القميص الأسود الحريري الذي ترتديه كاشفا عن صدرها و ذراعيها "إيه ده " و أدار لها ظهره " اتحشمي يا بت "
هرعت له و وقفت أمامه " آني رايداك يا سيدي فهد ، و باموت في التراب اللي بتمشي عليه ، و جايه برجليا أوهبك نفسي ، خليني مرتك في السر ، و آني راضيه و ما هاجولش لحد واصل "
صفعها صفعه قويه فنزف جانب شفتيها و ضعت يدها بموضع الصفعة
" راضيه يا سيدي حتي لو ضربتني راضيه ، بس خليني جارك "
دفعها بعيدا عنه " كنك جنيتي يا ونيسه "
" لا ما جنيتش ، آني أحج بيك من رابحه ، آني كبرت و أنت جدام عيني ، آني اللي كت أخدمك و اراعيك ، أنت ليا آني و بس "
صفعها مرة أخري لتقع هذه المرة على الأرض " اعجلي و لعلمك انتي هتتجوزي رضوان و العجد بكره عشيه "
اقتربت من أقدامه زاحفة " ارحمني يا بيه ، بلاش تجوزني ، و آني ما هاعيدهاش "
دفعها بقدمه " اطلعي بره بدل ما اجتلك و ارتاح منيكي"
في الوقت الذي دخلت فيه رابحه ووقفت تنظر لهما " ده ايه ان شاء الله "
فوقفت ونيسه و أخذت ردائها ووضعته عليه و نظرها مسلط علي رابحه بنظرات لا تفهمها سوي النساء مفادها " إنه لي أنا "
و قالت و هي تنظر لفهد " آني ماشيه يا سيدي "
و بينما هي تمر بجوار رابحه همست بجوار أذنها " مش أول مره أسهر هنيه ، يا بختك بيه سبع و لا كل الرجال "
فأمسكتها رابحه من شعرها و انهالت عليها بالضرب ليخلصها فهد منها بينما ونيسه تبتسم , و رابحه تصرخ " بتقول ايه الحيوانه دي ، و كانت بتهبب ايه عندك بقميص النوم ده "
استيقظت صبيحه علي الضوضاء لتجد ونيسه تنزل السلم ممسكة بردائها و رابحه في الغرفة مع فهد تقاتله و تضربه في صدره
"انطق كنت بتعمل ايه ، و مش لاقي إلا الخدامه تخوني معاها يا واطي "
و فهد يمسك يدها " اهدي يا رابحه هافهمك "
دخلت صبيحه و صرخت " بس "
و ابعدت رابحه عنه " فيه ايه؟ "
لتنطلق رابحه كالسهم المارق و تحكى لها ما رأته و ما قالته ونيسه
نظرت صبيحه لفهد " احكيلي اللي حوصل يا ولد "
فروى فهد ما حدث
قالت صبيحه " فهد صادج ، ده ولدي و آني خابراه زين ، و اعرف ان كان صادج و إلا لا ، خلاص نلموها الحكايه دي و نعجد للبت علي رضوان يلمها ، لساتها عجلها صغير و الشيطان لعب بيه ، الموضوع انفض ، علي جاعتك يا الله يا رابحه "
خرجت رابحه متبرمه بينما صبيحه تخاطبها " رابحه الموضوع انتهي ما فيش حدييت فيه تاني"
دخلت رابحه غرفتها تغلي و تزبد بينما نزلت صبيحه لغرفة و نيسه و اغلقت الباب فارتدت و نيسه للخلف حتي التصقت بالحائط بينما صبيحه تقترب منها ثم صفعتها بقوة
" علي الله الجلم ده يفوقك , ويبعد الشيطان اللي لبسك ، مش هاتكلم و لا أجول أكتر من أكده و العجد بكره عشيه علي رضوان و حسك عينك اشوف عينك تناظر فهد و الا تجربي منيه تاني ، فيها موتك يا ونيسه "
ثم خرجت
كان الشيطان جليس ونيسه ، يوسوس و يوسوس
باليوم التالي اعلن فهد خبر التحضير لزواج ونيسه و رضوان و في المساء حضر المأذون ليعقد لرضوان علي ونيسه و سط الزغاريد و الاحتفال ثم صحب رضوان ونيسه لغرفته بالحديقة و ما أن دخل و أغلق الباب حتي قال
" ألف مبروك يا زينه داري "
ردت باقتضاب " يبارك فيك"
نظر لها " مالك يا بت الناس ، انتي مغصوبه علي "
نظرت له ببرود " ما اجدرش اخالف سيدي فهد , اديني جاره "
نظر بتساؤل " جاره كيه ؟ خلاص انتي ما هتخدميش تاني ،أني اتفجت مع البيه "
" و هو البيه يستغني عني "
" جصدك ايه يا ونيسه ؟"
ابتسمت ووضعت يديها في خصرها " زي ما فهمت اكده، شايفني كسم و رسم و طول عمر ي مع البيه في الدوار ، ما يجدرش يبعد عني ، و لا يآكل الا من يدي ، و ان كان جوزني ليك فده منظر بس ، أني بتاعة البيه"
أشعلت الكلمات النار في رأسه
" أنت بتاعتي آني و مرتي آني " و هجم عليها و أخذ حقه منها
بعد تأكده من عذريتها نظر لها شذرا
" بتاعة البيه كيه و انتي لساك بشوكك "
لملمت ملابسها و شدت الملاءة عليها و ابتسمت و الشيطان يتحد معها
" ما أنت فتحت الطريج خلاص"
انهال عليها ركلا و صفعا حتي فقدت وعيها
جلس يلتقط أنفاسه و هو يحاول طرد الشياطين التي تتراقص أمام عينيه و تصور له خيالات كاذبه لما كان يحدث بين ونيسه و فهد
حتي انبلج الصباح اغتسل و وكزها بعنف " اياك تطلعي بره الأوضه "
ثم خرج مغلقا الباب
و جلست هي علي السرير " ان ما كنتش ليا يا فهد يبجي موتك ارحم "
جاءت صبيحه و من بالدار يباركن لها
" ربنا يهدي سرك "
عرفت من الخادمات أن فهد ذهب ناحية الأرض الشرقية بدون رضوان و أن رضوان يشرف علي الطبيب الذي يعالج احدي فرسات فهد
كان شباك الغرفة يكشف الحديقة، برؤيتها رضوان قادما من بعيد مودعا الطبيب ، خرجت من باب الغرفة بدون أن يلمحها رضوان و جاءت من الاتجاه الشرقي متعمدة أن يراها و هي تغلق باب الغرفة ، ما أن لمحها حتي هرع للغرفة و اغلق الباب ممسكا اياها من ذراعها
"كتي فين يا بنت الأبالسه "
أزاحت ذراعه
"كنت مع سيدي البيه حدا الارض الشرجيه "
" يا بنت الأبالسه "و ضربها حتي أدماها
ثم خرج ليجد فهد قادما استفسر فهد منه عن حال الفرسه و رد باقتضاب
" مالك يا رضوان ، وشك مجلوب ليه "
" ما فيش يا باشا "
نظر له بتفحص " خير ونيسه لحجت زعلتك ، خدها بالمسايسه يا رضوان ، دي بت عجلها صغير "
أخذ رضوان يستقصي و يسأل سرا حتي علم أن الغفر كانوا مع فهد و لم يتركوه لحظه واحده "
دخل لونيسه و جلس علي السرير
" انتي ليه بتكدبي يا ونيسه ، ليه شياطينك مفهماكي اني راجل من غير عجل و هاصدج كدبك ده ، عاوزه ايه ، عاوزني اتجنن و اجتلك "
اقتربت منه " لا تجتله هو ، مش هو اللي اتعدي علي شرفك و آني مغلوبه علي أمري ما اجدرش اجول لا "
أمسكها من كتفيها " ليه بتكدبي ؟ ،البيه ما جربلكيش ، و لا انتي رحتي الناحية الشرجيه من اساسه "
قالت و الشر يملأها " ما رضا ش بيا ، رحتله و جلتله آني ليك و قالي لا ، يا هتجتله أنت و أبجي آني ليك ، يا أجتله آني "
نظر لها شذرا " كانك اجنيتي ، انت فاهمه إني ابيع فهد باشا عشانك ، ليه؟!"
اقتربت منه " عشان اكون ليك بدل ما أكون لغيرك "
أمسكها من تلابيبها "جصدك ايه يا وش الخراب؟ "
"جصدي يا تجتل فهد يا اشوف غيرك يجتله و اكون ليه "
ضربها فتصنعت الاغماء فتركها علي الارض و استسلم للنوم ، في الصباح قبل أن يخرج نبه عليها بألا تخطو قدماها للخارج و إلا أنهى حياتها ، بعد قليل بينما هو واقف أمام الدوار بانتظار نزول فهد، شاهد بدور تتجه لمكان سكنه لبثت قليلا ثم دلفت للمنزل ثم عادت مرة أخرى لمسكنه فأوقفها في طريقها للدخول
" مش خير يا بدور ، رحتي و جيتي يعني "
أجابته و نظرها في الأرض لا ترفعه فكيف ترفعه لتنظر له و هي متيمة في هواه ذلك القوي الخشن ، حب حبسته بداخل قلبها و لم تفصح عنه أبدا ، حسرتها يوم زواجه كادت تودي بحياتها بعد أن أصابتها حمي شديدة أنقذتها منها عناية الله وحده ،
أجابته بصوت أقرب للهمس " راس و نيسه كانت وجعاها شويه ، كت باديها حبوب للصداع "
و مر اليوم .... في المساء بعد أن دخل لداره و طالب بالطعام استسلم سريعا للنوم بعد قليل وكزته ونيسه
" رضوان أصحي يا رضوان "
لم تجد ردا ابتسمت و هنأت نفسها علي فكرتها بوضعها المنوم له بالطعام ، أخذت مصوغاتها ، و نقودها و بعضا من ملابسها ، و تسللت للخارج من بقعة تعلم جيدا أن الغفر و الحراس يغفلون عنها فطالما كانت بقعتها السرية لتتسلل منها لتقطف ثمار التوت التي تعشقها ،
لكن حظها العاثر أوقعها في غفير يستكشف المنطقة المحيطة بالمنزل و في أثناء محاولتها الهرب أطلق النار عليها ظانا أنها لص ، اجتمع الكل علي صوت اطلاق النار بينما رضوان يغط في نوم عميق ، حمل الغفير ونيسه لداخل الدوار و نزل فهد سريعا ليجدها غارقة في دمائها بينما ذهب غفير آخر ليوقظ رضوان التي لم تفلح محاولات النداء عليه في ايقاظه و ظل نائما
جاء الغفير نعمان بالحقيبة التي كانت تحملها ونيسه ، فاستنتج فهد أنها كانت ستهرب ، نزلت صبيحه ورابحه لتفجعا من المشهد
ونيسه غارقة في الدماء ، صرخ فهد فيهما ، و أمرهما بالصعود للأعلى ، و أن تظل كل منهما في غرفتها و ألا تنزل إلا في الصباح ، أمر النساء بتجهيزها للدفن، و تنظيف آثار الدماء، و في الصباح انتظر فهد رضوان ليأتي في موعده بينما رضوان غارق في النوم ، أرسل فهد في طلب الطبيب الذي أكد تناول رضوان لكمية كبيره من المنوم و أعطاه ما يبطل مفعول المنوم و استيقظ رضوان ليجد فهد بجواره و الطبيب
" خير حوصل ايه؟ ايه اللمه دي؟ "
أمر فهد الطبيب بالانصراف " اجعد أكده و فوج يا رضوان "
و أمر بدور بإعداد القهوة له
جاءت بدور تحمل القهوة و الدموع في عينيها لا تستطيع السيطرة عليها
" واه بتبكي ليه البت دي؟ "
بكل هدوء قال فهد " اشرب جهوتك الاول يا رضوان "
أنهي رضوان القهوة ثم تنبه لعدم وجود ونيسه فهب واقفا
" راحت فين بت المركوب دي ، و الله لأجيب خبرها "
رد فهد " خبرها جيه خلاص يا رضوان "
نظر له رضوان بعدم فهم ، فأردف فهد قائلا " ونيسه حاولت تهرب في العتمه كيه الحراميه ، و الغفر ضربوها بالنار و ماتت "
جلس رضوان من صدمته و أخذ نفسا عميقا " الحمد لله " و سرد لفهد ما كان منها منذ زواجهما
تم دفن ونيسه و صعد فهد لرابحه و صبيحه ليضعهما في الصورة الكاملة.  

‎العبابسه  للكاتبه نشوه أبوالوفا (باللهجة الصعيديه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن