الفصل الثاني عشر

13.6K 484 2
                                    

صعدت رابحه لغرفتها و هاتفت مليكه
" صباح الفل ملوكتي "
" يا صباح الجمال رورو"
" ها أخبارك ايه "
" تمام الحمد لله ، زهقت بس "
" من ايه يا موكا ؟"
" طايع وحسني قوي "
ضحكت رابحه " ايوه ايوه الحب مولع في الدره ، غايب بقاله ايه ثلاث أيام "
ردت مليكه بسرعه " لا يومين و خمس ساعات "
انفجرت رابحه بالضحك " يا عم الجامد ما انتي كنتي بتقعدي بعيد عنه أيام الكليه "
"لا يا ستي كان بيكلمني كل يوم ست سبع مرات ، انما هو زعلان و مقموص حضرته ، و مش راضي يخليني اصالحه "
"ما هو ليه حق برضه يا موكا ، سالم زودها و كان ناقص شويه و يلزق فيكي ، و عنيه الصراحه فاضحاه ، سالم بيحبك "
" و أنا باحب طايع ، و سالم عارف كده كويس ، ما قلتلوش أنا بقي انتهز فرصه إني في المكتب و قرب كده ، و بعدين أنا كنت لسه بارفع ايدي عشان ابعده بعيد دخل طايع ، أعمل إيه بس "
"معلش لما يجي حاولي معاه ، هو جاي امتي ؟"
" مش عارفه ما قالش "
"طيب سلام بقي يا موكا ، عشان اجهز الغدا للوحش اللي أنا مخطوبه له ده ،عاوز محشي و انا لسه باتعلم ، و راسه و ألف لا مؤاخذه جذمه إن أنا اللي أعمله من الألف للياء "
ضحكت مليكه " يعني اتصل بالإسعاف تجهز قدام الدوار "
بادلتها رابحه الضحك " أي نعم ، سلام "
" سلام"
أغلقت مليكه الهاتف مع رابحه و توجهت لغرفتها تقف أمام صوره طايع التي تتوسط الغرفة تنظر لها
" وحشتني قوي يا طايع ، يخربيت كده ، أنا كنت بازهق من مكالماتك ليا كل شويه ايام الكلية و باقول خانقني ، بس ما كنتش عارفه ان الخنقه دي هي الاكسجين اللي بيخليني أعيش اليوم ، هونت عليك يا طايع يومين و نص ما تكلمنيش "
ليأتي صوت من خلفها
" ما أنا جيت أهو"
صرخت باسمه و لم تدر بنفسها إلا و هي بين أحضانه و تبكي
رفع رأسها " بتبكي ليه يا مليكتي "
" يعني مش عارف ، أنت مخاصمني "
نظر لها بحب " و لو أنا مخاصمك بتعملي إيه بين دراعتي "
تنبهت لأنها حقا بين أحضانه و حاولت التملص منه أمسكها من يدها
"علي فين بس " و أحاطها بقوه و ضمها لصدره " هو دخول الحمام زي خروجه "
"سيبني يا طايع "
" لا ما اسيبكيش "
" هاصرخ و انادي علي أمي "
ضحك قائلا " خالتي نايمه ، و حتي لو صاحيه ، انتي ناسيه انك مرتي و مكتوب كتابنا "
ترفق بها و أفلتها " لا مش ناسيه ، بس اتلم "
حاول الاقتراب فابتعدت
" طب خلاص هاجرب نتكلموا بس، ما هالمسكيش "
اقترب " وحشتيني يا مليكتي "
" أنا كنت هاتجنن ،هنت عليك يا طايع "
" معلش ما أنا برضك روح و دم ، انتي ما تعرفيش اللي حصل ، اليومين اللي سبتك فيهم ، فضيت كل شغل ليا مع سالم و مشيته "
نظرت له بدهشه
فرد " امال عاوزاني اسيبه يشتغل معاي و آني خابره يحبك ،يحمد ربنا إني ما جتلتوش ، كرامة للعيش و الملح اللي بينا "
" تقتله "
فاقترب منها و أمسك يديها يحتضن كفها و يضعه علي قلبه
" و اجتل أي حد يفكر يجرب من مليكتي "
"طايع ، باحبك "
" و آني باعشجك "
و اقترب منها حتى شعرت بأنفاسه الحارة على وجهها
تمالكت نفسها قليلا و قالت هامسة " بلاش ،و ربنا ما هاقدر اقاومك "
ابتسم ابتسامة لم تراها لأنها قد أغمضت عينيها " و لا أنا هاجدر أبعد لو لمست الشفايف الحلوة دي "
و تنهد حتي شعرت بلهيب انفاسه و ابتعد زافرا " يا رب الصبر "
تنفست الصعداء و هرعت للخارج و هو يضحك.
بينما في مكان آخر رجل يذرع الشرفة ذهابا و إيابا
" خلاص يا سالم كفايه اقعد بقي "
" ليقف و الغضب يملأ كيانه " كفايه ايه يا نجوي ، صفي كل الشغل ، و اداني حساب و طردني ، و نبه عليا لو شافني بابص ليها بس هيقتلني ، و قالي احمد ربنا اني عامل للعيش و الملح حساب "
ردت بضيق " ما انت كمان اللي استعجلت يا سالم ، انت عارف انها بتحبه ، تقرب منها ازاي كده "
رد بحنق و غيظ "كنت فاكره مش جاي المكتب و لقيتها قدامي ما قدرتش امسك نفسي ، أنا باحبها يا نجوي و عاوزها "
و ضرب الطاولة بيديه " و أقسم بالله لتكون مليكه ليا بمزاجها ، أوغصب هنها مش هتفرق و لا يهمني المهم تكون بين أحضاني و بس "
أخذت نفسا طويلا " اصبر يا سالم و كل واحد مننا هينول مراده ، أنت فاهم اني مش عاوزه طايع ، انا مجنونه بيه و هوما بيشوفش غير الست مليكه بتاعتك دي "
نظر لها " و بعدين يعني "
قالت و هي تنفث دخان السيجارة " اصبر يا سالم و سيبني أخطط "
و اتحدت قوى الشر و انزوي ابليس ليشاهد و يتعلم من أبالسة البشر.

في المساء بعد أن أسدل الليل ستاره على أرض العبابسه و في دوار فهد تحديدا بالحديقة الغناء التي تحيط بالدوار و تحت تكعيبة العنب يجلس فهد ينعم بالقليل من الهدوء بينما قد ذهبت رابحه في زيارة لمليكه و منها ستتجهان للبندر لتكملا شراء ما تحتاجانه لتجهيزات الزفاف
كان رضوان الغفير يقف منتظرا حتى ينهي فهد احتساء قهوته
ما أن أنهي فهد القهوة حتى اقترب رضوان قائلا
" سيدي الباشا ، كت رايد افاتح جنابك في موضوع اكده "
نظر له فهد " خير يا رضوان "
أخذ رضوان نفسا طويلا " آني رايد اتجوز "
ابتسم فهد " و ماله خير ما نويت ، عنديك عروسه و إلا نشوف لك "
ابتسم رضوان حتي بدت نواجذه " لا عندي العروسه ، بس ما خابرش توافج بيا و إلا لا "
نظر له فهد " ليه ما توافجش ، أنت راجل ملو هدومك و دراعي اليمين ، و راجل ينشد بيه الظهر ، ما انتاش جليل يا رضوان، مين العروسه ؟"
رد بسرعه و سرور " ونيسه يا باشا "
ابتسم فهد " زين ما اخترت يا رضوان ، مربينها وسطينا و خابرينها زين ، اعتبره تم "
جاءت و نيسه بعد قليل تحمل صينيه عليها الشاي و الفايش لينظر لها رضوان بفرح ،و لم يتكلم و فهد يجيل النظر بينهما مبتسما، بينما ظنت ونيسه أنه يبتسم لها فبادلته البسمات و قلبها يرقص فرحا
بعد أن أنهي فهد جلسته كانت رابحه قد وصلت فدخل فهد
" الحمد لله علي السلامه يا ست الصبايا ، ها خلصتوا "
ردت بتعب " لا لسه و الله هلكنا يا فهد ماعتش قادره أحط رجلي علي الارض من اللف "
اقترب منها " باه لفيتو كتيير "
أومأت برأسها " اتدغدغنا و لسه ما خلصناش "
فحملها و هي تصرخ " فهد بتعمل ايه ؟"
نظر لها بحب " بتجولي مش جادره تحطي رجلك عالارض ، هتطلعي السلم كيه بس ؟"
نظرت له بخجل " طب و الخدامين "
ضرب جبهته بجبهتها " ما حدش ليه عندي حاجه انتي مرتي علي سنة الله و رسوله ، و آني اللي صابر عليكي بس "
و صعد بها السلم ووقف أمام باب غرفتها فقالت " لهنا و بس "
" هاوصلك السرير "
" لا "
" يا رابحه "
ابتسمت و نزلت أمام الباب " لا هنا و بس "
"هاجولكك خبر هيفرحك "
"ايه "
" رضوان طلب يد ونيسه "
" هيييه ووافقت "
نظر لها بعمق " و هي ليها كلمة بعد كلمتي ، الصبح هاجولها "
"أحسن خليها تشيلك من راسها "
" انتي ظالماها "
اقتربت منه و أمسكته من جلبابه " ما أنت ما بتشوفش بتبصلك ازاي "
أمسك يدها " غيرانه يا جلب الجلب "
" أنت فهدي أنا و بس ، اللي تبصلك اجيب أجلها "
ضحك بصوت مرتفع " آه يا وحش أنت يا جامد "و احتضنها
تفلتت منه و دخلت غرفتها و اغلقت الباب في وجهه سريعا ووقفت وراء الباب " تصبح علي خير بقي ، أنا عاوزه أنام "
ابتسم " نوم العوافي يا حبة جلبي "  

‎العبابسه  للكاتبه نشوه أبوالوفا (باللهجة الصعيديه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن