٤_حياة جديدة

5.8K 119 2
                                    

مرت الايام والشهور على زواج أبناء "چاسور" .تعرفت فيها "سيرين" و"حياة" على الكثير من طباع "چاسور".
كان "چاسور" يعاملهم بمساواة ولا يظلم منهم احدا ولكنهم لم يغفلوا عن ما قاله يوم زفافهم وكانوا يعلموا ان تلك المعاملة ستتغير فور إنجاب احداهما فتاه...خاصةً ان الاثنتين كانتا فى الشهور الوسطى من الحمل.
كانت "سيرين" تنتظر ان تنجب صبى حتى تصبح هى المقربة ل"چاسور" وثروته ، اما"حياة" فقد كانت تريد الحب والسلام لها ولاسرتها تاركة القدر هو من يحدد من ستنجب.
كانت "سيرين" مستلقية على فراشها فى منتصف الليل غارقة فى التفكير بما يشغل بالها دائماً ....هل ستنجب صبى؟ ...هل ستكون ثروة"چاسور"لها؟ وما يتعلق بهذه الامور .حتي قطع تفكيرها ذلك الصوت الذى سمعته عدة مرات من قبل ..صوت فى اسفل القصر لا تستطيع تفسيره ، ولطالما اخبرت"راغب" بالامر ولم تجد منه سوى الاستهزاء .
كانت "سيرين" تحب ان تكشف كل شىء واى شىء بالقصر لذا قررت ان ترى مصدر هذا الصوت ، تسللت خارج الغرفة ونزلت لاسفل القصر فلم تجد سوى السكون ولكن سرعان ما لمحت حركة بالحديقة فأسرعت للخارج ، وما ان خرجت حتى رأت احدا يدخل القصر من الباب الاخر فأسرعت نحوه حتى دخل القصر
سيرين بصوت مرتفع: انتظر
حتى تصنم هذا الشخص مكانه، اقتربت سيرين حتى رأت وجهه
سيرين بدهشة: راهب ...ماذا تفعل هنا؟
راهب: كنت بالحديقة والان صاعد لاعلى... ماذا تفعلين انت هنا؟
سيرين: لقد سمعت اصوات غريبة الم تسمعها ، لم تكد تتم كلامها حتى سمعت نفس الصوت مجددا
سيرين: ها هو الصوت ..أسمعته؟
راهب: اجل ...انه صوت الرياح مع الابواب الخلفية يحدث دائما بالقصر ..انا صاعد لاعلى.
صعدت "سيرين" لغرفتها وخلدت للنوم ، وتمر الايام ويتكرر هذا الصوت دائما فى نفس التوقيت من الليل مع هبوب الرياح ومع عدم هبوبها .لم يكن الامر يريح "سيرين" خاصةً مع رؤية راهب فى نفس التوقيت يتمشى فى الحديقة.
مرت الايام وجاء اليوم الذى انتظره الجميع بفارغ الصبر خاصة "چاسور" حيث كانت "سيرين" تلد .كان التوتر غالب على جميع من بالقصر منتظرين رؤية المولود ، حتى خرجت الطبيبة تحمل المولود ، لم يكن طفل واحد بل كانوا طفلين ولحسن الحظ لم يخيب امل "سيرين" وكانوا المولودين ذكور.
كانت فرحة "چاسور" شديدة لهذا الحدث لكن لا تقارن بفرحة "راغب" و"سيرين" فقد حققت "سيرين" بذلك مرادها وادركت ان ثروة "چاسور" حتما لها .اما "راهب" و"حياة" فكانوا لا يقلوا فرحة عنهم بهذين الطفلين ،على الرغم من ان "حياة" لم تلد بعد لكن كانت شديدة الفرحة من اجل"سيرين" وكانت تأمل ان يحدث لها نفس الشىء، على عكس"سيرين" فقد كانت تتمنى من اعماق قلبها ان تلد "حياة" فتاة لتكون هى سيدة القصر.
وبعد مرور شهرا اخر تكرر نفس الحدث بالقصر وجاء اليوم الذى كانت تلد فيه"حياة" وظل جميع من بالقصر على توترهم منهم من ينتظر ان تنجب فتاة ومنهم من ينتظر صبى ، ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن ، وكما انجبت "سيرين" صبيان ، انجبت" حياة" ايضا فتاتين ولكن كانتا آيتان فى الجمال .احبهما "راهب" بشدة واسماهما "مايا" و"ميرا" لكن "حياة" كانت شديدة الخوف عليهما من مستقبلهما وما ينتظرهم من جدهما واولاد عمهما ،وكان "راهب" يطمئنها بكلامه وما يحتويه من دفىء واحساس بالامن .
ومع ذلك الحب كانت هناك نفوس حاقدة لا تهدأ عن بث الشر فقد كانت"سيرين" تكاد تموت فرحا بإنجاب "حياة" لفتيات  وما يمر يوما الا وكانت تؤذيها فيه بكلامها الموجع ويوميا ما تذكرها بأن المال والقصر والحياة من حق ابناءها "زين" و"غسان" وانها هى وبناتها سيظلوا خادمات القصر.
كانت "حياة" لا تتحمل هذا الكلام ولكنها مع تذكرها لكلمات زوجها تحس بأن كلام"سيرين" هو مجرد نباح من حولها فتتخطى الامر .
كان "چاسور" يحمل احفاده "زين" و"غسان" يوميا ويداعبهما على عكس "مايا" و"ميرا" الذى لم يراهما منذ ان ولدا . لم يكن الامر باليسير على"حياة" فعندما ترى هذا تذهب لغرفتها وتغرق فى البكاء وهى تنظر لبناتها وترى مستقبلهما التعيس ، وتذهب ورائها "سيرين" لتتمتع برؤية دموعها حتى يأتى "راهب" ويهدئها بكلماته .
راهب: حياة... عدينى بما اتفقنا عليه...لا اريد ان ارى دموعك ..ارجوك.
حياة بألم: اخشى على بناتى من الزمن ومن جدهم .
راهب: لن يحدث لهم شى وانا على قيد الحياة... اعدك.... ولن يحتجان لاحد او لاى شىء وهم لديهما ذلك الكنز... كنزنا ياحياة ... انسيتيه.. سنورثه لهم ..ذلك الكنز الذى سيغنيهم عن مال ابى كله ويمنحهم الحياة.
كانت "سيرين" تكاد ان تسقط ارضا مما سمعته...ألهذا كانت "حياة" لا تجيبها حين تضايقها بالكلام؟ ألهذا لم يحزنوا حين انجبوا فتيات؟ ....لا بد ان كنزهم هذا اكثر من اموال "چاسور" ...ولكن لماذا لا يعلم راغب بالامر ؟...نعم تذكرت لابد ان "راهب" ينزل الى الحديقة يوميا فى منتصف الليل من اجل هذا الكنز ..كنت اعلم ان ورائهم شىء يخفيانه .
كان"راهب" يحدث "حياة" عن كنزهم وهو القناعة بما رزقوا به... الحب الذى يجعلهم يتحملون اى شىء ليبقوا متكاتفين ...ذلك الحب والرضا الذى سيورثوه لبناتهم ليغنيهم عن كل ما فى الحياة من اموال. لكن لم تكن"سيرين" لتفهم كل هذا فقد ترجمته بأقرب لغة الى عقلها وهى ان ذلك الكنز اموال عظيمة ...فحين يغطى الكره قلوبنا نعجز حتى عن ذكر اسم الحب.

احفاد چاسورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن