اكتست ملامحه بالجديه " يبجي تسمعي من غير كتر حديت و مجاطعه ، و تلجمي لسانك ده اللي عتتلفعي بيه كيه الحيه "
لتقول غاضبه " أنا يا طايع لساني حيه "
ليصيح " هتسمعي و الا اسيبك كيه الاطرش في الزفه "
" خلاص خلاص هاسمع و أنا ساكته "
" من يجي خمستاشر سنه ، كنتي انتي لساتك صغار ما توعيش كان عندك يجي خمس سنين ، كنا في الصعيد عيلة ابو حطب ، آني كان عندي خمستاشر سنه ، عيلتنا ما كانش باجي منيها غير ابوي و بس و كان فيه خلاف ما بينه و ما بين الناصري زين العبابسي علي كام قيراط في الأرض الشرجيه اللي بين كفر العبابسه و كفرنا كفر الحطابين ، في يوم بعد خناجه واعره بين أبوي و بين الناصري ، حلف ابوي جدام الكل إن الناصري لو جرب من الأرض ليجيب خبره، بعديها روحت مع أبوي اتغدينا و خدني و رحنا المجابر نزور أحبابنا اللي فارجونا ، و جعدنا هناك لعشيه ، و بعدين خدني ابوي يشتري لي خلجات
لما عاودنا البلد سمعنا الخبر ، الناصري انجتل و جابلنا في وشنا ضرغام أخوه
ما انساش اللي حوصل ابدا يا مليكه ( و اغروقت عيناه بالدموع ) صوره ضرغام و هو جاي علينا رافع طبنجته و بيضربها و الدم بيغرق صدر أبوي و أبوي بيجع جدامي قاطع النفس ، و آني أضمه في حضني و صورة ضرغام جدامي و هو بيضحك و يجول إكده خدت بتاري ، أجوله بوي ما جتلش آني كت معاه ، يجولي ولده و لازمن تشهد لابوك، ما اجدرش انسي اللي عمله ضرغام ، تاني يوم أخد الارض اللي كان عليها الخلاف ، و جه بنفسه لأمي و هي دمعها لساته ما نشفش ، و جال لها ولاد ابو حطب ما بجيش منيهم غير ولدك ، لو تحبي يحصل ابوه و نخلصوا من السلسال ده ، ما تفرجش معاي واصل ، فاكر يا مليكه أمي و هي بتدسني في حضنها و تجوله لا يا ضرغام ما تاخدش روح ولدي ، و آني باعافر في حضنها رايد اجتله و أجول لها فوتيني عليه يا أما هاجتله ، و هي تجولي بس يا ولدي اسكت ، كبر بامك يا ولدي ، و ينبه عليها تهملي الكفر انتي وولدك أحسن لك و إياك عجلك يوزك و تعاودي ، فاكر يا مليكه دموع أمي و احنا مفارجين بيتنا و مالنا و بهايمنا و أرضنا ، سيبنا البيت و البهايم في رعاية عم محيسن و عياله و شدينا الرحال علي سكندريه أنا و أمي و خالتي و الحاج وهدان و انتي ، أجرنا شوجه صغيره , من يوميها و أنا حطيت حاجه واحده بس في راسي ، ابن ابو حطب لازم ياخد حج ابوه ، مش روح ضرغام بس ، لا روح ضرغام دي هتكون آخر حاجه ، لازمن كل اللي يملكه ضرغام يدخل تحت يدي و احسره علي كل عزيز عنديه ، أمي و خالتي و الحج وهدان حطوا كل اللي معاهم و فتحوا عطاره كبيره عشان نعيشوا مرتاحين بعد ما أمي اطمنت إن شغل العطاره بجي تمام ، ربك أخذ وديعته و ماتت ، ماتت بعد ما وصتني ما افوتش تار بوي و لا حجي و آني لازمن أعاود كفر الحطابين مهما العمر يعدي ، كملت تعليمي ، و بجيت زي ما انتي عارفه طايع اللي السوج كلاته يتهز له كبرت تجاره العطاره و منيها دخلت كل حاجه تجيب فلوس و تزود راس المال ، لحد ما العطاره بجت امبراطورية طايع حطاب "
جففت مليكه دموعها " يا ربي كل ده "
ليكمل " ايوه و عشان اكده نبهنا عليكي ما حدش يعرف انك من الصعيد ، لحد ما نجدر ننزلوا الكفر ، مش عاوزك تكوني شوكه في ظهري يا مليكه ، و لا حد يضغط علي بيكي ، و فرحت لما كليتك جات في مصر ، و ما غيرتش الدوبلكس ، مع اني اجدر اشتري جصر ، بس خلينا اكده مداريين شويه ،
بس خلاص يا ملكيه ، خطينا في طريج حجنا ، ضرغام وجع عجود مع شركات ما يعرفش لساته إنها تابعه لمجوعة حطاب ، هو عمره ما يتوجع اني صاحب الشركات دي ، و شيعت للعم محيسن يشتري أكبر دار في كفر الحطابين عشان ندلوا و نجعدوا هناك "
" نعم ندلوا فين "
كانت نواره استيقظت " أخيرا يا ولدي هنعاودوا "
لتهتف مليكه صائحة " نعاودوا ايه ، انتوا عاوزيني نقعد في الكفر و نسيب هنا ، و بعدين أنا مش مرتاحه لتفكيرك ده ، و حاسه انك مخبي كتير يا طايع "
لتهتف نواره بسعادة " اسكتي انتي "
و يحتضن طايع نواره " خلاص يا خالتي ، الحج جيه وجته "
و ترتسم علامات الامتعاض على وجه مليكه مع استيقاظ الحج وهدان ليجد نواره تحتضن طايع
" ايوه يا بوي ما هو طايع ده حبه الجلب"
ضحكت نواره " أخيرا يا وهدان طايع عجد العزم ندلوا كفر الحطابين "
نظر وهدان لطايع نظره يملؤها الحنين لأرضه " صوح يا ولدي "
ابتسم طايع " صوح يا حج ،و هناك ان شاء الله هنعلوا الجواب و نكتبوا الكتاب "
قالها غامزا لمليكه التي اعترضت " بس انا مش عاوزه نروح الكفر أنا قلبي مش مرتاح للموضوع ده ، حاسه انه مش هيخلص علي خير ، أنا مش مرتاحه لنيتك يا طايع "
علت ضحكة طايع " مش مرتاحه لنيتي في حج العبابسه و إلا فحجك "
تبرمت " يوه يا طايع ، أنا باتكلم جد "
اكتسى صوته بالجدية " و آني باتكلم جد ، العبابسه هاخد حج أبوبي منيهم و (ابتسم ) و انتي يا غاليه هنتموا حلمنا ما انتي خلصتي أهو و لو اني ما كنتش موافج انك تخلصي علامك و انتي مش في عصمتي بس ما رضيتش اودرك و عملتلك اللي طلبتيه ، و اظن ما لكيش حجه "
وضعت يديها في خصرها " و ان شاء الله بقي هتتجوزني سكيتي كوتيمي و إلا هنعمل فرح و اعزم اصحابي "
ضحك حتي انتفخت نواجذه " سكيتي كوتيمي ، أنتي كنتي بتتعلمي تجاره و إلا لغات ، لا ما فيش سكيتي و لا كتيمي ،فرحك هيكون فرح ما فيش زيه و مصر كلاتها مش الكفر بس هيتكلموا عنيه ، و اعزمي كل صحباتك "
ابتسمت " هي واحده بس اللي هاعزمها ربنا ما يحرمني منها "
و احتضنها الحج وهدان ونوراه وسط غمزه من طايع لها بشوق.
أمر ضرغام فهد بالبقاء في الدوار الكبير بجوار رابحه ، و سيقوم هو و الرجال بدفن جازيه و عمران بعد إنهاء ترتيبات الغسل
لم يعترض فهد فهو لا يريد الابتعاد عن رابحه
وصلت السيارة للدوار وسط صراخ من صبيحه و حريم الدار
هدر فيهم ضرغام " ما اسمعش صوت حرمه منيكم ، البنته الصغار غميانه و مش داريه ، مش عاوز صوت كفياها اللي هي فيه"
و مع هذه الكلمة حمل فهد رابحه كفلة صغيرة بين يديه و توجه بها للداخل و سط تحسر و بكاء من صبيحه
"يا بتي حسره عليكي و علي اللي صابك ، دخلها يا ولدي "
و أشارت له علي الغرفة التي ستقيم بها مددها فهد علي السرير و شد عليها الغطاء في حين نادت صبيحه على احدى الخادمات
" يا ونيسه ، تعالي اجعدي جار ستك رابحه و عنيك عليها ، ساعه ما تفتح عينها تنادمي علي "
نادي ضرغام علي صبيحه " المغسله جات ، يا الله عشان تجفي معاها علي غسل الجازيه "
دخلت صبيحه الغرفة و احتضنت جازيه الممده فاقدة للروح و حدثت نفسها " آه يا حبيبتي آه ، يوم ما تعتبي الدار تعتبيها جته هامده، ساعدتك تهربي منيه يا جازيه و انتي عايشه بس جابك ميته ، هاجول ايه ما اقدرش اتحدت و لا ابوح بالسر يا خيتي ، و أنتي خلاص فارجتي الدنيا ، و ربنا يتوب علي الكل"
و عند عمران كان ضرغام يقف على الغسل ناظرا بكل حقد لجسد عمران محدثا نفسه " أخدتها منى يا عمران ، كانت في حضنك أنت يا عمران ، الموت رحمك مني ، بس اللي هاعمله فيك جليل عليك "
توجه ضرغام مع الرجال لدفن الجثمانين و سط رفض بألا يصحب أي من أفراد عائلة العبابسه معه، و من يملك الاعتراض أمام رغبة ضرغام
بعد فتره جاء و الرجال بصحبته و اقيم العزاء
انتهى مفعول المهديء و استيقظت رابحه لتجد نفسها في غرفة ليست غرفتها ، مكان غريب عليها ، تشعر بآلام حاده في رأسها و غصة كبيرة في قلبها ، تحاول تذكر ما كان لكنها لا تستطيع ، نظرت لونيسه
" أنتي مين "
صرخت ونيسه بسرعه " الحجيني يا ست صبيحه ، الست الصغيره وعيت "و هرولت للخارج
انتفضت صبيحه من وسط النسوة علي صرخة ونيسه و جرت للأعلى و أرسل من يستدعي فهد و ضرغام من عزاء الرجال
دخلت صبيحه الغرفة ، جلست بجوار رابحه و رابحه تنظر لها باستغراب
" أنتي مين أنا حاسه أني اعرفك بس مش عارفه منين "
" أني خالتك صبيحه يا بتي أني .."
و هنا دخل فهد و ضرغام و تبادلا النظرات معها
"انتم مين و أنا فين ؟"
سألها فهد " أنتي مش فاكراني "
نظرت له تتأمل ملامحه " مش عرفه حاسه اني شفتك قبل كده "
اقترب منها ضرغام " كويس انك فجتي يا رابحه "
نظرت له في بلاهه "رابحه مين ، أنا اسمي رابحه "
لينظر الجميع لبعضهم و تهمس ونيسه "الست الصغيره مش عارفه نفسها يا سيدي "
صرخ فيها فهد " اكتمي بسرعه شيعي للدكتوره "
أنت تقرأ
العبابسه للكاتبه نشوه أبوالوفا (باللهجة الصعيديه)
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه نشوه أبوالوفا الفيس بوك : صفحة نشوه أبوالوفا الصراع الأبدي ما بين الحب و الدم بأرض العبابسه لمن ستكون الغلبة